القدس بين الحاضر والمستقبل محاضرة عامة يعقدها معهد الصحة العامة والمجتمعية

عقد معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت يوم الخميس 24/3/2011 محاضرة عامة بعنوان "القدس بين الحاضر والمستقبل"، ألقاها أستاذ التاريخ في الجامعة  د. نظمي الجعبة، وتعتبر هذه المحاضرة هي العاشرة من سلسلة المحاضرات العامة السنوية التي ينظمها المعهد.

استهل د. الجعبة محاضرته  بالتأكيد على أن مدينة القدس باقية ولم تضيع كما يعتقد العديد من الناس، ودعّم ذلك من خلال الأرقام التي تشير الى وجود 300000 فلسطيني مازالوا يعيشون في القدس،  مؤكدا ان القدس بشخوصها وليس فقط بحجارتها.

ثم انتقل د.الجعبة الى توضيح ما يحاول الإسرائيليون فعله من محاولة فرض وجودهم في القدس من خلال تعزيز الوجود وذلك بتحويل علاقتهم بالقدس الى علاقة سيطرة، مضيفا ان هذا بدوره أدى الى زيادة الهجمات الشرسة على القدس وخاصة في الفترة الأخيرة.

وانتقل د.الجعبة الى مراجعة سريعة لتاريخ القدس مستعينا بمجموعة من الخرائط والرسوم التوضيحية لذلك، حيث بدأ من الفترة العثمانية الى ما بعدها من المراحل، كما بين من خلال ذلك أن الجذور التاريخية للمس بديموغرافية القدس بدأت منذ الإنتداب البريطاني أي قبل قرار التقسيم، وانتقل الى العام 1948 حيث قسمت القدس الى جزأين، الجزء الاكبر وقع تحت السيطرة الإسرائيلية بنسبة 78% ،  والأخرى كانت ضمن الحكم الأردني بنسبة 13% ، وبذلك ضمت ما تسمى منطقة "القدس الغربية" أي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية كل المنطقة النشطة التي تتوفر فيها جميع الخدمات (المياه، الكهرباء، البنوك،....).

وفي سياق اخر من نفس الموضوع أشار الجعبة الى الاستيطان في القدس قائلا: ان هنالك  ثلاثة مراحل مركزية للإستيطان وهي: استيطان بهدف فصل القدس عن باقي الضفة الغربية، وضع مستوطنات داخل القدس في مناطق فارغة نسبيا، والأخيرة الإستيطان داخل أحياء عربية في القدس، وهذه بالذات تهدف إلى الإستيطان داخل البيوت العربية والتضييق أشد ما يمكن على الفلسطينيين لترك القدس.

مضيفا ان هذه السياسات جعلت المساحة المتوفرة للسكن في القدس ضيقة وأضيق مما كانت عليه قبل 120 عام على الرغم من أن الطبيعي أن يكون العكس. وهذا ادى الى تحويل غالبية الأحياء الى أحياء صفيح وأحياء فقيرة تتراكم فيها مشاكل عديدة، فأعلى نسبة تعاطي مخدرات في فلسطين واسرائيل موجودة في القدس، وأعلى نسبة عنف أسري موجودة في القدس، وأعلى نسبة تسرب من المدارس هي أيضا في القدس.

وفي نهاية المحاضرة أشار د.الجعبة الى مخطط اسرائيلي شامل وهو "مخطط البراق" لتغيير منطقة حائط البراق وإضافة هوية اسرائيلية جديدة للمنطقة. لكنه بعث بقليل من الامل في إضافة معلومة نهائية، وهي وجود 36000 فلسطيني في البدة القديمة في القدس مقابل 4000 يهودي.