المتحف الفلسطيني يعقد مؤتمره السنوي الثالث بالشراكة مع دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية

عقد المتحف الفلسطيني بالشراكة مع دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في "جامعة بيرزيت" و"مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة والتطبيقيّة"، يوم الأربعاء 8 كانون الأول 2021، فمؤتمره السنوي الثالث تحت عنوان "فلسطين: إنتاج المعرفة، إنتاج المستقبل".

وقالت مديرة المتحف الفلسطيني عادلة العايدي إن هذا المؤتمر يقع ضمن استراتيجية المتحف الجديدة التي أطلقها قبل ثلاث سنوات، والتي بموجبها أطلق برامج جديدة تركز على البحث والمعرفة ضمن سياسة المتحف المتمثلة بإنتاج ونشر تجارب معرفية تحررية عن فلسطين شعبا وثقافة وتاريخا، إضافة إلى إكمال المسيرة في نهج إنتاج المعرفة المتمثلة في الجمع بين المعرفة الفردية المحكمة والمادة الوثائقية".

وأكدت أن المتحف "ينظم فعاليات أكاديمية على مدار السنة، ويقدم منحا بحثية متعلقة في الجانب الثقافي لسد الفجوات المعرفية حول التاريخ الفني الفلسطيني".

ونوهت إلى أن سؤال المؤتمر يتمحور حول عملية إنتاج المعرفة وعلاقتها بالخطاب التحرري المحلي والعالمي وممارساته، مُستندًا إلى مجموعة من التساؤلات، على غرار، كيف نفكر بفلسطين، وكيف نبحثها؟ وكيف يتمّ إنتاجها وإعادة إنتاجها بحثيّا؟

وخلال الجلسة الأولى قدم رئيس جامعة بيرزيت بشارة دوماني محاضرة حول سرديات المستقبل لتأريخ فلسطين، مبيناً إن السرديات التاريخية تتميّز بكونها تستمدّ وجودها من الحاضر وذات توجّه مستقبلي، لذا فإن الماضي يمثّل ميدانا متنازعا عليه بصورة مستمرة بين أنماط إنتاج المعرفة التي تمنح امتيازا لأزمان وأماكن وفئات اجتماعية معينة.

وطرح دوماني عدة أسئلة سيتم مناقشتها في المؤتمر، وأبرزها هل المطالبات السياسية الحالية والمسارات الممكنة لمستقبل فلسطين مفتوحة أو تعيقها تشكيلات مختلفة من الوقت، والحيّز، والفاعل؟ وهل لهذه البُنى السرديّة تاريخ خاص بها؟ وتناقش جلسات المؤتمر الإنتاج المعرفي والمنهجيات النسوية المناهضة للاستعمار، والزمن والزمانية والمنهج في دراسة فلسطين والفلسطينيين، والمقاربات السياسية والثقافية للاستعمار الاستيطاني في فلسطين، والخطاب التحرّري والممارسة الثقافيّة.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: "نحو مساءلة المنهج"، حيث قدمت الأستاذة في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية د. لينة ميعاري مداخلة بعنوان "الإنتاج المعرفي والمنهجيات النسوية المناهضة للاستعمار"، تلتها مداخلها قدمتها مديرة متحف جامعة بيرزيت د. رنا بركات مداخلة بعنوان "أصلانية أم أصلاني -سؤال المنهجية"، واختتمت الجلسة بمداخلة لرئيس دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية د. علاء العزة بعنوان: "الزمن والزمانية والمنهج في دراسة فلسطين والفلسطينيين".

وتضمنت الجلسة الثالثة التي أدارها الباحث في علم الاجتماع د. خالد الفوراني مقاربات سياسية وثقافية للاستعمار الاستيطاني في فلسطين، وقدم أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت د. أباهر السقا مداخلة حول "كيف نقرأ الحالة الاستعمارية المستعمرية في المستعمرتين الأولى والثانية معرفياً ومنهجياً وبأية أدوات"، تلته مداخلة حول "مفهوم التطبيع ضمن بنية الاستعمار الاستيطاني في فلسطين" قدمته أستاذة علم الاجتماع في جامعة بيرزيت د. مي البزور، واختتمت الجلسة بمداخلة حول الهبة الشعبية في أيار/مايو 2021 ومحو الخط الأخضر من الأرض والوعي، قدمها مدير عام مركز مدى الكرمل مهند مصطفى.

أما الجلسة الرابعة والأخيرة فبدأت بمداخلة حول الخطاب التحرري والممارسة الثقافية، قدمها مدير مشروع الأرشيف الرقمي في المتحف الفلسطيني سليم أبو ظاهر، تلاها مداخلة عن معرض بلد وحده البحر، قدمته قيمة المعرض ايناس ياسين، ثم مداخلة عن "مسرحة الذاكرة"، ما بين الامتثال للفن والإخلاص للتاريخ، قدمها المخرج الفلسطيني عامر حليحل، واختتمت الجلسة بشعر بعنوان بحر وقع على بلاط يافا قدمه الشاعر والمحرر في مجلة فسحة الثقافية علي مواسي.

يُشار إلى أن المؤتمر يأتي بالتّزامن مع معرضه الحالي "بلدٌ وحدُّهُ البحرُ: محطّات من تاريخ السَّاحل الفلسطيني (1748-1948)"، المُنطلِق في سرديّته من صعود عكّا في القرن الثامن عشر، ثمّ صعود يافا في القرن التاسع عشر، ثمّ مركزيّة مدن السّاحل الاقتصاديّة وتنامي النفوذ الأوروبّي، فالنّكبة و"انكسار البلاد" في القرن العشرين.