معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يُنظّم محاضرة حول السيناريوهات المستقبلية للحرب في أوكرانيا

نظّم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، يوم السبت، الموافق 10 كانون الأول 2022، محاضرة عامة بعنوان: "السيناريوهات المستقبلية للحرب في أوكرانيا وأثرها على النظام الدولي"، تحدث فيها كل من أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر د. أحمد جميل عزم و وأستاذ الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت د. غسان الخطيب الذي أدار النقاش وقدّم مداخلةً حول التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية – الأوكرانية.

قدّم د. الحاج إبراهيم مداخلة حول الخلفيات التاريخية للأزمة الروسية – الأوكرانية، والتي اعتبر الحرب الروسية – الأوكرانية الجارية منذ 24 شباط 2022، امتداداً لها. وأشار إلى أن الاختلافات الاجتماعية واللغوية والثقافية بين الروس والأوكران قد أحدثت توتراً مزمناً بين العلاقات بين الدولتين، اشتدّت حدّتها مع التوتّر الروسي – الغربي على خلفية انضمام دول في أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). واعتبر د. الحاج إبراهيم أن تمدد حلف الناتو إلى جوار روسيا في العقود الثلاثة الأخيرة قد أدى إلى إشعال الحرب الأخيرة. وفي ختام مداخلته، قدّم د. الحاج إبراهيم عدّة سيناريوهات للحرب، من بينها: انتهاء "العملية العسكرية الروسية" وبدء مفاوضات الوضع الراهن.

فيما قدّم د. عزم مداخلة حول نظريات العلاقات الدولية والحرب الروسية – الأوكرانية، والتي اعتبر الحرب الجارية تمثّل تجسيداً للنظرية الواقعية التي تؤمن بالقوة في العلاقات الدولية. وأشار إلى أن الحرب قد أعطت إشارات مهمة عن مكانة القوى العظمى: الولايات المتحدة والصين وروسيا في النظام الدولي. واعتبر أن روسيا قد خسرت كثيراً من تداعيات الحرب اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. في حين تمر الولايات المتحدة بحالة تراجع في النظام الدولي. أما الصين فهي ما تزل غير نشطة في الانخراط بالشؤون الأمنية والسياسية في النظام الدولي. وفي ختام مداخلته، قدّم د. عزم عدّة سيناريوهات للحرب، من بينها: أن تؤدي الحرب الجارية إلى حرب استنزاف للدولة الروسية.

من جهته تحدث د. الخطيب، عن الأبعاد الاقتصادية للصراع الجاري في أوكرانيا، واعتبر الأبعاد الاقتصادية هي الأكثر بروزاً في المشهد العالمي. وأشار إلى أن الحرب الجارية قد أثبتت فرضيات العولمة والتداخل الاقتصادي العالمي وتجنب الحروب المكلفة للدول العظمى. ولذلك اعتبر د. الخطيب أن القوى العظمى تجنّبت إلى الآن الدخول في صراعٍ مباشر واستعاضت ذلك بحروب الوكالة، كما في أوكرانيا. وأشار إلى أن العقوبات الاقتصادية أضحت مظهراً رئيساً في هذا الصراع كأداة في يد القوى العظمى. وقد أحدثت الحرب الجارية حالة من التضخم وتقطّع سلاسل التوريد، وما نجم عنها من تراجع في النمو العالمي وعدم قدرة القوى العظمى في السيطرة عليها. وفي ختام مداخلته، قدّم د. الخطيب عدّة سيناريوهات للحرب، من بينها: تراجع وزن الولايات المتحدة وروسيا الاقتصاديين في الموازيين العالمية مقابل ارتفاع قوة الصين والهند الاقتصادية، وزيادة الفجوة بين دول الشمال ودول الجنوب.