الطالب يزن جابر المتوج ببطولة جاما الأسيوية لفنون القتال: "لأول مرة أرفع العلم الفلسطيني دون أن اعتقل"

توج طالب التربية الرياضية في جامعة بيرزيت يزن جابر، بالميدالية الذهبية، في بطولة جاما الآسيوية للفنون القتالية المختلطة 2021 في شولبون آتا في قرغيزستان. وجاء تتويج الطالب جابر بالميدالية الذهبية بعد فوزه في اللقاء النهائي على نظيره الهندي، يوم السبت 28 آب 2021، والكازخستاني في نصف النهائي.

 وُلد يزن جابر في القدس عام 1998، وترعرع في بلدة العيساوية لكنه تعلق بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى منذ نعومة أظفاره لأنه تلقى تعليمه المدرسي في مدارس البلدة العتيقة، وفي الـ 16 من عمره اعتقلته قوات الاحتلال بتهمة رشق الحجارة، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي لمدة عامين مما اضطره لخوض امتحانات الثانوية العامة من داخل أسوار السجن.

وبعد الافراج عنه من سجون الاحتلال التحق جابر بتخصص التربية الرياضية في جامعة بيرزيت، ويستعد للتخرج منها بعد أيام قليلة، وذلك في تحد كبير من قبله للاحتلال الذي حاول إعاقة مسيرته التعليمية بالاعتقالات المتكررة والحبس المنزلي.

ويرى جابر أن جامعة بيرزيت شكلت بيئة داعمة له ولإنجازاته الرياضية، حيث ساهم أساتذة الدائرة في دعمه، وكان للمساقات الرياضية في الجامعة دور كبير في تطوير بنيته البدنية، وتعزيز البعد الوطني والاجتماعي.

إنجاز رياضي ووطني

وعن تجربة جابر في البطولة، قال "لم يكن أمرا سهلا خاصة أنني أُصبت في المنافسة الأولى وتفاقم الوضع سوءا في المنافستين الثانية والثالثة، لكنني قررت عدم الانسحاب ليس للحصول على الميدالية الذهبية فحسب، بل لرفع علم فلسطين واسمها عاليا في عالم الرياضة".

وعن شعوره بمجرد إعلان فوزه في المنافسة النهائية، قال "شعوري رهيب ولا يمكن وصفه عندما حملت علم فلسطين على المنصة، وسمعت النشيد الوطني الفلسطيني يصدح في أرجاء المكان. كثيرون هناك لا يعرفون أين تقع دولتنا ولا ما نعانيه تحت الاحتلال، وكان فوزي فرصة لتعريفهم على قضيتنا".

وأضاف جابر أنها المرة الأولى التي يرفع بها علم بلاده من دون أن يؤدي ذلك إلى اعتقاله، إذ تعتقل سلطات الاحتلال كل من يحاول رفع العلم الفلسطيني في القدس.

ويأتي هذا الفوز الذي حققه الطالب يزن جابر رغم ما يعانيه شباب القدس من تضييقيات واعتقالات متكررة، وخاصة في بلدته العيساوية. حيث تتعرض البلدة بشكل شبه يومي لاقتحامات قوات الاحتلال التي تتعمد اعتقال الشبان واقتحام البيوت وتفتيشها.

وتقع العيسوية في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الأقصى، ومن أصل 12500 دونم هي مساحة القرية قبل عام 1967، تراجعت مساحتها لصالح الاستيطان ولم يبق منها حاليا سوى 2400 دونم.

وتمنع سلطات الاحتلال أهالي البلدة من البناء، وتهدم منازلهم وتوزع بشكل أسبوعي الإخطارات بدعوى البناء دون ترخيص، وفي المقابل ترفض المصادقة على الخريطة الهيكلية، التي تمكن الأهالي من البناء والتوسع ليتناسب مع الزيادة الطبيعة.