معهد إبراهيم أبو لغد يختتم فعاليات مؤتمره الدولي حول اللاجئين الفلسطينيين - إضاءات

اختتم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات
الدولية في الجامعة، يوم الاثنين 21 تشرين الثاني 2011، فعاليات اليوم الأول من
مؤتمره الدولي بعنوان: "اللاجئون الفلسطينيون: أجيال مختلفة وهوية واحدة".

 

ويأتي المؤتمر كمحاولة لفحص خصائص اللاجئين الفلسطينيين
الاجتماعية والفكرية والنفسية والسلوكية والمعيشية، ومحاولة كشف الاختلافات بين
أجيالهم المختلفة، إن وجدت، انطلاقا من أماكن تواجدهم، بالإضافة إلى ما يميز
اللاجئين الفلسطينيين، داخل المخيمات أو خارجها، عن المجتمعات المستضيفة لهم، في
الدول العربية أو في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعن باقي الشعب الفلسطيني.

أكد نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية د. منير قزاز، في
الجلسة الافتتاحية أهمية موضوع اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى تميّز هذا المؤتمر
عن سواه من المؤتمرات من حيث تعدد المنهجيات التي يناقش من خلالها الفرضية
الرئيسية، مؤكدا أهمية دراسة موضوع هوية اللاجئ من جوانبها المختلفة، قائلا: "تكمن
أهمية دراسة هوية اللاجئين الفلسطينيين على ضوء هذه الاختلافات بأنها مصيرية من
حيث مستقبل اللاجئين الفلسطينيين وفي ظل إمكانية البحث عن حل دائم لقضيتهم في إطار
حل الدولتين، بحيث تقوم دولة فلسطينية إلى جوار دولة إسرائيل دون أن يؤدي ذلك
بالضرورة إلى انتقاص لحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية، بغض النظر عن
الكيانات السياسية، والمصطنعة بالضرورة، بالتأثير على إمكانية ممارسة اللاجئين
لخياراتهم الحرة."

وأعرب عن أمله بأن تتم ترجمة مداولات هذا المؤتمر وتوصياته إلى
سياسات واقعية على الأرض، بحيث تصب في خدمة قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وتحدث مدير المعهد د. عاصم خليل عن أهمية وأهداف هذا المؤتمر
وبرنامجه، كما قدم شرحا موجزا عن المعهد وأهم برامجه وإصداراته.

وجاءت كلمة المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين/ الأونروا، فيليبو غراندي، بعنوان "التحديات المستمرة في سياق
إقليمي متطور: وجهة نظر الوكالة عن حالة اللاجئين الفلسطينيين"، ليتم اختتام
الجلسة الأولى من هذا اليوم بتوقيع مذكرة تفاهم بين جامعة بيرزيت والأونروا، تهدف
لتعزيز تبادل الخبرات والمعلومات بين المؤسستين حول اللاجئين الفلسطينيين.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "التحول في هوية
اللاجئين الفلسطينيين" وقد ترأسها وعلّق عليها د.عاصم خليل. وتحدث فيها كل من:
الأستاذة في  جامعة جورج واشنطن إيلانا
فيلدمان ، والباحثة مزنة قاتو من جامعة أكسفورد، والباحثة كريستين باكرلي من كلية "ييل"
للمحاماة. تحدثت فيلدمان حول "تجربة اللاجئين الفلسطينيين في ظل نظام إنساني متغير"،
مشيرة إلى الاستثنائية في وضع اللاجئين الفلسطينيين والتي تتمثل في طول أمد حالة
اللجوء الفلسطينية وما رافقها من تغيرات وتحولات في الجانب الإنساني الدولي خلال
الستين عاما الماضية. وقد قدمت شرحا لهذه الفترة وهذه التحولات وذلك لدراسة أثر
العيش لمدة طويلة، في حيّز إنساني متغير، على المجتمع الفلسطيني وهويته. أما
الباحثة مزنة قاتو، فقد عرضت ورقتها البحثية بعنوان "دروس في التحرر:
اللاجئون الفلسطينيون والتاريخ التربوي لتقرير المصير 1948-1958"، والتي هدفت
إلى تفكيك النظام التعليمي عند الفلسطينيين في تلك الحقبة، كما هدفت إلى تقديم
تاريخ بديل للتعليم عند اللاجئين الفلسطينيين، وللصراع من أجل الوصول إلى تقرير
المصير من الناحية التربوية.

