جامعة بيرزيت ووزارة الصحة تطلقان مشروع تفعيل نظام مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات ضمن نهج الصحة الواحدة
وقعت وزارة الصحة، ومعهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء، مذكرة تفاهم لإطلاق مشروع "تفعيل نظام مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات ضمن نهج الصحة الواحدة".
وجاء ذلك خلال فعالية أقيمت بمدينة رام الله، بحضور رئيس جامعة بيرزيت د. طلال شهوان ووزير الصحة الفلسطيني د. ماجد أبو رمضان، بالإضافة إلى ممثلين عن العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية والعالمية، والعديد من الأكاديميين من جامعات الوطن المختلفة.
وعبر د شهوان، عن اعتزاز جامعة بيرزيت بالشراكة المتواصلة مع وزارة الصحة والمؤسسات الأخرى الشريكة للنهوض بالأبحاث الصحية والقطاع الصحي في فلسطين. وقال: " إن الواقع السياسي والوضع الوبائي في فلسطين يحتم علينا العمل على الحد من مقاومة مضادات الميكروبات، حيث ترتفع هذه المقاومة لتصبح مستعصية على العلاج. وفي نفس الوقت تتزايد الحاجة لهذه المضادات في غرف العمليات الجراحية لعلاج جرحى الحرب والمصابين. ولكم ان تتخيلوا الوضع الحالي في قطاع غزة في ظل النسب المرتفعة لمقاومة مضادات الميكروبات والتدمير الممنهج للقطاع الصحي هناك."
وأضاف: " لقد بدأنا في جامعة بيرزيت، وبالتحديد في معهد الصحة العامة والمجتمعية، بعمل نواة الصحة الواحدة، من خلال البدء في دراسات استكشافية وصفية وتطوير مشاريع بحثية تنموية تعتمد نهج الصحة الواحدة. وذلك من خلال توفير الخبرات المتخصصة بهذا الموضوع وتدريبها وبناء خبرات جديدة. إضافة إلى بناء شبكة علاقات إقليمية وعالمية إلى جانب شبكة العلاقات المحلية على المستوى الوطني. ونحن بدورنا نثمن هذه الشراكات، وندعم توفير بيئة بحثية تدريبية تعمل على بناء القدرات وتوفير التدريبات المتخصصة لجميع القطاعات الوطنية الشريكة، وتوفر البيئة الملائمة للقيام بالأبحاث والدراسات وبالشراكة مع الوزارات والقطاعات المختلفة، مما يساعد في التخطيط المبني على الأدلة العلمية لتوفير الأفضل للمجتمع".
من جهته أثنى وزير الصحة الفلسطيني د. ماجد أبو رمضان على الشراكة بين الوزارة وجامعة بيرزيت، وقال: "و إن شراكة وزارة الصحة مع جامعة بيرزيت في مجال تعزيز نظام الرقابة لمقاومة الميكروبات عبر نهج الصحة الواحدة من خلال استخدام أدوات تكنولوجية متطورة وذلك لإجراء فحوصات للمياه والصرف الصحي، كل هذا للوصول الى التوصيات والتدخلات اللازمة لكسر انتقال الجينات المقاومة للمضادات الحيوية، والحد من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات وتقليل تأثيرها على البشر والحيوانات والبيئة، والذي ينعكس بشكل كبير وايجابي نحو تحقيق مبدأ الصحة الواحدة والذي يساهم في تعزيز الصحة العامة."
وأضاف: " إننا في وزارة الصحة الفلسطينية نسعى وبشكل حثيث لبناء شراكات استراتيجية مع كل مكونات المجتمع الفلسطيني ومؤسساته الصحية والتعليمية وغيرها في المجالات، والتي تصب في مصلحة المواطن والمريض، ونعمل ضمن إسترتيجية واضحة نحاول ان نرسم من خلالها الطريق نحو تشجيع وتعزيز التعاون المشترك في مجالات التدريب والبحث العلمي وغيرها من المحاور الأكاديمية والصحية والطبية، والتي تؤثر إيجابا في تحقيق أهدافنا الإسترتيجية والتي تتمحور حول تعزيز جودة الخدمات الصحية والصحة العامة"، مؤكدا على تفعيل اللجنة الوطنية العليا لمراقبة مقاومة البكتيريا، والتي تضم وزارات ومؤسسات حكومية وأهلية وقطاعات خاصة ذات علاقة.
ومن ثم قدم الباحث في معهد الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت د. سعيد البرغوثي عرضاً تفصيلياً عن المشروع، مبيناً أن فلسطين تعد في قائمة المناطق في العالم التي تستهلك مضادات الميكروبات في الحيوانات المنتجة للغذاء بشكل كبير. بالإضافة الى معاناتها من ضعف البنى التحتية الخاصة بمياه الصرف الصحي (السكانية، الصناعية، والصحية) والتي تسهم في نقل المواد الجينية الخاصة بمقاومة المضادات الحيوية بين الميكروبات من خلال البيئة او سلسلة الانتاج الغذائي، واكسابها صفات مقاومة المضادات الميكروبية وبالتالي صعوبة علاجها.
وبيّن د. البرغوثي أن مشروع تفعيل نظام مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال فحوصات مياه الصرف الصحي ضمن نهج الصحة الواحدة يهدف الى معالجة القلق المتزايد بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في السياق المحلي، عبر إجراء بحوث تجمع بين الابتكار العلمي والشراكات التعاونية ضمن نهج الصحة الواحدة الشامل و توفير بيانات قيّمة من شأنها اقتراح استراتيجيات مبتكرة وتوصيات سياسية، وتوجيه تدخلات فعالة في مجال الصحة العامة للتخفيف من وطأة مقاومة مضادات الميكروبات وتبعاتها المستقبلية على صحة الانسان محليا وعالميا وسوف يضمن دمج التكنولوجيا المتقدمة والتعاون مع الشركاء المحليين الى ايجاد التدخلات الفعالة والقائمة على الأدلة العلمية التي تعزز الدقة العلمية وتحقق أهداف المشروع ومخرجاته.
من جهتها، قدمت هنادي بدر من سلطة المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في فلسطين عرضا يتضمن قراءات بخصوص المياه في فلسطين وأسباب تلوثها، ومحطات معالجة المياه والآبار.
يذكر أن المشروع يعزز صحة المواطن والبيئة، والشراكات التعاونية بين الابتكار والبحث العلمي من جهة وصناع القرار والسياسات من جهة أخرى ضمن نهج الصحة الواحدة الشامل وتوفير تدخلات من شأنها اقتراح استراتيجيات مبتكرة وتوصيات سياسية، في مجال الصحة العامة للتخفيف من وطأة مقاومة مضادات الميكروبات وتبعاتها المستقبلية على صحة المواطن ومعالجة القلق المتزايد بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.