جامعة بيرزيت تطلق مرصداً للعدالة الاجتماعية

أطلقت جامعة بيرزيت اليوم الإثنين 13 شباط 2023، مرصداً للعدالة الاجتماعية، بهدف زيادة الوعي واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة قضايا التمييز والتنمر والتحرش في الجامعة، وتطوير الأنظمة والتعليمات لمواجهتها والحد منها، بالإضافة إلى تطوير آليات لمتابعة قضايا التمييز والتنمر والتحرش، وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية للجميع.

ويأتي إطلاق مرصد العدالة الاجتماعية، والذي يعد الأول في الجامعات الفلسطينية، بمبادرة من معهد دراسات المرأة، وبالتنسيق مع مكتب التخطيط والتطوير، في سياق جهود الجامعة المتواصلة في قضايا العدالة الاجتماعية وبهدف القضاء على كافة أشكال التمييز، خاصة المبني على النوع الاجتماعي، وجعل جامعة بيرزيت بيئة آمنة من كافة أشكال العنف والتحرش.

وأعرب رئيس الجامعة د. بشارة دوماني عن سعادته بإطلاق هذه المرصد، ومأسسته بشكل رسمي ضمن هيكلية الجامعة، مبيناً  أن  إطلاق هذا المرصد  جاء كأولوية رئيسية للجامعة ضمن الأولويات والتدخلات المختلفة المندرجة تحت الأهداف الاستراتيجية، مضيفاً ان المرصد  يأتي استكمالاً لجهود عدة كانت قد بدأتها الجامعة منذ زمن، بدأت بإنشاء برنامج دراسات المرأة والذي كان الأول من نوعه كبرنامج أكاديمي في الوطن العربي، ومعهد دراسات المرأة الذي يطرح برنامج الماجستير في النوع الاجتماعي والتنمية، بالإضافة إلى العديد من المبادرات والدراسات وتقارير تدقيق النوع الاجتماعي التي هدفت لضمان تطبيق معايير المساواة والشفافية داخل الجامعة، وتعزيز دور النساء الأكاديميات والإداريات في الجامعة.

وأضاف: " يسعى المرصد لخلق ظروف ملائمة لضمان معاملة الجميع بمساواة واحترام في كافة مناحي الحياة الجامعية ولكافة مكونات الجامعة خاصة بين   المناصب الإدارية والأكاديمية إضافة الى الطلاب/الطالبات والعاملين/العاملات في إطار بيئة آمنة مع ترسيخ الالتزام الفاعل بتعزيز أهداف هذا المرصد أن تكون جامعة بيرزيت بيئة آمنة وعادلة وخالية من كافة أنواع التمييز، وعلى الأخص التمييز المبني على الجنس."

وقالت مديرة المرصد د. إصلاح جاد  أن المرصد سيسعى إلى تحديد مصادر وأشكال التمييز والتنمر واللاعدالة في السياسات والممارسات داخل الجامعة وتحديد التدخلات المناسبة لكل المستويات في الجامعة، وتعزيز السياسات والإجراءات في الجامعة لتحقيق العدالة في كافة المواقع ووضع الخطط والإجراءات للتغلب على العقبات التي تواجه النساء خاصة نتيجة تعدد ادوارهن، وسيعمل على بناء نظام لاستقبال ومتابعة شكاوى طلبة وموظفي الجامعة المتعلقة بكافة اشكال التمييز والتحرش والتنمر والتوصية بما يجب اتخاذه من إجراءات وسياسات مناسبة على كافة المستويات بالجامعة بالتعاون مع هيئات الجامعة المختلفة واي لجان أخرى تشكل لمتابعة هذه القضايا. وسيعمل على ضمان الاتساق والتعاون بين أجسام الجامعة المختلفة لتحقيق حسن تطبيق سياسة المرصد على كافة المستويات في الجامعة، بالإضافة ألأى تعزيز الإنتاج المعرفي في البحث والتدريس ورفع الوعي بقيم العدالة الاجتماعية في الجامعة."

من جهتها بينت مديرة برنامج ماجستير في صحة المرأة، وعضو اللجنة الاستشارية لمرصد العدالة الاجتماعية في جامعة بير زيت د. سحر حسان، ان إطلاق المرصد اليوم جاء محصلة لعمل دؤوب تم فيه مناقشة كل الجوانب الفكرية والعملية لهذه المبادرة. بدءا من تسمية "المرصد"، لماذا مرصد العدالة الاجتماعية وليس المساواة مثلا بين الجنسين، وذلك لأننا نؤمن ان جنس الانسان في حد ذاته قد لا يشكل بالضرورة مبررا للتمييز ضده الا إذا تقاطع هذا العامل مع عوامل أخرى لها علاقة بالفقر والغنى، القدرة او العجز، الدين، الانتماء السياسي او مكان العيش...الخ.   وأضاقت: " من خلال المرصد، نسعى لأن يكون مجتمع جامعة بير زيت مجتمع آمن للعاملات والعاملين والطلبة يثمن الاحترام والاحترام المتبادل، يطور ثقافة وسلوكيات تنبذ التمييز، او التنمر أو التحرش. مجتمع يبث ثقافة التشاركية المبنية على الاحترام والتقدير المتبادل دون خوف او تهديد، وذلك من خلال فهم ودراسة ومكافحة اشكال القهر التي قد يتعرض لها العاملين والعاملات والطلبة في الجامعة بهدف معرفة المظالم التي قد تتشكل نتيجة الانتماء لاحد المجموعات، كيف يمكننا مكافحتها، وكيف ننسج تحالفات وتضامن داخل مجتمع الجامعة عبر اختلافاتنا بناء على تلك العوامل.   "

فيما أعربت ممثلة اللجنة الطلابية في مرصد العدالة الاجتماعية ميار سامي، أن الطلبة والإدارة الأساتذة والموظفين تقع عليهم مسؤولة الحفاظ على جامعة بيرزيت، كمساحة آمنة للجميع دون تمييز، وقالت: "سنعمل نحن كطلبة داخل المرصد على تنسيق فعاليات وتدريبات هدفها الأساسي هو رفع الوعي بكافة اشكال التمييز والإقصاء وتعريف الطلبة بحقوقهم وواجباتهم وكيفية اللجوء وطلب المساعدة في كل حالة تمييز".