محاضرة بعنوان " صعود اليمين الصهيوني: جذوره، أسبابه، ونتائجه"

عقد برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية يوم الأربعاء 9 تشرين الثاني 2016، محاضرة بعنوان: "صعود اليمين الصهيوني: جذوره، أسبابه، ونتائجه" ألقاها مدير المشاريع البحثية ومنسّق برنامج دراسات إسرائيل في المركز العربي للدراسات الإجتماعية التطبيقيّة د. مهند مصطفى.

 وقال مصطفى أن المشهد السياسي اليميني في إسرائيل يمكن أن يُقسم إلى أربعة مراحل أساسية وهي مرحلة التهميش والمعارضة والتي إستمرت حتى عام 1977، ومرحلة الحكم أو السلطة، ومرحلة السيطرة السياسية، ومرحلة الترويج للهيمنة الفكرية والسياسية لليمين والتي نعيشها حتى اليوم.

وأوضح أن المرحلة الأولى تميزت بنوعين من التهميش وهما التهميش السياسي الذي عبر عنه بن غوريون  بمنعه اليمين من دخول الحكومة، والتهميش الفكري الذي تمثل بإقصاء السردية اليمينة من الذاكرة الرسمية الإسرائيلية، علما بأن هذه المرحلة سميت بالأدبيات الإسرائيلية بمرحلة الحزب المهيمن.

وبيّن مصطفى أن المرحلة الثانية ابتدأت بفوز الليكود لأول مرة بإنتخابات الكنيست بعد سيطرة حزب العمال على الحكم لمدة ثلاثين عاما، وشدد على أن الصعود للحكم لم يكن مفاجئا، بل جاء نتيجة التحولات الإجتماعية والديموغرافية والسياسية بالمجتمع الإسرائيلي. وقال أن حزب العمل بدأ بإصلاح نفسه في هذه المرحلة بالوقت الذي حاول فيه الليكود ضخ الأموال للمستوطنات والجليل الأعلى، وترميم الأحياء القديمة والإهتمام بالمهمشين وإدخالهم للتعليم العالي في محاولة لتغيير النخب السياسية المسيطرة.

 وأضاف أن صعود شارون للحكم عام 2001 نقل اليمين للمرحلة الثالثة التي استمرت حتى عام 2013، والذي أدرك اليمين خلالها ضرورة عدم إسقاط أي حكومة يمينة مهما كانت سيئة، وأوضح بأنه خلال هذه الفترة كان لا يمكن لأي معسكر سياسي أن يُشكل الحكومة بفرده بإستثناء معسكر اليمين.

وكشف مصطفى أننا نعيش اليوم في طور المرحلة الرابعة والذي يعتبر فيها الإستمرار بالحكم والسيطرة السياسية من الأدوات المهمة للهيمنة الفكرية، ويحاول اليمين خلالها إدخال مضامين يهودية يمينية لقطاع التعليم، وتغيير المشهد القضائي، واعتبار كل ما لا يتماشى مع الأفكار اليمينة خارج عن نطاق الوطنية والهوية الإسرائيلية.