مبادرة أكاديمية لتعزيز الصحة الإنجابية: مساق رقمي جديد بشراكة محلية ودعم دولي

في إطار مشروع "نوراد" وبجهد مشترك بين نخبة من الأستاذات المتخصصات في الجامعات الفلسطينية (جامعة النجاح، جامعة القدس، وجامعة بيت لحم)، وبالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية في شقيها بالضفة الغربية وقطاع غزة، أُنجزت مؤخراً النسخة الثانية من المساق الرقمي المتخصص في الصحة الجنسية والإنجابية. واستمر المساق على مدار خمسة أسابيع، من 4 نيسان وحتى 10 أيار 2025، بمشاركة واسعة من مختلف المحافظات.

جاء تنفيذ المساق تحت إشراف الدكتورة سحر حسان، الأستاذة المشاركة في دائرة التمريض وبرنامج ماجستير صحة المرأة، ومديرة مشروع نوراد، إلى جانب مساهمات كل من عبد عثمان من دائرة تكنولوجيا المعلومات، وجهاد الجمل من دائرة التمريض في جامعة بيرزيت.

وكانت النسخة الأولى من المساق قد أُطلقت في حزيران 2024، ليغطي في كلتا الدورتين طيفاً واسعاً من المواضيع المرتبطة بالصحة الإنجابية في مختلف مراحل دورة حياة الإنسان، مع تركيز خاص على قضايا المراهقة، ووفيات الأمهات، وجودة الرعاية أثناء الولادة، ووسائل تنظيم الأسرة، والأمراض المنقولة جنسيًا، والسرطان لدى النساء، وفترة انقطاع الطمث، إضافة إلى موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي. وقد جرى اختيار هذه المحاور استناداً إلى المؤشرات الوطنية والدراسات العلمية ذات العلاقة بالسياق الفلسطيني.

استهدف المساق مقدمي ومقدمات الخدمات الصحية من مختلف التخصصات: القابلات، والممرضين والممرضات، والأطباء، والصيادلة، وأخصائيي التغذية، والمعلمات، وطلبة الجامعات، وغيرهم من المهتمين بالعمل في هذا المجال مستقبلاً، مع فتح باب المشاركة لجميع المتقدمين بغض النظر عن أماكن إقامتهم. وبلغ عدد المسجلين في الدورتين 359 مشاركاً، منهم 158 أتموا بنجاح متطلبات المساق كاملة.

تمثل هذه المبادرة تجربة أكاديمية رائدة محلياً، إذ أسهمت في إتاحة المعرفة الصحية المرتبطة بالصحة الإنجابية بأسلوب رقمي مبتكر ومنصف، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس من قيود الحركة، وفي غزة من حصار وظروف إنسانية قاسية. وأظهرت التجربة الإمكانات الواعدة للتعليم الرقمي في سد الفجوات المعرفية لدى الكوادر الصحية ورفع وعيهم استناداً إلى الأدلة العلمية الموثوقة.

وعلى مستوى الأثر، نجح المساق في ترسيخ مفاهيم الصحة الإنجابية المبنية على الحقوق والعدالة والمساواة، كما أسهم في تطوير محتوى متخصص، رقمي ومتاح، مستند إلى مصادر علمية موثوقة من السياقين الفلسطيني والدولي، بما يعزز قدرات الكوادر الصحية مستقبلاً في تقديم خدمات صحية أكثر جودة وإنصافاً.