معهد أبو لغد يعقد محاضرة بعنوان "صفقة القرن: نتاج لأوسلو أم نهاية له"

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، السبت 24 تشرين الثاني 2018، ندوة بعنوان "صفقة القرن: نتاج لأوسلو أم نهاية له؟" تحدث فيها الأستاذ في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية د. غسّان الخطيب ومدير برنامج ماجستير الدراسات الدولية د. علي الجرباوي وأدارتها مديرة المعهد د. لورد حبش.

وخلص الخطيب في مداخلته إلى أن التغيرات التي طرأت على الموقف الأمريكي من قضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم مثلت نهاية لأوسلو، باعتبارها الضربة القاضية للاتفاق الذي ظل يترنح لسنوات بفعل إجراءات الاحتلال على الأرض.

ورأى الخطيب أن أوسلو خرجت عن مسارها منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 نتيجة التمادي الإسرائيلي، وما تبع ذلك من اجتياح للأراضي الفلسطينية عام 2002، إلا أن الخطيب يعتقد بأن ذروة هذا الخروج والتخلي عن تلك الاتفاقية سيكون من خلال الإعلان المرتقب -إذا ما تم- عن صفقة القرن، حيث يعتبر أن هذه الصفقة ستكون بمثابة خروج صريح وواضح عن أسس عملية السلام والمفاوضات، فإسرائيل وأمريكا تتصرفان اليوم بشكل أحادي الجانب، دون أي اعتبار لمبدأ التفاوض القائم على طرفين، وهو أحد مبادئ أوسلو الأساسية.

وقال "إن اسرائيل اليوم ليست معنية بأي اتفاق مع الفلسطينيين، وعلى العكس من ذلك فهي تعمل على تعميق الشرخ الفلسطيني بين الضفة وغزة عن طريق ما يسمى بالتهدئة ".

ويعتقد الخطيب أن صفقة القرن وإن لم يعلن عن نصها الحرفي إلا أنها باتت واضحة المعالم من خلال التحركات الأمريكية والاسرائيلية فيما يخص القدس، والحدود، والشروع في التوسع الاستيطاني، وعدم الاعتراف باللاجئين وحقوقهم وأولها قطع المعونات عن وكالة (الاونروا).

بدوره، وضّح الجرباوي أنّ عنوان الندوة إشكالي بقوله أنّ العلاقة التي تربط اتفاق أوسلو بصفقة القرن ليست علاقة سببية، فصفقة القرن هي امتداد فعلي للسياسة التي جاءت بعد انتهاء أوسلو، ولكن علينا أن نعلم أن أوسلو انتهت منذ زمن بعيد وليس الآن، حيث رأى أن أوسلو بالأصل هي اتفاقية مدتها خمس سنوات فقط، وكان ينبغي لها أن تضع السلطة الفلسطينية وإسرائيل في خط أفقي، إلا أن إسرائيل استغلت هذه المسألة لتعيد ترتيب العلاقة عموديا، ونجحت في ذلك، فالعلاقة صارت بين سيد وتابع، بين متخذ للقرارات ومنفذ لها، وبالتالي فإن أوسلو ونصوصها انتهت منذ الانتفاضة الثانية، ولم يتبقَ شيء منها إلا السلطة.

وحسب الجرباوي، فإن ما حدث فعليّا هو تحويل الأمور من صيغتها القانونية إلى صيغة الأمر الواقع دون أي تطبيق للصيغة القانونية والحق القانوني الذي أقرته الأمم المتحدة خلال أوسلو، وما تحاول واشنطن فعله اليوم من خلال صفقة القرن هو المس بالحق الفلسطيني علنًا والمس بأولوية القضية الفلسطينية عربيّا وعالميّا.

واعتبر أن صفقة القرن جاءت نتاج لتغير النظامين الدولي والإقليمي وعدم الرغبة الإسرائيلية في التوصل للتسوية وانزياح إسرائيل باتجاه اليمين والأداء الفلسطيني المتعثر ووصول ترامب للحكم. ولفت إلى أن هدفين تسعى إدارة ترامب لتحقيقهما من وراء الصفقة، يتمثل الأول في تقويض الحقوق الفلسطينية فيما يتخلص الثاني في تقويض الشرعية الدولية فيما يتصل بحل الدولتين.

وتابع "من أجل الاستمرار بإدارة الصراع وليس حله ظلت الولايات المتحدة برفقة المجتمع الدولي تتحدث عن حل الدولتين دون أي تدخل لفرض الحل. إسرائيل حازت على الضوء الأخضر منذ ذلك الوقت لتقوم بممارسات على الأرض تمنع تطبيق حل الدولتين، علما أن انتهاء أوسلو يعني انتهاء إمكانية تطبيق هذا الحل".

وأشار الجرباوي إلى أن الفلسطينيين يواجهون كل ذلك وسط انقسام وصراع داخلي والانشغال في كيفية الحفاظ على وجود السلطة في ظل تراجع المساعدات والحديث عن خليفة الرئيس محمود عباس.