جامعة بيرزيت تطلق مؤتمر تعزيز الريادة والإبداع في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

 

أطلقت كليتا الهندسة والتكنولوجيا، والعلوم، في جامعة بيرزيت، الأربعاء 26 أيلول 2018، مؤتمر تعزيز الريادة والإبداع في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، بحضور وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ورئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة، ورئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز م. عدنان سمارة، وعدد من الخبراء الأوروبيين والمحليين وحشد من أسرة الجامعة من الأكاديميين والإداريين والطلبة، والعديد من الضيوف من الجامعات الفلسطينية والقطاعين العام والخاص في فلسطين.

وقال د. أبو حجلة: "يأتي هذا المؤتمر بهدف نقاش آلية تعزيز مبدأ الريادة والإبداع في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي الفلسطيني، حيث إن الجامعات اليوم تتجه نحو التعلم والتعليم الريادي والإبداعي، الذي يساعد على النمو الاقتصادي وزيادة روح الإبداع والريادة، وهو ما يساعد على تقليل البطالة والحدّ منها في فلسطين".

وأضاف أبو حجلة: "إن جامعة بيرزيت لا تتوانى عن دعم كل ما من شأنه فتح الآفاق أمام الطلبة ليكونوا أفرادًا مبدعين في بيئاتهم، وليكونوا مؤهلين لسوق العمل. وتركز جامعة بيرزيت على أن يكون خريجوها من المبدعين في تخصصاتهم، لا ليكونوا موظفين بارعين في مؤسساتهم وحسب، بل ليكونوا أصحاب مبادرات خلاقة يؤسسون بها لأعمالهم ومشاريعهم الخاصة، التي تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم".

من جانبه، أكد الوزير صيدم أهمية النهوض بقطاع الريادة والأعمال ودعم الرياديين والتركيز على تعزيز دور البحث العلمي وإعادة الاعتبار للتخصصات العلمية وتشجيع الطلبة للالتحاق بها، لافتاً إلى ضرورة استثمار الأفكار الإبداعية واستلهامها وإلى الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة للبحث العلمي؛ إذ وقعت اتفاقيات لدعم البحث العلمي في الجامعات وخصصت 20 مليون شيقل لهذا الغرض.

وأضاف صيدم أن وزارته تحتضن الأفكار الريادية والرياديين، مشيراً إلى الاتفاقية التي وقعتها الوزارة لتدشين مشروع "بسمة" في مبادرة ترى النور قريباً، لدعم الخريجين الفلسطينيين الجدد في القدس، خاصةً من أبناء الشهداء والأسرى والجرحى وأبناء العاملين في قطاع التعليم، ودعم المشاريع الريادية الخاصة بهم، مؤكداً أهمية الخروج بتوصيات لوضع خطة تنفيذية لتطوير قطاع الريادة والأعمال والإبداع. وأشاد بجهود المجلس الأعلى للإبداع والتميز لمساندة الرياديين، مثمناً دور الجامعة في عقد هذا المؤتمر المهم الذي يسلط الضوء على قضية مهمة تتعلق بضرورة التوجه للتخصصات العلمية وتلك التي تتواءم مع احتياجات سوق العمل.

فيما أكد المهندس سمارة أهمية المؤتمر، معرباً عن فخره بالانتشار السريع للإبداع والتميز في صفوف الشباب والطلبة الفلسطينيين ما يساعدهم على تجاوز العقبات وحل مشاكلهم.

وبين سمارة أن تعزيز الريادة والإبداع في التخصصات يحسن العملية التعليمية في الجامعات، مطالباً بإدخال برامج جديدة في المناهج وإجراء بعض التغييرات في أساليب التدريس بالابتعاد عن أسلوب التلقين والتوجه نحو النقاش والحوار والعمل الجماعي والتفكير خارج الصندوق.

أما أستاذة علم الحاسوب بجامعة كوبنهاغن د. بيرنيلي بيورن، فقد ألقت كلمة نيابة عن الشركاء والحضور الأوروبيين للمؤتمر، حيث شددت على الفرص التجارية في المنطقة العربية، مستشهدة بقطاع تكنولوجيا المعلومات، وأشارت إلى استمرار دعم الاتحاد الأوروبي من خلال Erasmus +  لتحديث النظام التعليمي.

