جامعة بيرزيت تطلق مؤتمر "إعادة التفكير في دراسات الذاكرة"

أطلقت جامعة بيرزيت ومن خلال مشروع الذكريات التعددية، وهو مشروع مستقل ضمن دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية، ينفذ بالتعاون مع جامعة "لوزان" السويسرية، المؤتمر الأكاديمي "إعادة التفكير في دراسات الذاكرة".

وقال عميد كلية الآداب في جامعة بيرزيت د. مجدي المالكي في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة في افتتاح المؤتمر إن هذ المؤتمر سيقدم أوراقا نوعية وسيعمل على تطوير العديد من المفاهيم النظرية والبحثية والمنهجية في مجال دراسات الذاكرة.

وأضاف أن موضوع دراسة الذاكرة والتاريخ الشفوي له أهمية خاصة في فلسطين وخاصة جامعة بيرزيت، مشيرا الى أنه ومنذ ثمانينات القرن الماضي اهتمت الجامعة ومن خلال مركز الأبحاث بإنجاز دراسات حول القرى المدمرة بهدف الحفاظ على الثقافة الفلسطينية وعلى سرد الرواية التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمسها.

ولفت إلى أن الجامعة تولي أهمية بالغة لمشروع الذكريات التعددية لأنه يكمل ما بدأت به منذ نحو 35 عاما ولأنه يحافظ على الذاكرة والتراث الفلسطيني.

بدوره قدم د. علاء العزة عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر مداخلة تأطيريه نظرية موضحا ان "عمليات التخليد للذاكرة اليوم هي ليست قضية الماضي وإنما وليدة الحاضر وعلاقات القوة فيه، وفي سياق الاستعمار الاستيطاني كما في فلسطين تصبح عملية تذكر الماضي ممارسة لتغيير الحاضر ويناء رؤية للمستقبل. اما عالميا حيث الأبارتهايد واللامساواة القومية والطبقية والجندرية صفة عامة وليست استثناء على المستوى الإنساني فان الذاكرة والتخليد اضحت إداه مقاومة معرفية مركزية في مواجهة عمليات الهيمنة".  

يهدف المؤتمر إلى "وضع النظريات والتأويلات في الذاكرة/ات من خلال منظور أشكال العنف المتعددة وإعادة النظر في الافتراضات المنهجية والمعرفية والأخلاقية في مجال دراسات الذاكرة. فلطالما كانت العلاقة بين العنف ودراسات الذاكرة موضوعاً مركزياً في العمل البحثي والكتابات الأكاديمية التي عالجت موضوع الذكريات الجمعية والثقافية حيث تستند الدراسات إلى تحليل وفهم الذكريات المرتبطة بالعنف المباشر الناتج عن الحرب والاستعمار والفصل العنصري والقمع السياسي"، بحسب بيان المنظّمين.

يضمّ اليوم الأول ثلاث جلسات؛ الأولى تتضمّن ورقة بعنوان "نحو أرشيف للذاكرات المتعدّدة" لـ براين كلاينر، و"تذويب جمود الذاكرة" لـ مضلح كناعنة، و"ذاكرة ليست للنشر: الكتابة عن الحياة اليومية الفلسطينية في الداخل بعد النكبة" لـ هنيدة غانم.

وتشتمل الثانية على ورقة بعنوان "كيف يتعامل المعلمون الفلسطينيون في الداخل مع التخليد السياسي للتجارب الصادمة: حالة مجرزة كفر قاسم" لـ مرام مصاورة، و"التعليم وتفكيك الاستعمار" لـ مجيد شحادة، و"الرواد في الذاكرة، الرواد في الهوية: حول القيادة وتعبئة الفعل الجماعي" لـ ستيفان رايشر.

في الجلسة الثالثة، يشارك جميل خضر بورقة تحمل عنوان "هيتروتوبيا فندق بانكسي: الذاكرة، العنف البنيوي، وعالمية النضال الفلسطيني، وسارة زهران بورقة ""سوسيولوجيا التعبيرات البصرية في الفضاء المديني الفلسطيني"، وياسمين قعدان بورقة "أماكن الذاكرة: مفهوم يخلق صوراً عن الموت تؤلف المكان".

أما اليوم الثاني فتعقد فيه جلستان؛ الأولى تتخدّث فيها همّت زعبي حول "الحكم العسكري وصندوق الصمت: بين الذاكرة الفردية والجماعية للفلسطينيين ما بعد النكبة"، ومينا روشينباك عن" مسوؤلية التذكر والإسقاطات على العدالة الانتقالية ممارسة وخطاباً".

وتضمّ الثانية ورقة بعنوان "مولد من الرماد: المحددات الفردية والسياقية من أجل بناء الهوية في سريلانكا ما بعد الحرب" لـ زكريا بادي، و"اللاجئون البورونديون في رواندا: من الذكريات الجريحة إلى المطالبة بحق العودة"، و"الطرق الأدائية للذات: مراهقات فلسطينيات" لـ سما دواني، كما تُقام طاولة مستديرة بعنوان "نحو إعادة التفكير بدراسات الذاكرة".