لكسر حواجز الابتكار، بيرزيت تعقد مسابقة Falling Walls Lab للسنة الثانية على التوالي

احتضنت جامعة بيرزيت يوم الثلاثاء 8 أيار 2018 مسابقة Falling Walls Lab والتي تُعقد للعام الثاني على التوالي في فلسطين.  فكرة المسابقة مستوحاة من سقوط جدار برلين في 9 تشرين الثاني عام 1989 بعد أكثر من 28 عام على بنائه، وتعقد المسابقة في كل عام تحت عنوان "أي جدار ممكن أن يسقط بعد جدار برلين؟" تشبيهاً بالحلول الإبداعية التي من الممكن أن تغير ملامح العالم إلى الأفضل.  شارك في الفعالية 10 متسابقين من مختلف أنحاء الوطن تنافسوا فيما بينهم لتقديم مشاريعهم البحثية المختلفة وابتكاراتهم العلمية أمام لجنة تحكيم مؤلفة من خبراء ومختصين وأكاديميين. 

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت د. ميرفت بلبل، نائب الرئيس للتخطيط والتطوير في جامعة بيرزيت أن استضافة المسابقة يأتي ليُجسد التزام الجامعة في تعزيز الريادية كنمط حياة وكجزء أصيل من الثقافة المؤسسية. وأشارت د. بلبل أن المشاركة الطلابية التي تسعى لها الجامعة، هي ضرورة للإبتكار والإبداع المعرفي والريادي.  وأشارت أن الجامعة قامت بتأسيس وحدة الإبداع والريادة لتعزيز هذه المشاركة من خلال وضع وتفعيل آليات لمتابعة أفكار ومشاريع وأبحاث الطلبة ومبادراتهم.

وشددت السيدة كريستينا شتالبوك، مدير هيئة التبادل الأكاديمي الألماني DAAD، في كلمتها الافتتاحية، على أهمية كسر الحواجز النفسية مثل السلبية والخوف من الفشل وغيرها من المشاعر الداخلية التي ممكن ان تحد من النجاح والتي تدوم لفترة زمنية أطول من الحواجز المادية. فعقبت،"لقد مضى على سقوط جدار برلين، فترة أطول من وجوده، لكن بصمته ما زالت ظاهرة على المجتمع الألماني وعلى العالم. واكدت شتاهلبوك أن التقييدات لا تقتصر على وجود الجدران الملموسة، بل تشمل الجدران النفسية، التي من شأنها أن تعيقنا بشكل أكبر.

 وأشارت د. بلبل في كلمتها إلى أن الفلسطينيين يولون اهتماما خاصاً لفكرة "الجدران المتساقطة"، في ظل التقييدات المفروضة على إمكانية وصولهم الى الموارد، والقيود المفروضة على حرية التنقل والتي تعيق فرصهم في الابتكار. وقالت اننا " نتطلع إلى كسر جدران الحركة المقيدة، والافتقار إلى الفرص، والتعليم التقليدي. لنعمل على إسقاط الجدران الخاصة بنا فنصبو الى حقبة جديدة من الابتكار والريادية."

وسلطت لورا شيلر –السكرتير الأول للشؤون الثقافية في المكتب التمثيلي لجمهورية ألمانيا الاتحادية في رام الله الضوء على الدعم المستمر للمثلية الألمانية للمبدعين والمفكرين. وتعليقًا على التعاون الألماني الفلسطيني، أكدت شيلر على أن "الابتكار والإبداع لا يقتصر وجودهما على المختبرات ومراكز الأبحاث فقط، ولكن أيضًا يجب أن تكون حاضرة في الحياة اليومية والمدارس ومؤسسات التعليم العالي". وأضافت أنه، على الرغم من الظروف الصعبة فإن العلاقة المتنامية بين ألمانيا وفلسطين، والتبادل المستمر للخبرات والأفكار، يعزز الابتكار في جميع المجالات.

وقدم أحد عشر مشتركًا من مختلف التخصصات والمجالات، حلولهم لبعض المشكلات الملحة في سياق المجتمع الفلسطيني. كان المشاركون كما يلي: علي طزمي، الذي تمحور عرضه عن الصحة واللياقة البدنية. ميسان النشاشيبي، التي استكشفت سبل الحد من تلوث المياه، ضرار غانم الذي انخرط في تغيير الوضع القائم عن طريق استخدام التغيير الاجتماعي؛ صفاء حميدات، التي ناقشت تحليل ديناميكيات السوائل الحسابية؛ محمد قباجة، الذي قدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في استخدام النعل الطبي في الأحذية. ميس شديد التي ناقشت طرق الوصول الى المياه العذبة. سامر ونان، الذي قام بتحليل الجدران المعمارية؛ نور نصار، التي حققت في طرق الحد من انقطاع التيار الكهربائي. تسنيم أبو حجلة، التي درست إدارة النفايات الإلكترونية في فلسطين؛ اسيد نابلسى، الذي استعرض قوة الموسيقى. وصهيب نزال، الذي استعرض توظيف الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة.

 وتم تقييم العروض من خلال سبعة أعضاء للجنة التحكيم كما يلي: لورا شيلر من الممثلية الألمانية وكيرستن فريمان من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)؛ د. حسين شنك، خريج من DAAD يُدرّس حالياً في جامعة فلسطين التقنية. الدكتور سامح أبو عواد، رئيس دائرة الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس في جامعة بيرزيت. سارة كحيل، المديرة التنفيذية بالنيابة في شركة النيزك. د. صفاء ناصر الدين، رئيس لجنة التحفيز والتشجيع بالمجلس الفلسطيني الأعلى للابتكار والتميز. جميل السيد، رئيس تطوير البرمجيات في شركة Axos.

 ومن معايير التقييم: أصالة الفكرة وتميزها من حيث التفكير المعمق لحل ومعالجة المشكلة وأهمية وعلاقة الفكرة بالاحتياجات المجتمعية الملحة.  وقد وصل ثلاثة مشاركين للتصفيات النهائية على النحو التالي:

المركز الأول: ميس شديد، لتقديمها مشروع "الوصول الى المياه العذبة" وتأهلت لنهائيات Falling Walls Lab في برلين.

المرتبة الثانية: تسنيم أبو حجلة، لتقديمها مشروع " إدارة النفايات الإلكترونية في فلسطين".

المرتبة الثالثة: محمد قباجة، لتقديمه مشروع "الحذاء الذكي".

ومن الجدير بالذكر أن المسابقة تُعقد في العديد من دول العالم ويتم تنظيمها في فلسطين بالتعاون المشترك بين جامعة بيرزيت والهيئة الألمانية للتبادل العلمي “DAAD” وبرعاية المجلس الأعلى للإبداع والتميز وبدعم من الخارجية الألمانية.  ونظراً لنجاح المسابقة هذا العام وخصوصاً في استقطاب عدد كبير من المتقدمين، ستواصل جامعة بيرزيت والهئية الألمانية للتبادل العلمي DAAD في استضافة مختبر Falling Walls كل عام من أجل توفير منصة للمبدعين الشباب من فلسطين لعرض ومناقشة وتطوير أفكارهم وحلولهم المبتكرة على الساحة المحلية والعالمية.