التضامن مع فلسطين من خلال المقاطعة: التجربة السويدية - أخبار

بدعوة
من مجموعة جامعة بيرزيت للمقاطعة ومقاومة التطبيع، قدَّم البروفيسور في المعهد الملكي
للتكنولوجيا في ستوكهولم يان-أريك غوستافسون محاضرة بعنوان: "التضامن مع
فلسطين من خلال المقاطعة: التجربة السويدية." وذلك يوم السبت 19 تشرين الثاني
2011، وقد استهل البروفيسور غوستافسون محاضرته بتوضيح الصعوبات التي تكتنف عمل "مجموعة
العمل لمقاطعة إسرائيل في المعهد الملكي للتكنولوجيا" (والتي كان له دور بارز
في تأسيسها) في ظل وجود لغط كبير حول "ما يمكن نقاشه" و"ما لا
يمكن" من موضوعات سياسية في الفضاء الجامعي السويدي.

لكنه
أوضح، أن "مجموعة العمل لمقاطعة إسرائيل في المعهد الملكي للتكنولوجيا"
استندت إلى النظام الأساسي للمعهد الذي يشتمل على بنود تحظر كافة أشكال التمييز،
وتؤكد عدم التهاون معها. وبما أن التمييز والعنصرية تمارس يومياً من قبل إسرائيل
ومؤسساتها الأكاديمية، فإن الدعوة إلى مقاطعتها ومقاطعة مؤسساتها الأكاديمية تغدو
أمراً قانونياً فوق كونها واجباً أخلاقياً. وعلى ذلك الأساس تم تأسيس هذه
المجموعة، وتم توجيه نداء المقاطعة الذي وقع عليه أكثر من 200 أكاديمي و ناشط  حقوقي (أنظر موقع المجموعة: http://www.psabi.net/).

ومن
ناحية أخرى، فقد استعرض البروفيسور غوستافسون مجموعة من الأنشطة التي تقوم بها
"المجموعة" لترويج ثقافة المقاطعة في الأكاديميا السويدية بالتعاون مع
لجان المقاطعة الأوروبية والمجموعات الفلسطينية الناشطة في هذا المجال، وذلك لتقويض
أسس واتفاقيات التعاون بين الجامعات والمعاهد السويدية ومثيلاتها الإسرائيلية،
والتي يحظى بعضها بدعم الاتحاد الأوروبي، دون أن يكون للنشاطات التمييزية
والعنصرية والمتواطئة بشكل كامل مع الاحتلال الإسرائيلي (مثل معهد التخنيون في
حيفا) أي أثر في وقف ذلك الدعم أو التعاون.

وقد
أبدى البروفيسور غوستافسون استياءه الشديد من سياسات بلاده الرسمية المتهاونة مع
سياسات التمييز والعنصرية الإسرائيلية، وما لتلك السياسة من إسقاطات في كم
الأفواه، وممارسة أنواع من الرقابة على الموضوعات والفعاليات ذات العلاقة في
الأوساط الأكاديمية والإعلامية السويدية، وخاصة حين يتم التطرق إلى التشابه القائم
بين الممارسات الإسرائيلية العنصرية وتماثلاتها التاريخية مع نظام الفصل العنصري
في جنوب أفريقيا على سبيل المثال لا الحصر. 

كما
أجاب البروفيسور غوستافسون، في نهاية محاضرته، على أسئلة الجمهور المتعلقة بضرورة
توسيع نشاط جماعات المقاطعة خارج فضاء الأكاديميا ليشمل حقول السياسة والتنمية؛
وتعميق التعاون مع الجامعات الفلسطينية كرد على التلكؤ في الاستجابة الرسمية لوقف
الاتفاقيات والتعاون مع الجامعات الإسرائيلية؛ وزيادة التشبيك مع جماعات المقاطعة
في أوروبا وخارجها للانتقال من الدعوات العامة للمقاطعة نحو تحقيق إنجازات فعلية
على الأرض، حتى في ظل وجود بيئة سياسية متواطئة مع إسرائيل في بعض دول العالم،
وضرورة اتخاذ ما قامت به جامعة جوهانسبيرغ من قطع للعلاقات مع جامعة بن غوريون (في
بئر السبع) مثلاً للعمل المنتج. وقد أنهى البروفيسور غوستافسون محاضرته بعبارة:
"إذا كنتم، وأنتم في فلسطين، لم تستسلموا، فكيف نستسلم ونحن في السويد؟"
التي تليت بتصفيق حار وتحية من قبل الجمهور.