معهد دراسات المرأة ينظم يوماً دراسيّاً حول مفاهيم الهوية الجمعية والتمكين المجتمعي

عقد معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، السبت 6/4/2019، يوماً دراسيّاً حول مفاهيم الهوية الجمعية والتمكين المجتمعي موجّهاً لطلبة الماجستير من عدة برامج في جامعتي بيرزيت وبيت لحم (برنامج الماجستير في دراسات النوع الاجتماعي والتنمية، وبرنامج الماجستير في علم النفس المجتمعي، وبرنامج الماجستير في الخدمة الاجتماعية). وتمثّل الهدف الأساس من اليوم الدراسي في تعزيز المعرفة المفاهيمية والتطبيقية-العملية المتعلقة بمفاهيم التمكين المجتمعي والهوية الجمعية وبنائها من أجل التغيير المجتمعي.  كما قام برنامج اليوم الدراسي على عرض ومناقشة جذور هذه المفاهيم وتطورها وتطبيقاتها وتحولاتها فلسطينيا من قبل الميسرين\ات، واعتمد على الحوار والنقاش مع المشاركين\ات في اليوم الدراسي لنقاش المفاهيم وربطها بالتجارب الشخصية العملية والمهنية للطلبة في الميدان خلال التعامل مع هذه المفاهيم.

وفي افتتاح اليوم الدراسي قالت د. لينة ميعاري، مديرة معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، إن الهدف منه أن يفتح الأسئلة المتعلّقة تحديداً بماهية المعرفة "التي نحن نتداولها ونتعلمها في برامجنا و"التي نحن قادرون على إنتاجها وكيفية إنتاجها." كما أكّدت على أن تناول البعدين النظري (المفاهيمي) والتطبيقي لا يعني أننا ننظر إليها كثنائية وإنما باعتبارهما في علاقة جدلية فيما بينهما. وقالت ميعاري "إن السؤال الثاني الذي نأمل أن يفتحه هذا اليوم الدراسي هو واقعنا المجتمعي الفلسطيني العينيّ بسياقه الاستعماري ومدى قدرته كذلك على إنتاج معرفة تحرّرية مؤثّرة ليس فقط على مستوانا المحلّي وإنما كذلك على المستوى الأوسع." وختمت بالقول إن كلّاً من سؤال إنتاج المعرفة وكيف، وسؤال الربط ما بين التجربة العملية والتطبيقية وإنتاج المعرفة؛ "سوف نتناوله بشكل عينيّ من خلال مفهومين: مفهوم الهوية الجمعية ومفهوم التمكين.  ومن خلال هذين المفهومين سنفتح أسئلة أوسع حول المعرفة المنتجة وما دورنا كجامعات فلسطينية في سياقنا المحدد بهذه الصيرورة المتعلقة بإنتاج المعرفة وكيف سيكون في مقدورنا إنتاج معرفة تحررية قادرة على العمل من داخل مجتمعاتنا ومفاهيمنا ونظرياتنا نابعة كذلك من هذا السياق."

ومن جامعة بيت لحم، تحدثت د. عبير مصلح، منسقة برنامج الماجستير في الخدمة الاجتماعية في جامعة بيت لحم عن ضرورة الربط بين الخدمة الاجتماعية والنظرة التحررية لها وتجاوز مرحلة التدخل الفردي و "أن يكون لنا صوت في إنتاج تدخلاتنا في العمل المجتمعي ولدينا تجارب نحتاج للنظر إليها بعين نقدية." وأكّدت مصلح على أن العمل على المفهوم الجمعي وتمكين المجتمع والمجموعات من أجل التغيير المجتمعي هو نقطة الالتقاء والهدف من المشاركة في هذا اليوم الدراسي.

اشتمل اليوم الدراسي على جلستين أساسيتين حيث تمحورت الأولى حول مفهوم الهوية الجمعية وتطوّرها فيما تناولت الثانية مفهوم التمكين وتطبيقاته العملية. ففي الجلسة الأولى، قدّمت د. لينة ميعاري "مقدمة مفاهيمية حول الهوية الجمعية والتغيير المجتمعي" كما تحدثت المحاضِرة في برنامج دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، الأستاذة رلى أبو دحو، عن "تطور الهوية الجمعية لدى الحركة الفلسطينية الأسيرة كنموذج". وتطرقت الأستاذة رلى أبو دحو الى سيرورة تشكل الحركة الفلسطينية الأسيرة والآليات والممارسات المرتبطة بهذا التشكل، مقدمة بذلك نموذجاً ممارساتيّاً حول كيفية تشكل الهوية الجمعية وتحولاتها. أما في الجلسة الثانية، فقدّمت د. عبير مصلح "مقدمة مفاهيمية حول التمكين والتغيير المجتمعي"، كما قدّمت الأستاذة عربية منصور، المحاضرة في جامعة بيت لحم، ورقة بعنوان "التطبيقات العملية لمفهوم التمكين الجمعي". وتلا ذلك نقاش مع المشاركين حول انعكاس هذه المفاهيم في عملهم المهني مع الأفراد والمجموعات المختلفة.

في الجلسة الختامية أشار المشاركون الى أهمية عقد مثل هذه الأيام الدراسية وأن اليوم الدراسي شكل فرصة للتأمل في الربط بين البعدين النظري والعملي، وأنه فتح أسئلة هامة، وأوصوا بالعمل مستقبلا على أيام دراسية أخرى.