الكرامة الإنسانية وحياة الفلسطينيين

17 آذار 2012

ورقة مفهوم لمؤتمر
مؤتمر "الكرامة
الإنسانية وحياة الفلسطينيين"
جامعة بيرزيت 28-30
آذار 2012
مبنى ملحق معهد الحقوق- قاعة رقم 243 (تتوفر ترجمة فورية)
خلفية

يأتي هذا المؤتمر في ختام نشاطات
"كرامة" - مبادرة استقلال القضاء والكرامة الإنسانية، التي نفذها معهد
الحقوق في جامعة بيرزيت بالتعاون مع كلية الحقوق في جامعة وندسور - كندا منذ العام
2006. وهدفت نشاطاتها إلى ترسيخ أسس استقلال القضاء ومأسسة مفهوم الكرامة الإنسانية
وتطبيقاته في عمل القضاء الفلسطيني من خلال آليات تخدم استدامة مقومات استقلال
القضاء، وعلى رأسها قدرة القضاء على التطور باستخدام الموارد الذاتية عن طريق
التعلم المستمر، وعن طريق الإصغاء إلى المجتمع مع الحفاظ التام على الاستقلال
القضائي.

لقد عملت "كرامة" مع
مكونات قطاع العدالة كافة: السلطة القضائية، والمعهد القضائي الفلسطيني، ووزارة
العدل، ونقابة المحامين، والمنظمات غير الحكومية المشتغلة في قضايا العدالة، ومع
كليات الحقوق في الجامعات الفلسطينية؛ وكذلك مع الصحفيين. وهدفت في عملها إلى
الخوض في صلب الأمور المتعلقة بفهم تحرري لمبدأ سيادة القانون يهدف إلى أن تخدم
هذه السيادة تحرر الإنسان الفلسطيني، وأن لا تشكل أداة مضافة للهيمنة عليه، من
خلال وضع الكرامة الإنسانية في مكانة مركزية تجعل منها مقياسا لتحقق العدالة.

لقد كان اختيار التعليم القضائي كمجال
محوري لعمل المبادرة مبنيا على نظرة تنطلق من الكبرياء الفلسطيني، والثقة بالإنسان
الفلسطيني، وبقدرته على الارتقاء بذاته بشكل أفضل فيما لو أتيحت له الموارد
والظروف دون وصاية. فكان لا بد من حصر الأهداف المباشرة لـ"كرامة" في
جهة معينة قادرة على العمل بدفعها الذاتي، وتتمتع بمكانة مركزية في المجتمع
الفلسطيني، وهكذا وقع الاختيار على السلطة القضائية، لأنها تعلب دورا رئيسا في
تحديد مفاعيل سيادة القانون، ولأنها تتمتع قانونا بالاستقلال اللازم للقيام
بدورها، ولأنها تملك مقومات هذا الاستقلال فعليا، وتحظى بثقة المجتمع.

أما اليوم، وفي الوقت الذي تعلن فيه
"كرامة" عن إنهاء مهامها بنجاح، فقد ارتأت أن تأخذ على عاتقها خطوة
إضافية للمساهمة في طرح مفهوم "الكرامة الإنسانية" للنقاش أمام المجتمع
الفلسطيني بكل مكوناته، ولفتح باب النقاش المجتمعي حول هذا المفهوم على مصراعيه،
مشددة على أن الكرامة مفهوم يخص كل إنسان، ويتجسد في مناحي الحياة كافة: في الحياة
اليومية والحياة المهنية؛ في السياسة وفي الاقتصاد؛ في السلم والحرب؛ في البيت وفي
الشارع؛ لدى الصغار ولدى الكبار؛ وفي النظرية وفي التطبيق!

أهداف المؤتمر

في الوقت الذي بات فيه مفهوم الكرامة
الإنسانية شعارا جامعا في الثورات العربية على تنوعها، وبات يحتل مكانة مركزية في
الشارع الفلسطيني الذي يعبّر دوما عن توقه إلى التحرر، فإن هناك حاجة ماسة لفحص
سبل تحقيق هذا الشعار في المجالات المختلفة.

تشير الدراسات حول مفهوم الكرامة
الإنسانية أن بإمكانه أن يخدم عمليات إعادة البناء، وهي الصفة العامة التي تتسم
بها المرحلة الراهنة في فلسطين، وفي العالم العربي. وفي ظل تزاوج التعددية الفكرية
وتنوع التوجهات لدى الاتجاهات المختلفة المشكلة للمجتمعات العربية مع الاشتراك في
الأهداف المتعلقة بالقضايا الوطنية العامة، تتضح الحاجة إلى أرضية جامعة لتحقيق
هذه الأهداف، والإفادة من التنوع بدلا من تحويله إلى مادة صراع مدمر يصب في
المصالح الاستعمارية.