وبعد الكلمات الافتتاحية، أعلن رئيس لجنة المؤتمر د. إياد طومار بدء أعمال مؤتمر تعزيز الريادة والإبداع في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، موضحاً أن هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية صعبة ومعقدة تمر بها القضية الفلسطينية، حيث إن نسبة البطالة في فلسطين تقارب ٣٩٪ حسب تقارير جهاز الإحصاء المركزي والبنك الدولي تتركز معظمها في الخريجين الجدد. وأكد د. طومار أنه أصبح لزاماً على الجامعات الفلسطينية أن تبادر وتأخذ على عاتقها مسؤولية النهوض بالتعلم والتعليم وتوظيف الريادة والإبداع على كافة المستويات التربوية والتعليمية في كل التخصصات، قائلا إنه لن يكفي بعد اليوم أن نعتز ونفتخر بماهية التعلم والتعليم في الجامعات الفلسطينية، بل يجب أن نتحول الآن الى جامعات ريادية تستحدث أساليب ومناهج تعليمية أكثر ديناميكية وأكثر انسجاماً وتفاعلاً مع الحياة العملية والمجتمع المحلي. وأضاف د. طومار أنه يجب علينا أن نمنهج آلية التعاون وتشاطر الخبرات والمعارف في موضوع الريادة والابداع مع كافة المؤسسات التي تُعنى بهذا الأمر على المستوى المحلي و الدولي.

وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات، ناقشت في أولاها نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون الإدارية والمالية د. ميرفت بلبل الفرص والتحديات التي تواجه تطوير "النظام الإيكولوجي للمبادرة والريادة في جامعة بيرزيت". وبحثت الأستاذة الفخرية لتنمية روح المبادرة في كلية ماستريخت للإدارة د. جوزيت ديجويزين "عقلية ريادة الأعمال في عالم متغير". فيما شارك المحاضر في الإدارة العليا بجامعة ميدلسكس د. سيمون بيست وجهة نظره حول "مهارات تنظيم المشاريع الرئيسية".

أما الجلسة الثانية، التي كانت بعنوان "الصورة العامة للنظام الايكولوجي للشركات الناشئة"، فقد استعرضت فيها الأستاذة في قسم الشعوب والتكنولوجيا في جامعة روسكيلد د. نينا بولس، التحديات التي تواجه رواد الأعمال في فلسطين في "عدم توفر البنية التحتية: رواد الأعمال في فلسطين المحتلة". وركز الشريك الإداري في "Equity Legal Group" طارق طوقان في عرضه على "البيئة القانونية والتنظيمية لريادة الأعمال في فلسطين". بينما تحدث رئيس نمو الشركات الناشئة في مؤسسة ليدرز (القيادات) حجازي النتشة عن الترابط بين القطاعين العام والخاص في ريادة الأعمال.

وكانت الجلسة الأخيرة للمؤتمر بعنوان "دمج ريادة الأعمال في المناهج وأفضل الممارسات"، وناقشت  بيورون التجارب السابقة في دمج روح المبادرة مع التعليم في "منهجيات مساحات الابتكار: تجارب حول دمج تعليم ريادة الأعمال في تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات"؛ واستعرض الأستاذ المشارك في علم الحاسوب في جامعة ميدلسكس د. جورج دافولاس "دمج ريادة الأعمال في المناهج". فيما عرض منسق مشروع "يلا" في جامعة زيغن ماريوس موراتيديس أهمية مساحات الابتكار المفتوحة في مشروع "يلا".

وقدم أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت د. طومار، توصيات المؤتمر قائلاً إننا نتطلع إلى أن تنعكس هذه التوصيات في المستقبل القريب على التعلم والتعليم في الجامعات الفلسطينية والتعليم العالي الفلسطيني.

وكانت جامعتا بيرزيت وزيغن الألمانية أطلقتا في نيسان الماضي في مدينة زيغن الألمانية مشروع تعزيز الريادة والإبداع في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي يضم تسعة شركاء من حقل الأكاديميا والقطاع الخاص والقطاع العام، وهم: 3 جامعات أوروبية، وهي جامعة زيغن منسقة المشروع، وجامعة كوبنهاجن في الدنمارك، وجامعة ميدلسكس في لندن ببريطانيا، وجامعة بيرزيت منسقة المشروع على المستوى الوطني، وجامعة بوليتكنيك فلسطين، والجامعة الإسلامية في غزة، وجامعة فلسطين التقنية– خضوري، وشركة ليدرز الدولية، والمجلس الأعلى للإبداع والتميز.