الجامعة تحتضن مدرسة ابن سينا لعلوم الكمبيوتر

يشهد
العالم المعاصر تطوراً نوعياً وكمياً غير مسبوق في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات،
وهذا التطور التكنولوجي المتسارع وثورة المعلومات
أفضت الى التراكم المعرفي، الأمر الذي ترك بصماته على مناحي الحياة المختلفة، وعلى رأسها تقنيات وأساليب التعليم والتدريب
في الجامعات.

ولأن
جامعة بيرزيت تسعى دائما إلى مواكبة هذه التطورات الحاصلة، وتنمية ورفع كفاءات وقدرات طلبتها وأساتذتها على
الإنتاج والعطاء عبر تحويل المعارف والمعلومات الجديدة  إلى مهارات تطبيقية، سارعت باحتضان مشروع مدرسة
ابن سينا لعلوم الكمبيوتر.

فالمشروع
 الذي جاء به أستاذ علم الحاسوب في جامعة
كاليفورنيا-لوس أنجلوس،   د.عدنان درويش، والممول من قبل الصندوق العربي
للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الكويت، هو عبارة عن مبادرة  تهدف إلى إعداد الطلبة الجامعيين في منطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا لمستقبل مهني ناجح في أبحاث علوم الكمبيوتر، بحيث توفر المدرسة
لهم فرصة فريدة من نوعها لتطوير علاقات وثيقة وتلقي تعليم وإرشاد من قبل علماء دوليين
لهم مساهمات كبيرة في  مجال علوم الكمبيوتر.

يستمر
المشروع لثلاث سنوات، وانطلق في دورته الأولى من 20 حزيران حتى 17 تموز، ويحتوي على
أربعة مساقات مكثفة في علوم الحاسوب، وتُتبع 
المساقات بمشاريع استمرارية قد تستمر لعدة أشهر. ويشكل المشروع فرصة فريدة
للطلبة الفلسطينيين ومن مختلف الجامعات الفلسطينية للالتحاق بالبرنامج.

يقول
الأستاذ في دائرة علم الحاسوب ومنسق المشروع المحلي د. يوسف حسونة أن المدرسة في
دورتها الأولى تضم 20 طالباً وطالبة من ثماني جامعات هي: بيرزيت، النجاح، القدس،
بيت لحم، البوليتكنيك، الخليل، والجامعة الأمريكية في جنين، إضافة إلى الجامعة
الأردنية،  وستتكفل المدرسة في توفير رسوم
الدراسة ، والإقامة، ووجبات الطعام والمواصلات، والأنشطة والفعاليات الاجتماعية
والعلمية.

وأضاف
حسونة: "خلال مدة المشروع سيتم تدريس أربعة وعشرين مساقاً في مجال الحاسوب،
كما وسيتم استضافة ما يقارب من أربعة وعشرين أستاذا من جامعات مرموقة عالمياً،
إضافة إلى أن المدرسة وخلال الأعوام الثلاتة ستستقبل 60 طالباً من مختلف الجامعات
الفلسطينية."

خطوة مهمة لجامعة بيرزيت

بدوره
رأى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات د. علي جابر أن مشروع مدرسة ابن سينا لعلوم الكمبيوتر
هو الأول من نوعه الذي يستهدف الطلبة بشكل مباشر، ويشمل جامعات آخرى وليس جامعة بيرزيت
فقط، وأضاف: "سيكون له تأثير أطول بكثير من مدة المشروع، ليس على الطلبة المشاركين
فقط، بل وعلى مساهمتهم الفاعلة في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية في المستقبل، وذلك
على مستوى الأداء الأكاديمي والبحث العلمي الذي يشكل محط اهتمام خاص لدى إدارة جامعة
بيرزيت."

وبخصوص
أهمية المشروع لكلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة بيرزيت، قال جابر: "أن
مدرسة ابن سينا ستساهم في تعزيز التعاون والتواصل ما بين الكلية وخبراء الحاسوب في
العالم، وستنقل خبراتهم وطرق التدريس التي يتبعونها إلى الكلية وأساتذتها، وهذا ما
سينعكس مستقبلاًُ على أداء الطلبة ومستواهم الدراسي، وسيعزز مكانة جامعة بيرزيت
تكنولوجياً على مستوى العالم."

من
جهته قال نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية  د. يحيى بأن جامعة بيرزيت لا ترى في مشروع مدرسة
ابن سينا مجرد فرصة للدراسة على أيدي أساتذة متميزين، وإنما يكتسب هذا المشروع
أهمية كبيرة للتواصل مع العالم الخارجي وبناء شراكات طويلة الأمد مع جامعات ومراكز
بحثية وعلماء مرموقين، ما يساعد على التغلب على العقبات التي يضعها الاحتلال أمام
وصولنا الحر إلى العالم. وأضاف: "يشكل المشروع فرصة للطلبة لإظهار تميزهم
ومعرفتهم، ولأساتذتنا للتشبيك والبدء في علاقات بحثية مع نظرائهم الزوار، ولمجتمع
الجامعة للاستماع إلى محاضرات عامة في علوم الحاسوب يقدمها الزائرون."

 

معرفة بنكهة أخرى

بابتسامة
ورغبة جادة في التعلم، ينطلق الطلبة الـ 20 إلى أجهزتهم، يعصرون ما تعلموه من
دراسة نظرية، ويحولونها إلى معرفة تطبيقية، فتراهم كخلية النحل يجتهدون، وبإصرار
وعزيمة ينطلقون إلى واقعهم الافتراضي، همهم الأساسي ترسيخ كل ما يتعلمونه وزيادة
مهاراتهم في مجال الحاسوب.

تقول
الطالبة في مستوى السنة الثانية من هندسة أنظمة الحاسوب في جامعة بيرزيت وفاء
عفانة، "لقد استطعت من خلال المساقين الأولين في هذه الدورة أن أعزز معرفتي
في جانب الـ Software، كما ورأيت البرمجة بشكل أسهل مما كان عليه الحال ضمن المساقات
الجامعية، آمل أن تستمر الفائدة الكبيرة في المساقين القادمين." وتنصح عفانة
الطلبة بالتقدم لهذه المدرسة في السنوات القادمة، لأنها سترسخ معارفهم وتساهم في
تسهيل حصولهم على منح دراسية  لإكمال
دراساتهم العليا مستقبلاً.

من
جهته يرى الطالب في دائرة أنظمة الحاسوب في جامعة النجاح أحمد موسى، بأن مدرسة ابن
سينا ساهمت بشكل كبير في تعزيز وترسيخ المعلومات التي حصل عليها في الجامعة،
وأتاحت له المدرسة التعرف على أساتذة وخبراء عالميين. ويضيف موسى: "على
المستوى  الشخصي، استطعت من خلال المدرسة
تطوير مهاراتي سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي، فأتيحت لي الفرصة للتعرف على
طلبة وزملاء يشاركونني نفس الاهتمامات من أماكن مختلفة".

وأعرب
البروفيسور في جامعة Paris-Sud لورنت سيمون عن سعادته بالقيام بتدريس الطلبة الفلسطينيين في مواضيع تتعلق بتقنيات البرمجة،
وأثنى سيمون على مهارات الطلبة واستيعابهم العالي، والتزامهم الكبير ورغبتهم
الجادة في تحصيل أكبر قدر ممكن من الفائدة.

كما
وأثنى سيمون على كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة بيرزيت وأساتذتها لتسخير كل ما
يحتاجونه لخدمة مشروع المدرسة، وعلى تعاونهم الدائم والمثمر في سبيل تحقيق الفائدة
الأشمل.