ويهدف المؤتمر إلى فحص إذا ما كان
مفهوم الكرامة الإنسانية قادرا على تشكيل أرضية صلبة للتطلع إلى مستقبل مشرق يكون
فيه التغيير محكوما بشرط الارتقاء بالمجتمعات عن طريق تعزيز أطر وسبل صون الكرامة
في المجالات كلها. فإن فحوى مفهوم "الكرامة الإنسانية" (حسب كانط -
المؤسس لمفهومها في العصر الحديث) هو "الاحترام" الذي يتجلى في العقل
وفي الحرية، وفي كون الإنسان هدفا لذاته وليس وسيلة لأي أمر آخر، فكرامته لا تقايض
بأي قيمة أخرى مهما سمت، تماما كما نتصور كل الأهداف السامية للمجتمع وعلى رأسها
الحرية - لا تقايض بأي قيمة مهما سمت!

يتسم المجتمع الفلسطيني اليوم باتساع
الحوار المجتمعي العام، ويغطي النقاش الذي يتخلل هذا الحوار قضايا اليوم والغد،
قضايا الهدم والبناء، وقضايا الوحدة والتعدد. هناك نقاش يدور حول شكل المقاومة،
وآخر حول الضرائب، وثالث حول الوحدة، ورابع حول الانتخابات، وخامس حول التعليم،
وسادس حول الصحة، وسابع حول العمران، وثامن حول أمن المواطن، وتاسع... وعاشر...
وعشرون...

ويمكن الجزم بأن في كل من هذه
القضايا، وفي كل من هذه النقاشات يكمن سؤال مركزي حول الكرامة الإنسانية.
فالمقاومة تهدف إلى تحرير الإنسان لصون كرامته؛ والضرائب يجب أن تسهم في تمكين
الدولة من السهر على العيش الكريم لمواطنيها؛ وكذلك الوحدة الوطنية، والصحة،
والعمران، وغيرها. ربما تتعدد الآراء حول سبل تحقيق الكرامة الإنسانية، ولكن لا
يختلف اثنان حول أهميتها، وأهمية صونها.

محاور المؤتمر

سيعرض المؤتمر لمفهوم الكرامة
ولتطبيقاته في المجالات المختلفة، فمهموم الكرامة الإنسانية الذي يتصدر ديباجة
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ملازم لمفهوم الإنسانية، ولذلك فإنه ينطبق في كل
حقل من حقول النشاط البشري. وللإطلال على المفهوم من زوايا مختلفة سيتشكل المؤتمر
من عدد من المحاور:

المحور الأول: المعالجة النظرية والعامة للمفهوم من المناظير الفلسفية والسياسية
والقانونية في تطورها التاريخي؛

المحور الثاني: تجليات قضايا الكرامة الإنسانية في الحقول المختلفة للنشاط البشري: في
الشعر، والعمران، والصحة، والسياسة، والحق، وغيرها؛

المحول الثالث: مفهوم الكرامة الإنسانية في حقل الدفاع عن حقوق الإنسان في فلسطين،
ومركزية المفهوم في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومكانة المفهوم في شعارات
الثورات العربية، والوظيفة التحويلية للمفهوم؛

المحور الرابع: مكانة مفهوم الكرامة الإنسانية في القانون والقضاء، ويشمل ذلك
استخدامات المفهوم في الدفوع في عمل المحامين، وفي مغزاه كمبدأ دستوري في عمل
القضاة، وفي أهميته كمبدأ ناظم لحياة المجتمع القانوني، ومركزية المفهوم في تعزيز
استقلال القضاء.

البرنامج

اليوم الأول - الأربعاء 28 آذار

13:00

تسجيل (واستلام أجهزة
الترجمة الفورية)

14:00

الجلسة الافتتاحية

رئيس الجلسة: الدكتور غسان فرمند

كلمة الدكتور خليل الهندي - رئيس جامعة بيرزيت

كلمة الدكتور ألان ويلدمان - رئيس جامعة وندسور

كلمة القاضي فريد الجلاد رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس القضاء الأعلى

كلمة سعادة السفير كريس جرينشيلدز ممثل كندا لدى السلطة الفلسطينية (قيد
التأكيد)