العودة المتخيَّلة".. فيرا تماري تحيي ذاكرات فلسطينيّة من وحي صور عائلية

نظم متحف جامعة بيرزيت بالشراكة مع كلية الفنون والموسيقى والتصميم في جامعة بيرزيت، يوم الإثنين 5 كانون الأول 2022 حفل إطلاق كتاب فيرا تماري بعنوان: "العودة: ذكريات عائلية فلسطينية في النقوش الطينية والصور والنصوص" حاورها رجا شحادة.

 يوثق هذا الكتاب من خلال النقوش الطينية والصور الفتوغرافية العائلية والنصوص، قصصاً شخصية لعائلة فيرا تماري من يافا والقدس منذ مطلع القرن العشرين وحتى عام 1948 (النكبة).

تقول فيرا تماري عن فكرة الكتاب: " تعود  بداية عملي على الكتاب إلى العام 1989، حين كانت تنتج لوحات فخاريّة مستوحاةً من صور عائلتها في يافا، ومن وحي هذه الصور كتبت، وقتذاك، قصتين غير مكتملتين، وكأنهما نوبات شعورية إزاء الشخوص التي تسكن هذه الصور، قبل أن يتجمد المشروع لسنوات طويلة، حتى تقاعدت، وأجبرها كما غيرها، فيروس "كورونا" وتداعياته، على التزام المنزل، في زمن الحجْر الصحي، ما تواصل الهاجس لديها، طوال الوقت، بضرورة إتمام مشروعها الكتابي الذي بدأته في ذلك العام، مشيرةً إلى أنها قدمت العام الماضي لمنحة مؤسسة "آفاق"، وحصلت عليها لاستكمال مشروع كتابها هذا، الذي عبّرت عن سعادتها بإطلاقه من المتحف الذي ساهمت في تأسيسه العام 2005."

وأشارت تماري إلى أن مشروع اللوحات الفخارية كان عبارة عن خمس عشرة لوحة مستوحاة من خمس عشرة صورة عائلية، اختارتها من أرشيف والدها فائق تماري، ويتضمن مجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية، ويمكن عند تحليلها التوصل إلى مدى التنوع والثراء فيها، ما بين الشخصي والعائلي والمجتمعية والعامة، علاوة على تلك الصور التي تعبر عن الطبقة الوسطى في مجتمع المدينة الفلسطينية ما قبل النكبة، وهي صور بالمئات بعضها يتناول الأحداث السياسية المحورية التي مرّت على فلسطين منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى العام 1948.. "لم تكن الصور موثقة بطريقة جيّدة، لكن أتذكر الكثير من حكايات والدي عنها ووصفه لها".

وحول التسمية بالإنكليزية (Returning)، وكان أشاد به د. بشارة دوماني، رئيس جامعة بيرزيت في كلمة له بحفل إطلاق الكتاب باعتباره فعلاً يعكس حالة من الاستمرارية، قالت تماري: عندما كنت أتوجه إلى يافا، كنت أشعر أن الزمن توقف عندما هجر أصحاب البيوت بيوتهم قسراً، وسكنها الغرباء، الذين باتوا هم من يتجولون في الحارات، ويستوطنون الشواطئ.. لو لم تحدث "النكبة"، لاستمرت حياتنا نحن كعائلة في يافا، وغيرنا في المدن والبلدات والقرى الفلسطينية المحتلة في العام 1948، وهو ما رصدته تخيّلاً في أحد فصول الكتاب، تارة لرجل على الشرفة (البلكون) يدخن سيجارته في الصباح، بينما تحضر امرأة أبناءها على عجل ليتوجهوا إلى مدارسهم، كما ترى والدها يرتدي ما يتناسب لمشاركته في حفلة تنكرية.
"هذه هي العودة.. فعل متواصل ومستمر إلى ما يسكن ذاكراتنا، وما يستوطن الصور التي مازالت تذكرنا بما نريد أن ننقله إلى أبنائنا وأحفادنا، والأجيال التي تليهم.. صحيح أن هذا الكتاب هو تعبير شخصي ما بين بصري وكتابي، لكنه يشكل جزءاً من تاريخ فلسطين أيضاً، وباستعادة صور العائلة وذاكراتها نستعيد شيئاً من فلسطين، وبتراكم هذه الذاكرات ما بين أعمال سردية وبصرية وفنية وتأريخية وأكاديمية، فإننا نحقق العودة عبر الفنون بأشكالها، وعبر الثقافة، والأدب، والأكاديمية، كل بطريقته، وكل في مجال تخصصه، وما يبدع فيه.. الثقافة والفنون وسيلة هامة لتحقيق هذه العودة، عبر المكتوب والمرئي والمسموع".

للاطلاع على الخبر كامل من صحيفة الأيام