جامعة "يال" الأمريكية تستضيف أستاذة الصحة في الجامعة د. ريتا جقمان

 في محاضرة
حول مفهوم "الجلد" عند الفلسطينيين

اسضافف كلية برانفورد في جامعة "يال"  في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس 4
تشرين الأول 2012، أستاذة الصحة العامة في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت
د. ريتا جقمان،  في محاضرة حول مفهوم "الجَلَد"
أو " الصمود المقاوم" في فلسطين  حيث  تعرض ما لدى الشعب الفلسطيني من آلية عاطفية وسلوكية
تتعلق بهذا المفهوم.

وقالت د. جقمان أن معرفة المفهوم مهمة جدا للفلسطينيين لتفهّم ما يحلّ بهم على المستوى
الفردي والجماعي واستعادة القدرة على الانطلاق من جديد. وأشارت الى أهمية العلاقة ما
بين مفهوم الجَلَد ومفهوم الحوادث الصادمة، فالكثير من الدراسات تشدد على أثر الحوادث
الصادمة على الفرد والعائلة والمجتمع، وتنظر غالبا في الالتباس بين الحالات الصادمة
المعاشة و نتائج هذا الواقع المعاش على الفرد المجتمع.

وأكدت
د. جقمان على  أن الوضع في الأراضي الفلسطينية
هو وضع يستحوذ على بال الباحثين والمهتمين، حيث أن هناك انتهاكاً كبيراً لحقوق الفلسطينيين
من( مصادرة أراضي، تدمير منازل، اقتلاع أشجار الزيتون، ازدياد عدد القتلى والجرحى،
المواجهات اليومية والعنف والعقوبات الجماعية). وأن الأراضي الفلسطينية تشكل أرضا خصبة
لدراسة مدى استخدام هذا المفهوم سواء كان هذا على مستوى الدولة الناشئة أو مستوى التجمعات
(المدن، القرى ، المخيمات)، أو على مستوى الأسرة والفرد، وأشارت إلى ازدياد التحديات
وتراكمها مع اندثار الفرص تدريجيا.

أما
عن  أصول كلمة "Resilience" "الجلد"، فتعود  إلى علم الفيزياء، حيث تعني المرونة أو الرجوعية
أي قدرة المواد على المقاومة، وقد استخدم المفهوم في سياق نفسي أولا على يد علماء النفس
الأمريكيين الذين طوّروه بشكل أساسي في الفترة ما بين 1960 و 1980.

يذكر أن
د. جقمان  قد التحقت بجامعة بير زيت منذ عام
1978 وقد نشرت العديد من الأبحاث والدراسات التي 
تتعلق بصحة المرأة، والرعاية الصحية الأولية، والصحة النفسية. كما ساهمت في
تطوير مقاييس وأدوات بحث مناسبة لدراسة الوضع الصحي الفلسطيني في ظل الاحتلال التي
يتم الآن اختبارها بين فلسطينيي الشتات في لبنان.

والجدير
بالذكر، أن معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت قد أنشىء عام 1978، كوحدة
في البداية، ثم تحول إلى دائرة عام 1982، في حين اكتسب صفة ومسمى المعهد في عام
1998 ويعمل المعهد على اساس مقاربات متعددة المجالات، وتعتمد على تخصصات مختلفة كعلم
الأوبئة، والإحصاء الصحي، والتغذية، والتثقيف الصحي، إضافة إلى الاقتصاد، وعلم النفس،
وعلم الاجتماع، كما يركز المعهد على تفعيل آليات الاتصال والتواصل والتعاون مع القطاعات
المختلفة العاملة في قطاع الصحة.

 

ويتبنّى
المعهد دعم الرعاية الصحية الأولية كإستراتيجية تهدف إلى تطوير الصحة والخدمات الصحية،
حيث يُعرّف الصحة بمفهومها الشمولي الواسع، والذي يشتمل على المحددات الاجتماعية للصحة،
وعلى فهم الصحة والمرض ضمن سياقهما الطبيعي، كظاهرة ذات امتداد زمني عبر دورة الحياة،
وليس كأحداث فردية متفرقة على فترات زمنية مختلفة.  يضاف إلى ذلك تشجيع التعاون بين القطاعات المختلفة
لتعزيز صحة السكان.