معهد الدراسات البيئية والمائية يناقش التأثيرات المحتملة للقصف الاسرائيلي العنيف والمركز على جيولوجيا المنطقة واحتمالية الزلازل

نظم معهد الدراسات البيئية والمائية في جامعة بيرزيت ندوة الإلكترونية (ويبنار) بعنوان "التأثيرات المحتملة للقصف الاسرائيلي العنيف والمركز على جيولوجيا المنطقة واحتمالية الزلازل" وذلك يوم الاربعاء 15-5-2024.

افتتح الندوة د. ماهر أبو ماضي بالترحيب بالحضور والمشاركين والترحم على الشهداء وتذكر النكبة. وعرض مقدمة للندوة، تمثلت بقيام الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين أول 2023 بحرب إبادة عنيفة ضد قطاع غزة، حيث تم إلقاء أكثر من 80 ألف طن من المتفجرات الشديدة برا وجوا وبحرا. وصل وزن بعض القذائف والصواريخ الطن، وذلك بشكل مركز في بقعة جغرافية صغيرة جدا ولفترة طويلة تجاوزت ال 220 يوم. وطرح تساؤلات للمشاركين "هل يؤثر هذا القصف على جيولوجيا المنطقة؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك الى زلازل مدمرة تطال مناطق اوسع؟ وما هي التأثيرات على البنية التحتية والإنشاءات؟ وما تأثيرات القصف على المياه الجوفية؟

 فيما قدم م. صايل وشاحي، نقيب الجيولوجيين الفلسطينيين الأسبق شرحا مفصلا حول جيولوجيا المنطقة، حيث يتشكل قطاع غزة من تكوينات حديثة وغير سميكة تكونت مع بداية عصر البليوستوسين قبل 2.6 مليون سنة بعدما تراجع البحر إلى موقعه الحالي وهي كثبان رملية، رسوبيات الأودية، صخور الكركار الرملية، الرمال الحمراء المختلطة بالطين والعضويات، الصخور الرملية، والحصى. وبين آن منطقة قطاع غزة ليست منطقة زلزالية، ولا توجد فيها فوالق نشطة، وهي بعيده عن فالق البحر الميت. وأوضح ان هناك خطورة ضعيفة من وقوع الزلازل في حالة استخدام الأسلحة المدمرة. لكن القصف العنيف باستخدام الأسلحة والمتفجرات يمكن أن يسبب موجات زلزالية يتم قياسها بواسطة أجهزة قياس الزلازل.

وقدم د. جلال الدبيك، المختص في مجالات هندسة الزلازل والحد من مخاطر الكوارث، جامعة النجاح الوطنية، عرضا مفصلا حول المخاطر والتأثرات الناجمة عن الزلازل والكوارث والحروب. وأوضح ان التعرض للمخاطر في قطاع غزة عالي جدا بسبب الاكتظاظ الكبير وضعف البنى التحتية. وأكد ما قدمه م. الوشاحي حول قلة إحتمال التأثير على حدوث زلازل طبيعية في قطاع غزة لأن المنطقة غير نشطة زلزاليا والتكوين الجيولوجي يصعب من هذه الإحتمالية. وناقش تأثيرات القصف العنيف الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي على المنشآت والبنى التحتية وأوضح أن المخاطر تفوق الدمار الناجم عن عشرات الزلازل المتتالية فيما لو حدثت في قطاع غزة. وطرح بأن درجة التأثير تعادل 95 ضعفا للدمار الحاصل في الحرب على أوكرانيا بالنظر للمساحة الجغرافية وكثافة القصف. كما ناقش ضعف تصميم وتنفيذ المباني والمنشآت في غزة بسبب قيود الاحتلال وضعف الإمكانات.

وناقش د. مروان غانم، أستاذ الجيولوجيا ومصادر المياه، جامعة بيرزيت، واقع وتحديات مصادر المياه وتحديدا المياه الجوفية. طرح ان واقع المياه الجوفية صعب جدا حتى قبل الحرب من حيث استنزاف مصادر المياه وتلوثها وتفاقم الوضع بسبب حرب الإبادة. وطرح ان القصف العنيف يتسبب في تلوث المياه الجوفية بالمواد الكيماوية المختلفة بسبب طبيعة غزة الرملية ذات النفاذية العالية، بالإضافة الى تدمير مرافق الصرف الصحي وتسرب الملوثات للتربة والمياه الجوفية.

خلصت الندوة الى تدني احتمالية تحفيز الزلازل الطبيعية بسبب القصف العنيف لقطاع غزة. إلا أن القصف المتواصل على غزة يكافيء عدد كبير من الزلازل الشديدة والمتتالية من حيث التأثير والدمار للبنى التحتية والمنشأت. وشبه المشاركون الوضع القائم بالزالزال الشديد ومركزه سطح الأرض. بالإضافة الى التأثير الكبير على المياه الجوفية ومرافق المياه والصرف الصحي والبيئة ككل. بالنظر لطبيعة القنابل، من الصعب جدا تصميم مبان ومنشأت تقاوم القنابل والصواريخ المستخدمة في قصف قطاع غزة. ومع ذلك أوصى المشاركون بتحسين المواصفات والمعايير الخاصة بالبناء مما يسهم في تقليل عدد الضحايا والاصابات في حال الكوارث والحروب.