كلية التربية تبدأ العمل على دراسة تحليلية حول صورة الفلسطيني في المناهج المدرسية الإسرائيلية

بدأ مجموعة من أساتذة كلية التربية في جامعة بيرزيت العمل على مشروع بعنوان " دراسة تحليلية لعينة من الكتب المدرسية المستخدمة في المدارس الإسرائيلية من حيث تصويرها للفلسطيني"، وذلك بعد أن حصل المشروع على دعم من موازنة البحث العلمي للعام 2021-2022.

وتأتي هذه الدراسة ضمن التوجهات الجماعية والتشاركية في كلية التربية لتعزيز دورها الوطني من خلال البحث العلمي، حيث بدأ فريق من أساتذة كلية التربية بالعمل على دراسة تحليلية لعينة من الكتب "الإسرائيلية"، والتي تعتبر من الدراسات الهامة كونها الأولى على مستوى الكلية، ومن الدراسات النادرة، التي يجريها باحثون فلسطينيون. وسيمتد العمل على البحث لمدة عام واحد من منتصف شهر آذار الحالي وحتى منتصف آذار من العام القادم 2023.

تبرز أهمية البحث والذي يسعى للفهم الاشكالي والمعرفي للكيفية التي يقدم بها المنهاج الإسرائيلي صورة الفلسطيني، عبر فحص الخطاب المتضمن في هذه المناهج، وكيفية تشكله؛ شرعنه الاستعمار، وتعزيز الصور النمطية حول الفلسطيني، وتعزيز الأفكار المسبقة والاحكام القيمية التي تبجل المستعمر، وتعزز من عنصريته ضد الفلسطيني. يحمل الخطاب الاستعماري صورا ذهنية تبلورت على مدار عدة عقود، وتموضعت بمنحى عنصري يراكم الواقع الشائك ويحدّ من تجسيدات الإنسانية الفلسطينية وحقوقه واستمرارية بقائه.

تقول عميدة كلية التربية د. رفاء الرمحي: "يحاكي البحث الأطر المعرفية التي تشكل فهما مختلفا ترتبط بفهم معمق ونقدي لما تمارسه المؤسسة التعليمية "الإسرائيلية" وبطرق ممنهجة لنزع شرعية البقاء للفلسطيني، مقابل شرعنته لاستعماره لفلسطين، وكذلك في تسييد وهيمنة الهوية الاستعمارية مقابل تغييب الهوية الفلسطينية، لا بل الذهاب باتجاه أسرلة الهوية الفلسطينية.

تحاول الدراسة الإجابة عن السؤال الرئيسي الآتي: ما هي صورة المواطن الفلسطيني في الكتب المدرسية الإسرائيلية؟  وللإجابة على السؤال الرئيسي، ستحلل الكتب حسب نظرية السيميائية الاجتماعية (أفكار هاليداي) التي تركز على التواصل (اللغة، الصورة، الايماءات غيرها) فيما يعرف بالنصوص متعددة التواصل “Multimodal texts”. وسيتم في هذا البحث تحليل النصوص اللغوية، الأنشطة، والصور. كما سينتج عن البحث تقرير سياساتي يشمل النتائج الرئيسية وأوراق بحثية ستنشر في مجلات محكمة. "

يتكون الفريق البحثي للمشروع من: منسق البحث د. أيمن عبد المجيد، باحث في مكتب عميدة كلية التربية، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية، ود. حسن عبد الكريم: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصص في مناهج وطرق تعليم العلوم، ود. رفاء الرمحي: عميدة كلية التربية، متخصصة في مناهج وطرق تعليم الرياضيات، ود. علا الخليلي: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم ورئيسة الدائرة حالياً، متخصصة في التربية وتعليم الرياضيات، ود. جهاد الشويخ: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصص في تعليم الرياضيات، ود. عبد الله بشارات: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصص في البحث التربوي، ود. أحمد فتيحة: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصص في الإدارة التربوية، رئيس دائرة المناهج والتعليم سابقاً، وأ. فاطمة محمد: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصصة في تعليم اللغة الإنجليزية، وأ. محمود أبو شمة: عضو هيئة أكاديمية في دائرة المناهج والتعليم، متخصص في مناهج وطرق تعليم الاجتماعيات.

 يشكل تنوع فريق البحث وانتمائهم لخلفيات معرفية مختلفة، مصدراً إضافيا لطبيعة الزوايا التي من شأن البحث أن يمتد اليها لاحقا. حيث تنوعت خلفياتهم بين تعليم الرياضيات والعلوم، والإدارة التربوية، والعلوم الاجتماعية وهذا من شأنه أن يضيف زخماً وتنوعاً للبحث.

يذكر أن لجنة البحث العلمي تسعى إلى تشجيع أكبر عدد من الباحثين في جامعة بيرزيت والمهتمين بالنشر العلمي من خلال ثلاثة مسارات: المسار الأول، من خلال أبحاث فردية لأساتذة وباحثي الجامعة أو بالشراكة مع أساتذة من جامعات أخرى، والمسار الثاني من خلال الشراكة بين الأساتذة وطلبة الدراسات العليا؛ والمسار الثالث من خلال دعم سريع للنشر من خلال تغطية تكاليف النشر المفتوح في مجلات ذات مكانة.