واختتمت الجلسة الباحثة باكرلي التي عرضت مقاومة اللاجئين
الفلسطينيين لوصفهم بالضحية موضحة مفهوم 'العدالة' و'حالة الضحية' بين مجتمعات
اللاجئين في الضفة الغربية والأردن.

أما الجلسة الثالثة والأخيرة فقد جاءت بعنوان "التحول في
وجهات النظر والمقاربات للاجئين الفلسطينيين" والتي ترأسها الباحث في وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" أليكس بولوك. تحدّث في هذه
الجلسة ثلاثة باحثين أكاديميين وهم مي فرح من جامعة نيويورك، ونيل غابيام من جامعة
أيوا، إضافة إلى ساري حنفي من الجامعة الأمريكية في بيروت. وتحدثت جميع هذه
الأوراق عن دراسات مقارنة تتعلق بهوية اللاجئين وظروفهم وما طرأ من تغيرات على
حالتهم،  ففي حين تحدثت غابيام عن الظاهرة التي وجدت لدى بعض اللاجئين من خروج
عن الطابع النمطي الموجود، مثل نمط الضحية، وأثر ذلك على الأجيال المتعاقبة؛ قدّمت
فرح مقارنة بين لاجئي الملجأ، أولئك اللاجئون الذين ما زالوا ينظرون إلى المخيم
على أنه مأوى مؤقت ويقاومون الاندماج، مقابل لاجئي البيت وهم أولئك اللاجئون
الشباب الراشدون الذين يسكنون خارج المخيمات ويقاومون فكرة التشرد مجددا، والذين
لم يعودوا يحلمون أو يؤمنون بالعودة إلى فلسطين. في حين عالج حنفي من خلال ورقته
مسألة عواقب تحركات السكان الفلسطينيين خلال فترة الستين عاما منذ الهجرة الجماعية
عام 1948 والهويات المختلفة التي أنشأتها.

وقام رؤساء الجلسات بالتعقيب على الأوراق فاتحين الباب للنقاش
للحاضرين من أكاديميين وباحثين مهتمين في مواضيع اللاجئين الفلسطينيين.

يشار إلى أن المؤتمر من بين نشاطات وحدة الهجرة القسرية
واللاجئين في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية وبدعم من مركز أبحاث التنمية
الدولية، كندا، ويعقد على مدار يومين، يتخلل اليوم الثاني منه مداخلات للدكتورة
روزماري صايغ من الجامعة الأمريكية في بيروت، وليوناردو سشيوكشيت من جامعة فلومينس
الإتحادية في البرازيل، ومحمود ميعاري من جامعة بيرزيت،  والباحثة بيرلا عيسى من جامعة إكستر، وصوفي رتشر
ديفوري من جامعة إكستر، وربا صالح من جامعة لندن، والباحث خلدون بشارة مدير مركز
رواق.

أما يوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2011 فتم عقد أربع جلسات لعرض الأوراق البحثية للمشاركين في المؤتمر تخللها طرح
أسئلة ونقاش من قبل الحاضرين. وترأست د. إصلاح جاد، مديرة معهد دراسات المرأة في
جامعة بيرزيت الجلسة الأولى لهذا اليوم والتي كانت بعنوان "هوية اللاجئين
الفلسطينيين"، والتي عرضت فيها المتحدثة الرئيسية روزماري صايغ، المحاضرة في
الجامعة الأمريكية في بيروت، ورقتها بعنوان "هوية اللاجئ الفلسطيني
وهوياته المختلفة: الإستراتيجية، الجيل، الطبقة الاجتماعية، المنطقة" والتي
حاولت من خلالها تفسير الوضع الذي يعيشه شباب المخيمات الفلسطينيين في لبنان وكيفية شعورهم بهويتهم الحالية، إضافة إلى مقارنتهم بغيرهم من الفلسطينيين في مناطق وظروف
مختلفة وذلك من خلال التحاور مع شباب فلسطينيين من مخيم برج البراجنة من المثقفين
والمتعلمين المهتمين بالقضايا الوطنية والمجتمعية.

وبرئاسة د. مروان خواجا، رئيس قسم الإحصاءات الاجتماعية في اللجنة
الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة، تم عقد الجلسة الثانية بعنوان "تجارب
لجوء مقارنة"، والتي تخللها أربعة مداخلات، الأولى قدمتها رباب عبد الهادي،
من جامعة سان فرانسيسكو، والتي أكّدت، من خلال دراسة ميدانية أجرتها، على درجة
تعقيد كل من تصور غير اللاجئين الفلسطينيين للاجئين، كذلك تصور اللاجئين لأنفسهم؛
وأنماط تعريفهم لأنفسهم؛ ولأعمالهم الجماعية. موضحةً أن أياً من هذه التخيلات ليس
واضحاً كما لا يمكن وضعها ضمن تصنيف معيّن. ليوناردو سشيوكشيت من جامعة فلومينس الاتحادية- ريو دي جينيرو
عرض ورقة بعنوان "اللاجئون الفلسطينيون في لبنان والبرازيل"، والتي سعى
من خلالها إلى عرض أهم المرجعيات للهوية والتنظيم الاجتماعي- والديناميات فيما بينهما- في إطار الحياة الاجتماعية والمحيط المميز لمخيمات اللجوء الفلسطينية في لبنان. أما الأستاذ محمود
ميعاري من جامعة بيرزيت فقد جاءت مداخلته بعنوان "اللاجئون وغير اللاجئين في
الضفة الغربية وقطاع غزة: هويات متماثلة أم مختلفة" والذي تحدث خلالها عن أثر اتفاق أوسلو على هوية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وذلك عبر مقارنة الهوية بين اللاجئين وغير اللاجئين في هذه المناطق. كما كان هناك مداخلة للباحثة بيرلا عيسى من جامعة إكستر، حيث عرضت
فيلماً وثائقياً بعنوان "رواية لاجئ بتسلسل زمني".

وترأست الجلسة الأخيرة
د. عصمت زيدان، من جامعة بيرزيت، حيث تناولت الجلسة مسألة "الشتات، الدولة
ونموذج العودة"، حيث تم تخصيصها لعرض نتائج أولية لمشروع مشترك بين كل من د.
صوفي رتشر ديفرو من جامعة إكستر، ود. ربا صالح. من جامعة لندن، حيث تحدثت د. ديفرو
عن تقديس حق العودة في الثقافات السياسية المختلفة لدى اللاجئين الفلسطينيين،
وعرضت النتائج الأولية لمشروعها عن نشأة هذه الثقافات السياسية المختلفة لدى
اللاجئين حول حق العودة مع بيان أثر الجيل والسياق السياسي ومدى الاندماج في الدول
المضيفة على طبيعة هذه الثقافات. وتابعت د. صالح بعرض ورقة بعنوان "من الحياة
المجردة إلى الفاعلية السياسية: اللاجئين الفلسطينيين كطليعة سياسية" تحدثت فيها عن الثقافات السياسية لمفهوم العودة والاندماج لدى اللاجئين الفلسطينيين في ثلاثة مواقع مختلفة بالمنفى وهي:
الأردن،
الضفة الغربية، ولبنان. كانت ورقة
الباحث خلدون بشارة، مدير مؤسسة رواق، هي آخر الأوراق المعروضة في هذا المؤتمر،
وتحدث فيها الباحث عن مسألة اللاجئين من جانب مختلف وهو الجانب النفسي، كونه يرى
أن هوية اللجوء الفلسطينية تنشأ فيما أسماه "الفضاء النفسي"، وعمد إلى
استخدام نظرية التحليل النفسي لتحليل تجربة اللجوء الفلسطينية، وأيضاً نظرية السلب
التي تتحدث عن جانب اللاوعي عند اللاجئين. بعد ذلك تم تخصيص الجزء الأخير من
المؤتمر لتقديم ملاحظات ختامية قام بعرضها الدكتور مجيد شحادة من جامعة بيرزيت.

كما قام رؤساء الجلسات
بالتعقيب على الأوراق فاتحين الباب للنقاش للحاضرين من أكاديميين وباحثين مهتمين
في مواضيع اللاجئين الفلسطينيين. يشار إلى أن المؤتمر من بين نشاطات وحدة الهجرة
القسرية واللاجئين في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية وبدعم من مركز أبحاث
التنمية الدولية، كندا.