كلمة عميد شؤون الطلبة د. إياد طومار

بداية نترحم على روح شهيدة الحق والحقيقة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، الشهيدة الجامعة، التي جمعت ووحدت الألوان والأطياف السياسية، ووحدت الأديان وجمعت الأجراس لكافة الكنائس المسيحية في القدس، وجمعت المشاعر، مشاعر الفخر والاعتزاز باستشهادها ومشاعر الحزن والألم على الفراق، حيث عملت شيرين على نقل الحقيقة للعالم في حياتها وفي مماتها، وكانت شاهدة على جرائم الاحتلال وشهيدة تلك الجرائم.

يصادف هذا الأسبوع انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة التي انقطعت في السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا وسط اهتمام شعبي واجتماعي وسياسي واسع، وكعادتها تحرص جامعة بيرزيت على عقد انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة سنوياً، كإرث يميز الجامعة ويرسخ ممارسة الديمقراطية وقيم الجامعة ورؤيتها، في عملية انتخابية مشهود لها بالنزاهة والشفافية والمسؤولية، وفي هذا العام تتنافس خمس كتل طلابية على 51 مقعداً تشكل مقاعد مؤتمر مجلس الطلبة، للدورة القادمة.  وكعميد لشؤون الطلبة احييكم جميعاً مباركا الوجه المشرق لصرحنا الأكاديمي الشامخ وجامعتنا الحريصة اشد الحرص على أن يكون لطلبتنا صوتهم الديمقراطي المسموع في جو من حرية الفكر والتعبير واحترام الرأي والرأي الآخر.

 ما يميز انتخابات هذا العام ليس فقط انها تأتي بعد انقطاع دام لأكثر من عامين حيث سيمارس غالبية الطلبة حقهم الانتخابي للمرة الأولى، ولكن أيضا لأنها تزامنت وترافقت مع ذكرى النكبة التي تدعونا إلى العمل الوحدوي، الذي يجب أن تتعانق به ألوان العلم الفلسطيني لتؤكد أننا نؤمن بالاختلاف ونرفض الخلاف ذلك لأن هدفنا الأعلى هو أن نكون كما نريد لا كما يريد لنا اعداؤنا.  

 نحرص دوما في عمادة شؤون الطلبة على الرقي بطلبتنا وطنيا ومجتمعيا ومساعدتهم في تطوير وتنمية قدراتهم ومهارتهم الفكرية والثقافية والفنية والرياضية واهتماماتهم المجتمعية واللامنهجية وفي توصيل رسالتهم وصوتهم لجمهور الطلبة وللمجتمع الفلسطيني، كما نحرص دوما على دعمهم في كافة المبادرات والنشاطات الطلابية الخلاقة، وعلى توفير فرصاً تُثري تجارب الطلبة وحياتهم التعليمية واللامنهجية، من خلال الأنشطة الاجتماعية والثقافية والمهنية والفكرية والتطوعية والديمقراطية، التي تستكمل حياة الطلبة الأكاديمية. كما نعمل دوما على تعزيز الجو الديمقراطي الحُر والحفاظ عليه وعلى هذا الارث الهام، حيث يُحترم الجميع ويُقبل الآخر على أساس الحوار، بالإضافة إلى تنمية الطلبة وتمكينهم من العيش والتعلم والإبداع والتسامح والتميّز في التعلم وتنمية الروح القيادية، لخلق مواطن منتج في المستقبل. كما تمكن العمادة الطلبة من ممارسة النشاط الثقافي والفكري وتشجيع الإبداع والفكر المنفتح، والتشجيع على الالتزام والتطوع، والتغلب على المعيقات المادية.
 

تهتم جامعة بيرزيت بشكل عام وعمادة شؤون الطلبة بشكل خاص بصقل شخصيات الطلبة وتعزيز روح المسؤولية الاجتماعية لديهم، من خلال الحفاظ على برنامج العمل التعاوني التطوعي الذي يهدف الى تعزيز المشاركة المجتمعية وتطوير الذات، والذي يعمل على توفير بيئة يؤدي من خلالها الطلبة دوراً ريادياً في إحداث التغيير المجتمعي، وتوفير فرص المشاركة التطوعية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما سيتم تطوير العمل التطوعي ليشمل الحق في التعليم لبناء رأسمال اجتماعي وأكاديمي  واقتصادي. كما تشرف العمادة على تنظيم مخيم العمل الدولي الذي تقوم فكرته على استقبال شباب من دول العالم إلى جانب طلبة جامعة بيرزيت، في مخيم يوفر فرصة للتوعية بالحقوق الفلسطينية وتبادل الثقافات، بالإضافة لمجموعة من الأعمال التطوعية والورشات المتعلقة بأوجه الحياة المختلفة، متضمنة زيارات ولقاءات في معظم محافظات الوطن. وتحرص دوما عمادة شؤون الطلبة على اقامة مهرجان ليالي بيرزيت الذي تخصص ريعه لصندوق الطالب ويعتبر مهرجان ليالي بيرزيت ظاهرة فنية وطنية تعمق وترسخ مفاهيم حفظ التراث والفن الفلسطيني الراقي والملتزم، إذ يشكل المهرجان هوية وطنية بحتة وعنوان يحافظ على المحتوى والمنتج الفلسطيني بشكل محترف، إضافة إلى كونه ملتقى للأجيال التي واكبت جامعة بيرزيت وعشقتها ودرست أو عملت بها. 


د. إياد طومار 

عميد شؤون الطلبة