المؤتمر الطلابي الرابع صُنِعَ فِي بِيرزيت - فِكر عُضويّ

عُقد يوم السبت 29 أيلول مؤتمر معمل الأفكار الرابع  "صنع في بيرزيت - فكر عضوي". ناقش الطلاب بمؤتمرهم التفاعلي هذا العام قضايا تسليع الحيّز العام والثقافة ودور الشباب، في محاولة لإنتاج تصورات بديلة لتجاوز حالة الإقصاء والتهميش التي يواجهون في حياتهم.

تم الترحيب بالحضور وافتتاح فعّاليات المؤتمر بكلمة منسقة معمل الأفكار نوره سمّار ومدير مبادرة وندسور - بيرزيت للكرامة ومعهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان الدكتور مضر قسيّس. انعقد المؤتمر على جلستين، حيث أدار الدكتور سالم ذوابة الجلسة الأولى بعنوان "تسليع الحيّز العام" والتي افتتحتها غدير بركات بورقتها "الجسر نحو العالم المالي: دراسة في تداخل الثقافة الشعبية، والأدب مع العلوم المالية" مركزةً على إمكانية استنباط بعض مسلّمات النظام المالي من الأمثلة الشعبية. بعد ذلك قدّم مؤيد نجّار بحثه "حالة انفصام؛ أرصفة وشوارع مدينة رام الله" حول دور الأرصفة والشوارع في تقسيم وتحديد الحيّز العام في مدينة رام الله، ناقداً للهيمنة التجارية على الأماكن العامة التي يفترض أن تكون ملكاً للجميع. ومن ثمّ قدمت ناديا تادرس ورقتها "الحق في المدينة سجن خمس نجوم" حول الحق في المدينة وإستلاب الحيّز العام من المواطن والسياسات المختلفة التي يمكن إتباعها لمقاومة ذلك. ختاماً لهذه الجلسة ناقشت مجد شحادة نتائج بحثها "فقدان الأب ما بين الانفصال أو الموت كتجربة معاشة" متبعة أسلوباً إثنوغرافياً روائياً معمقاً.

بعد إستراحة الغذاء شارك الحضور بورشة المشاريع الفنية وتفاعلوا مع اللوحات المختلفة، فمنها مشروع فؤاد اليمني "الشجرات" الذي استُلهم مشروعه من زيارته مع معمل الأفكار إلى مدينة الخليل، وتمحور حول بضع شجرات زيتون عمرها مئات السنين، فتخيل فؤاد المراحل التاريخية التي شهدتها تلك الأشجار للشعب الفلسطيني. أما مشروع أماني سراحنة الفني "الألوان مرآة عقلي" فكان بمثابة نافذة إلى ذهنها، فمن خلال الرسم تقوم بالتأمل، وعلى مدى السنوات وجدتها أماني طريقة مُثلى لمواجهة الاكتئاب.

ومن ثمّ انتقل المشاركين إلى الجلسة الثانية بعنوان "إستهلاك ثقافة تستهلكنا" والتي تم إدارتها من قبل أماني سراحنة. قدم فارس الجمل ورقة بحثية استطلاعية "الأمانة الأكاديمية ما بين الجهل والتهميش" حول الأمانة الأكاديمية في جامعة بيرزيت، حيث شملت العينة الاستطلاعية مشاركة طلاب وأعضاء من الهيئة التدريسية في المقابلات. تساءل فارس حول أسباب الغش ومدى جدية الجامعة في دعم الأمانة الأكاديمية. بعد ذلك تحدثت مجد حثناوي عن مقابلتين أجرتهما مع نعوم تشومسكي حول الحلول السياسية الممكنة للقضية الفلسطينية "هل ما زال حل الدولتين متاحاً وفق رؤية تشومسكي؟". تلتها مداخلة لروان رجبي متسائلة فيها: "ما الذي يجعل المثقف الفلسطيني مشتبكاً؟" ولماذا يلقى هذا المفهوم اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة؟ ومن ثمّ استعرضت روان بعض الأمثلة على المثقف المشتبك عبر التاريخ الفلسطيني وبحثت في المسميات وأسبابها. تم ختام الجلسة الثانية بدراسة ضحى الشويكي "التجمعات الشبابية – المقدسية كنموذج" باحثة حول أسباب انضمام الشباب للتجمعات الشبابية متخذة القدس كدراسة حالة، لماذا ينخرط الشباب في تلك التجمعات، ولماذا يتركونها بعد حين؟ متوخية الأسباب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. حظي المؤتمر بحضور واسع من قبل الطلاب وأنتج نقاش مثمر وواعي خلال جلستي المؤتمر وما تخللهما من فعاليات فنيّة.

 

ذلك ويذكر أنّ معمل الأفكار مبادرة طلابية تسعى إلى الإجابة على السؤال المركزي:

كيف يمكن للشباب أن يأخذ قضية صوغ مستقبلهم بأيديهم. يجتمع المشاركون في المعمل للتفاكر، والنقاش، وإنتاج تصورات بديلة لتجاوز حالة الإقصاء والتهميش التي يواجهون في حياتهم اليومية، ما ينتج حال من الإحباط واللامبالاة.للمزيد حول معمل الأفكار:

 http://sites.birzeit.edu/ideafactory/