جامعة بيرزيت تشارك في مؤتمر دولي حول إعادة بناء التعليم العالي في غزة

شاركت جامعة بيرزيت في المؤتمر الدولي حول إعادة بناء التعليم العالي في غزة، الذي نظمته جامعة حمد بن خليفة في العاصمة القطرية الدوحة، يومي 14 و15 نيسان 2025، بمشاركة واسعة من أكاديميين وباحثين فلسطينيين ودوليين، وممثلين عن مؤسسات ومنظمات تعمل في قطاع التعليم العالي.

وشارك رئيس الجامعة، د. طلال شهوان، في المؤتمر، حيث قدّم مداخلة أكد فيها على الدور الجوهري للتعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني، باعتباره أداة للتنمية الفردية والتمكين الاقتصادي والاجتماعي.

وضمن جلسة "دعم صمود التعليم العالي في غزة"، قدّم د. إبراهيم ربايعة، الأستاذ غير المتفرغ في دائرة العلوم السياسية، ورقة أعدّها بالشراكة مع د. لورد حبش، عميدة كلية الحقوق والإدارة العامة، بعنوان "الحوكمة الهجينة لنموذج إعادة إعمار قطاع التعليم العالي في غزة". وسعت الورقة إلى تقديم تصور عملي لإعادة الإعمار يستند إلى الملكية الوطنية للعملية، ويعتمد على التشاركية مع الفواعل المحليين، ويرفض المشروطية الخارجية. واستعرضت الورقة تجارب دولية في إعادة الإعمار بعد النزاعات، كما ناقشت التحديات البنيوية والسياسية التي تواجه إعادة إعمار قطاع التعليم العالي في غزة، في ظل التدمير الشامل الذي طال حوالي 90% من مباني مؤسسات التعليم العالي، وفقدان ثلاث سنوات أكاديمية، واستشهاد نحو 140 من العاملين في القطاع الأكاديمي.

وفي الجلسة ذاتها، قدّمت منسقة حملة الحق في التعليم، سندس حماد، مداخلة ركّزت فيها على تجربة الحملة في تطوير مبادرات لمواجهة الانتهاكات الجسيمة التي تعصف بالمؤسسات الأكاديمية في غزة نتيجة الحرب المستمرة وتعزيزاً لصمود الجامعات هناك على الأرض. وأوضحت حماد أن الحملة تستند إلى شراكات حقيقية مع المجتمع الأكاديمي المحلي وشبكات التضامن العالمي، مشددة على أهمية تمكين الصوت الأكاديمي في غزة، لا استبداله، تجاوزه، محوه أو التحدث باسمه. كما نبّهت إلى خطورة "الإبادة المعرفية" التي يتعرض لها التعليم في غزة، مشيرة إلى أن استهداف الجامعات هو سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر الإرادة الفلسطينية وطمس الهوية.

تأتي مشاركة جامعة بيرزيت في هذا المؤتمر تأكيدًا على مركزية التعليم في المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى ضرورة الدفاع عن حق الفلسطينيين في تعليم حر ومتاح، في مواجهة سياسات التدمير والإقصاء التي يمارسها الاحتلال.