الجعبة وترزي يحصلان على جائزة فلسطين التّقديريّة عن مجمل الأعمال

حصل مدير متحف جامعة بيرزيت وأستاذ التاريخ والآثار د. نظمي الجعبة، وعضو مجلس أمناء جامعة بيرزيت ريما ترزي، مناصفة على جائزة فلسطين التّقديريّة عن مجمل الأعمال، ضمن جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانيّة للعام 2020، التي أعلن نتائجها وزير الثقافة عاطف أبو سيف أمس الثلاثاء 17 تشرين الثاني 2020.

ولد د. نظمي الجعبة في مدينة القدس عام 1955، ودرس التّاريخ في جامعة بيرزيت ونال شهادة بكالوريوس، والماجستير، ثم شهادة الدكتوراة من جامعة توبنغن في ألمانيا. ويعمل في جامعة بيرزيت في دائرة التّاريخ والآثار ومديراً لمتحف الجامعة. وهو باحث في شؤون القدس، عاين عن قرب بوصفه مؤرخاً تاريخها وما مرّت به من مآسٍ ومحن،.

تميزت مؤلفات الجعبة بأنها حفريات عميقة في تاريخ المكان الفلسطيني، كُتبت برويّة ودأب، وتوزّعت بين نوعين من الكتابة: الأول، تسعة كتب نالت القدس النصيب الأوفر منها بستة كتب، والأخرى عن مدينة رام الله وتاريخها، والمشهد الحضاري في أرطاس، وسحر مدينة الخليل وعمارتها التاريخية، وقد أسهم في الكتاب الأخير تأليفاً وتحريراً، وتُرجم إلى ثلاث لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. أمّا النوع الثاني من كتاباته، فتمثّل في نشر أكثر من عشرين بحثاً، منها أبحاث علمية محكّمة تركزّت على مدينة القدس ومشهدها الواقعي تحت الاحتلال.

شكّلت القدس في مؤلفاته علامة واضحة الأبعاد والقسمات بوصفها "مخزوناً روحياً يغذّي إحساساً بالفجيعة وفقدان الحرية"، وشرع بحزم الباحث المتمكّن في تفنيد الرواية الصهيونية بالأحقية التاريخية في امتلاك المكان العربي/ الفلسطيني، تلك الرواية التي ألقت بظلالها السوداء على طموحات الحُلم الصهيوني ذي الطابع العنصري الإثني، مثبتاً بعد مناقشة علمية رصينة بطلانها وزيفها بالاعتماد على علمي التاريخ والآثار، ومؤكداً على عروبة القدس منذ فجر التاريخ، ومنبّهاً في الآن نفسه إلى أن المسجد الأقصى هو القلعة الأخيرة التي يحاول الكيان الصهيوني السيطرة الكاملة والحصرية عليها.

أما ريما ترزي، فهي رائدة من روّاد الفنّ الفلسطينيّ الإنسانيّ الوطنيّ. ولدت في مدينة يافا عام 1932، ونشأت في بلدة بيرزيت. بدأت دراسة الموسيقى في سن السابعة مع الأستاذ سلفادور عرنيطة، ولحنت أول مقطوعة موسيقية وهي في الحادية عشرة من عمرها. وتابعت دراستها الموسيقية في كلية بيروت المتوسطة ومن ثم في فرنسا، والجامعة الأميركية في بيروت التي تخرجت منها في عام 1954.

انخرطت ترزي في مجال التعليم في كلية بيرزيت، وفي النشاطات الموسيقية والثقافية فيها، ولحنت الأغاني والأناشيد لجوقة الكلية. وسجّلت هذه الأناشيد في شريط "أحلام شعبي" وأسطوانة "إلى متى" وكتاب "نيالك يا عصفور"، وساهمت عام 1993 بتأسيس المعهد الوطني للموسيقى التابع لجامعة بيرزيت (معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى)، وترأس حاليّاً مجلس مشرفيه، كما أنها عضو في مجلس أمناء جامعة بيرزيت، ونشر لها معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في عام 2013 المجموعة الكاملة لأغانيها في ستة كتيبات تحمل اسم "أغاني الحرية والأمل".

لحنت أغاني لشعراء عرب وفلسطينيين، منهم عمر أبو ريشة، ومحمود درويش، وسميح القاسم، وفدوى طوقان. وكتبت ولحنت مجموعة من الأغاني للأطفال.

وبالإضافة إلى تجربتها الموسيقية ومجمل أعمالها الفنية، ساهمت ترزي وما زالت في العمل الوطني والمجتمعي التطوعي، فكانت عضواً في الهيئة الإدارية لجمعية إنعاش الأسرة، ورئيسة جمعية الشابات المسيحية في رام الله، ورئيسة اتحاد جمعيات الشابات المسيحية في فلسطين، ورئيسة الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية.