اختتام ورشة إعداد الدراسة المعيارية لتطوير الإعلام في فلسطين

اختتم مركز تطوير الإعلام في الجامعة، يوم الأربعاء 18 تشرين الاول 2012، بالتعاون مع مكتب
منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو في رام الله" ورشة
تدريبية لمدة يومين، حول "إعداد الدراسة المعيارية لتطوير وسائل الإعلام
في فلسطين".

وتأتي هذه الورشة في إطار الإعداد للإستراتيجية الوطنية
للإعلام في الأراضي الفلسطينية والتي ستبحث في واقع الإعلام والإعلاميين،
بهدف العمل على تطويره وتنميته وتنظيم العمل فيه بالشراكة مع المؤسسات
والجهات المسئولة.
وحضر الورشة عشرات الصحفيين والإعلاميين من الضفة
الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من المسئولين الحكوميين في مجال
الاتصال والإعلام، حيث تم فتح باب المشاركة والنقاش بينهما عبر نظام
"الفيديو كونفرنس"، والذين أبدوا تحمسهم لمثل هذه الورشة والتي اعتبروها
اللبنة الاولى لتشخيص واقع الإعلام الفلسطيني والقانوني له، والبدء في وضع
أيديهم على مشاكله والعمل لاحقاً على معالجته.
من جانبه، قال المحاضر
الدولي، توبي ميندل، خلال مداخلاته التي استمرت على مدار اليومين، بأن هذه
الورشة ستساهم في وضع الخطوة الأولى من أجل تشخيص وتطوير واقع حريات الرأي
والتعبير في الأراضي الفلسطينية، من خلال تقييم واقع الإعلام الفلسطيني
ومعرفة مشاكله، ومن ثم البدء بمعالجته.
وركز ميندل على وثيقة اليونسكو
حول مؤشرات تطوير الإعلام، والتي تركز على تعزيز حرية التعبير وتعددية
وسائل الإعلام كذلك تنمية وسائل الإعلام المجتمعية إضافة إلى تنمية الموارد
البشرية.
وفي نفس السياق، رأت مديرة مركز تطوير الإعلام، نبال ثوابتة
أن هذه الورشة التدريبية هي مقدمة لمشروع بحثي سيستمر مدة ثمانية أشهر،
سيتم خلاله العمل على تطوير دراسة معيارية حول واقع الإعلام والإعلاميين في
الضفة والقطاع، والذي سيساهم بالتالي إلى الارتقاء بالإعلام الفلسطيني
وتعزيز مبادئ حرية الرأي والتعبير.
كما أكدت في الوقت نفسه على أهمية
تطبيق القواعد الإعلامية الصحيحة خاصة في مناهج تدريس الإعلام في الجامعات
الفلسطينية وفي الدورات التدريبية. مشيرةً إلى أن مركز تطوير الإعلام يسعى
ومن خلال دوراته التي يعقدها دائماً على ترسيخ القواعد الإعلامية الصحيحة
والتي تضمن حرية أوسع للرأي والتعبير.

من جهته، أكد وكيل وزارة الإعلام،
د.محمود خليفة، في مداخلة له خلال الورشة، على أهمية الارتقاء بالإعلام
المحلي الفلسطيني وتأسيس مجلس أعلى للإعلام يكون مستقلاً عن المؤسسات
الحكومية الاخرى، بحيث يكون هو صاحب القرار في إعطاء التراخيص للمؤسسات
الإعلامية والترددات للمحطات الإذاعية والتلفزيونية، إلا أن خليفة أشار في
الوقت نفسه، على أن المجلس الحالي لا يلبي الطموحات المروجة من اجل توسيع
هامش الحريات الإعلامية، وأن هناك اتصالات تجرى مع الحكومة الفلسطينية
لتصحيح مثل هذا التداخل.
وحول واقع الاتصال الإذاعي والالكتروني
الفلسطيني، تحدث د.صبري صيدم، مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات، عن هذا
الشق قائلاً، إن إسرائيل لا تزال تتحكم بالترددات الإذاعية والتلفزيونية
كذلك الاتصالات، الأمر الذي يبدو واضحاً عندما تمنع وضع أبراج اتصالات في
المناطق الفلسطينية إلا بعد الحصول على التصريح الإسرائيلي لذلك، مؤكداً أن
إسرائيل ما تزال تمنع تشغيل شبكة الوطنية للاتصالات الخلوية في قطاع غزة.
وحول
الإعلام الجديد أو ما يعرف بالإعلام المجتمعي، أوضح د.صيدم بأن مستخدمي
موقع "فيس بوك" وصل إلى مليون وربع مستخدم في الأراضي الفلسطينية، وأكثر
فئة تستخدمها هي التي تتراوح اعمارهم ما بين 12-45 عاماً.
وحول كيفية
استخدام هذا الإعلام المجتمعي أشار صيدم إلى أن مستخدميه يركزون أكثر على
عالم الترفيه ويبتعدون عن القضايا السياسية والتنموية، مرجعاً السبب
للانقسام الداخلي.
على صعيد متصل، أشار د.صيدم إن لدى الجيش الإسرائيلي
وحدة خاصة من أجل استحداث الفيروسات لإغراق الشبكة الفلسطينية ومواجهة أية
هجمات إلكترونية ضدها ومراقبة البريد الإلكتروني والإعلام المجتمعي".
بدوره
أكد الأستاذ محسن الإفرنجي أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية
في غزة على ضرورة مشاركة الكل الإعلامي الفلسطيني في هذه المشاريع الوطنية،
وعلى ضرورة السعي الجاد من أجل توحيد نقابة الصحفيين. كما أكدت الإعلامية
رولا عليان على ضرورة توحيد الجسم الصحفي الفلسطيني وأن يتم البدء في ذلك
من خلال خطوات عملية وذلك تمهيدا لوضع الحلول المناسبة للمشاكل التي تعترض
النهوض بالحالة الإعلامية في فلسطين. وحول تنظيم القطاعات الإعلامية في
فلسطين، طالب الصحفي خضر الزعنون من وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بضرورة
الاستفادة من التجارب الدولية التي سبقتنا في هذا المجال وذلك بالتعاون مع
الأجهزة الرسمية لوضع ضوابط متفق عليها من أجل النهوض بالإعلام
الفلسطيني.  من جهتها أكدت منسقة نادي الإعلاميات الفلسطينيات في قطاع غزة
منى خضر على ضرورة إشراك الصحفيات الفلسطينيات في وضع الخطط الإستراتيجية
للإعلام في فلسطين وعلى ضرورة أن تأخذ الصحفيات الفلسطينيات مكانهن المناسب
في غرف تحرير الأخيار وفي الميدان.
وفي نهاية الورشة التدريبية شكرت
مديرة مركز تطوير الإعلام نبال ثوابتة الخبير الدولي توبي مندل على
معلوماته المهمة التي طرحها للنقاش وكذلك منظمة اليونسكو على دورها الداعم
والمساند للمركز، كما شكرت ثوابتة الحضور على مشاركتهن في إثراء هذه
الورشة، وشددت على ضرورة التواصل المستقبلي من أجل التعاون لإنجاح هذا
المشروع الوطني.