"التعليم المستمر" ينظم منتدى وطنيّاً لمناقشة إستراتيجيات التعليم المفتوح في فلسطين

نظم مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت اليوم الخميس 20 نيسان 2017 منتدىً وطنيا لمناقشة إستراتيجيات برنامج التعليم المفتوح في فلسطين، بالتعاون مع عدد من الجامعات المحلية والعربية والأوروبية، وذلك ضمن إطار مشروع " OpenMid " الممول من قبل منحة "إيراسموس+" التابعة للاتحاد الأوروبي.

وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة أن العالم اليوم يوفر للطالب فرصة الوصول لمجموعة واسعة من الموارد التعليمية بسهولة تامة عبر الإنترنت.

وأشار خليل إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الجامعات اليوم هو مدى السرعة والفعالية التي يمكن من خلالها تحويل نظام التعليم المستخدم ليشمل طرق التعليم المفتوحة والمتطورة، وأكد أن ذلك يتطلب جهدا كبيرا لتغيير عقلية وممارسات صانعي السياسات والمعلمين والطلبة، مبيناً أن بيرزيت بدأت باتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه بهدف مواكبة التطور وزيادة الوعي وتسهيل الاعتماد على الموارد التعليمية المفتوحة.

من جانبه، بيّن مدير مكتب "إيراسموس+" في فلسطين د. نضال جيوسي أن هذا البرنامج يُشكل فرصة حقيقية لتعزيز التعاون والتشارك بين الجامعات المختلفة، وأن المكتب يوفر اليوم أكثر من أربعين برنامجا أكاديميا مختلفا، بالإضافة لعشرات الورشات والتدريبات، التي تسعى لمواجهة تحديات الاحتلال الذي يمنع الطلبة الأجانب من الالتحاق بالجامعات الفلسطينية من خلال عدم إعطائهم تأشيرات لدخول الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي يسهل به دخولهم والتحاقهم بالجامعات الإسرائيلية.

وأكد جيوسي أن المكتب قام بعدة محاولات جادة لدمج قطاع غزة وتمكينه من الاستفادة من الخدمات التي يُقدمها، لكن إجراءات الاحتلال التعسفية حالت دون ذلك، مشددا على أهمية تعزيز التعاون والتشارك من أجل تقليص الفجوة بين وسائل التعليم التقليدية والوسائل التكنولوجية الأكاديمية الحديثة.

بدورها، أوضحت ممثلة اتحاد جامعات البحر الأبيض المتوسط “UNIMED” كرستينا ستيفانلي أن البرنامج انطلق في عام 2015 بهدف إيجاد مصادر تعليمية مفتوحة من خلال شراكة عدد من الجامعات الأوروبية والعربية، ما يتيح للطلبة فرصة الوصول للموارد التعليمية والأبحاث والدراسات الأكاديمية المختلفة بكل سهولة، وكشفت أن الأشهر القليلة القادمة ستشهد عقد عدة دورات وورشات تعليمية وتدريبية من أجل مناقشة أهداف وإستراتيجيات البرنامج خلال الأعوام القادمة.

من جهته، أكد مدير مركز التعليم المستمر مروان ترزي أن العيش تحت الاحتلال يعمل على تقليل فرص التعليم ويقلص الوسائل الأكاديمية المتاحة من خلال منع الخبراء الأكاديميين من زيارة الجامعات الفلسطينية أو العمل بها، ما ينعكس سلباً على نوعية التعليم وجودته، وأوضح أن الاحتلال يتحكم بكل الموارد الفلسطينية وخاصة الاقتصادية والصناعية، ما يقلل من فرص العمل المتاحة ويمنع الطلبة من توظيف تعليمهم على أرض الواقع.

وبيّن ترزي أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه يؤثر سلبا على ميزانية الجامعات المخصصة للأبحاث العلمية والأكاديمية، بالإضافة لحرمان طلبة وموظفي الجامعات من حرية الحركة والتنقل بين المدن الفلسطينية.

وتحدث رئيس الهيئة الوطنية الفلسطينية للاعتماد والجودة د. محمد السبوع سياسات اعتماد نظام التعليم المفتوح في فلسطين، في الوقت الذي قدم به ممثلون عن بعض الجامعات المشاركة في البرنامج أوراقاً بحثية عرضت تجاربهم الخاصة، بالإضافة لاقتراح بعض الخطط والإستراتيجيات بهدف تعزيز التعاون فيما بينهم من أجل ضمان نجاح البرنامج في المستقبل.