كلية الحقوق والإدارة العامة تعقد ملتقى الباحثين لطلبة برامج الماجستير للعام الأكاديمي 2024-2025
نظّمت كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت ملتقى الباحثين لطلبة برامج الماجستير للعام الأكاديمي 2024–2025، عبر منصة "زووم" يوم السبت الموافق 14/6/2025، بمشاركة واسعة من أعضاء الهيئة الأكاديمية وطلبة الدراسات العليا في الكلية. ويأتي هذا الملتقى في إطار رؤية الكلية الهادفة إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي، وتوفير مساحة أكاديمية تتيح للطلبة عرض أبحاثهم ومناقشة مستجدات النشر العلمي، تأكيدًا على التزامها بمسؤوليتها الأكاديمية والوطنية، رغم التحديات والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
افتتح الملتقى بكلمة للدكتور أمير خليل، مدير برنامجي ماجستير القانون الخاص والقانون والاقتصاد، عبّر فيها عن ترحيبه بالحضور والمشاركين من الطلبة، مؤكدًا أن هذا الملتقى يُعد محطة أكاديمية مهمة تسهم في ترسيخ ثقافة البحث العلمي بين طلبة الدراسات العليا. وأشار إلى أن إتاحة الفرصة للطلبة لعرض أبحاثهم أمام زملائهم وأساتذتهم لا تعزز فقط ثقتهم بأنفسهم كباحثين، بل تفتح أمامهم آفاقًا أوسع للتفكير النقدي والتفاعل العلمي البنّاء، وتحثّهم على مواكبة التطورات المعرفية في تخصصاتهم المختلفة.
أما الدكتور أحمد أبو هنية، عميد كلية الدراسات العليا والأبحاث، أشار في كلمته الافتتاحية على أن الحق والعدل والحرية تُشكّل معًا مثلثًا جوهريًا لبناء وعي فلسطيني صلب ومؤثر. وأكد أن "قوة الحجة والدليل تتفوق على السلاح، فالعلم هو جبهة المقاومة الأولى في فلسطين." مشيرًا إلى أن الأبحاث التي يُنتجها الطلبة ليست أوراقًا جامدة، بل أفعال مقاومة تنبض بالتأثير والتغيير. وشجع الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية لمواصلة ابحاثهم والانخراط والتقديم للجنة الابحاث في الجامعة ضمن مسار البحث العلمي، باعتبارها مساحة لاستكمال هذا الدور.
من جانبها، أشارت الدكتورة لورد حبش، عميدة كلية الحقوق والإدارة العامة، في كلمتها على أهمية استمرار انعقاد الملتقى، رغم ما يواجهه الشعب الفلسطيني من معاناة وظروف قاهرة، مؤكدة أن الإصرار على البحث والعلم في مثل هذه اللحظات يُعد شكلًا من أشكال المقاومة. وأوضحت أن توفير بيئة أكاديمية محفزة ليس ترفًا أكاديميًا، بل مسؤولية وطنية تُوازي في أهميتها كل أشكال النضال. وأكدت الدكتوة لورد حبش أن الإيمان بقدرة الطلبة على الإبداع والتغيير هو ما يدفع الكلية إلى مواصلة هذا النهج، مشيرة إلى أن الملتقى يمثل منصة استراتيجية لا تقتصر على تبادل المعرفة، بل تفتح آفاقًا للشراكة والتأثير وخلق فرص حقيقية أمام الباحثين. واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن: "فلسطين لا تحتاج إلى مراقبين من بعيد، بل إلى باحثين يعملون من قلب الميدان – يوثقون، يحللون، وينشرون حقائقها كما هي، بعين الباحث."
تضمن برنامج الملتقى ورشتين تدريبيتين، الأولى قدّمتها الأستاذة نور مطور بعنوان "مهارات العرض والتقديم"، ركّزت خلالها على الجوانب العملية والاحترافية في تقديم العروض البحثية. تناولت الورشة خطوات التخطيط الفعّال للعرض قبل وأثناء وبعد التقديم، وفن الإلقاء، وإدارة التوتر، والتفاعل مع الأسئلة والنقد، إلى جانب التأكيد على أهمية وضوح الخطاب، واستخدام لغة الجسد بثقة. كما تطرقت إلى تقنيات تصميم الشرائح والعروض التقديمية، مستعرضة أدوات رقمية مساندة، تساهم في تعزيز قدرة الطلبة على تقديم أعمالهم البحثية بطريقة مهنية ومؤثرة.
أما الورشة الثانية، فقدّمها الدكتور حسين العيسة، بعنوان "مهارات كتابة الأبحاث العلمية والنشر العلمي" تناول من خلالها خطوات كتابة الورقة العلمية وآليات النشر في المجلات المحكمة، إضافة إلى معايير وشروط النشر، مثل كتابة الملخصات، اختيار المجلة المناسبة، وفهم قواعد النشر الأكاديمي. كما استعرض نماذج لمجلات عربية مصنفة يمكن للطلبة التوجه إليها في مجال القانون والعلوم الاجتماعية.
وتضمّن الملتقى جلستين علميتين رئيسيتين خُصّصتا لعرض أوراق بحثية نوعية قدّمها 16 طالبًا وطالبة في مختلف برامج الكلية ومنها برامج الماجستير في القانون، القانون العام، القانون الخاص، القانون والاقتصاد، الحكومة والحكم المحلي، الإدارة العامة والتخطيط الاستراتيجي، أداروا بأنفسهم مجريات الجلسات والنقاشات في تجربة أكاديمية مميزة تحاكي بيئة المؤتمرات العلمية، وتُعزّز من مهاراتهم البحثية والحوارية. وقد عُرضت هذه الأعمال أمام زملائهم وأعضاء الهيئة التدريسية، وسط دعم واضح من إدارة الكلية التي شدّدت على أهمية مواصلة العمل الأكاديمي والتقدّم بالنشر في مجلات علمية محكّمة.
وفي ختام الملتقى، أعرب مسنقي الملتقى كل من الدكتور أمير خليل والدكتور أحمد خالد والدكتور أيمن الزرو عن شكرهم للطلبة والحضور مؤكدين أن هذه الغعاليات تمثل حجر أساس في صقل المهارات الاكاديمية وتعزيز ثقافة البحث لدى الطلبة.