"العائلة السعيدة" مسرحية ساخرة تناقش الإنتخابات الفلسطينية

ما بين زوجة أجنبية تفكر حائرة بالقائمة الأفضل للتصويت لها بإنتخابات منظمة تقام كل أربع سنوات، وما بين إمرأة فلسطينية تنتظر من يدفع لها أكثر لتهديه صوتها، بدأت مسرحية "العائلة السعيدة" على مسرح نسيب شاهين بجامعة بيرزيت وبتقديم مجموعة وطن على وتر.

حضور حاشد ملأ المسرح بأصوات ضحك تتعالى حملت بطياتها دموع الحسرة والألم على واقع فلسطيني مرير وعلى زوج يمنع ذكرُ إسم زوجته بقوائم إنتخابات البلدية، في الوقت الذي ينصح به الأجنبي زوجته بإلتقاط بعض الصور الجميلة لإستعمالها بالدعاية الإنتخابية.

مفارقات عدة كشفت عنها المسرحية بطريقة كوميدية ساخرة أوضحت الإختلافات الكبيرة بين تفكير الطرفين وبين البرامج الإنتخابية لكل منهما، فمن جهة يسعى الأجنبي للتطوير والتغيير ومن جهة أخرى يكرر الفلسطيني برنامجه منذ عشرات السنوات بإنتظار تطبيقه على أرض الواقع.

عائلة فلسطينية جديدة دخلت على مسار المسرحية عبرت بدورها عن العائلات الأكثر محافظة، عن رجل ترك خطيبته لمجرد تفكيرها بالترشح للإنتخابات، بينما قاومها والدها بشتى الطرق إلى أن قطع نقاشهم الحاد صوت المذياع بخبر مفاده أن المحكمة العليا قررت تأجيل الإنتخابات، لتخسر الفتاة بذلك خطيبها وأملها بالترشح بنفس الوقت.

 تناولت المسرحية بعد ذلك واحدة من أكثر القضايا حساسية والمتعلقة بذوي الإحتياجات الخاصة، وكيف تركهم المجتمع ولم يلتفت لهم أحد إلا عند الحاجة لأصواتهم الإنتخابية، وكشفت بشكل ساخر كالعادة عن إحتياجاتهم الكثيرة وأهمها حاجتهم لمؤسسات تعليمية خاصة بهم، وحقهم بالترشح للإنتخابات بدلا من الإكتفاء بالمشاركة بها، لينتهي المشهد على وقع رجل أعمى يجر الكرسي المتحرك لإمرأة مقعدة، وما هي إلا صورة مصغرة عن الواقع الفلسطيني المؤلم.

وفي مشهدها الأخير تطرقت المسرحية للإنقسام الفلسطيني، وكيف أثر سلبا على سير إنتخابات البلديات والمجالس القروية، بحيث تنقسم عائلة فلسطينية ويحاول الولد قتل والده لمجرد إختلافهم بالإنتماء السياسي.

أربعون دقيقة أو أكثر بقليل اشبعت الجمهور بالكثير من الضحك وانتهت على أنغام أغنية كوميدية لم يكن المقصود منها إسعاد الجمهور وحسب، وإنما تسليط الضور على واقع فلسطيني مرير يفرض علينا ضرورة التعاون والتفكير المشترك للخروج بأفضل الحلول الممكنة على أمل تغيير الواقع نحو الأفضل.