جامعة بيرزيت تعقد ورشة عمل افتراضية حول التهجير الفلسطيني والاستعمار

عقدت جامعة بيرزيت يوم الإثنين 25 تشرين الثاني 2024 ورشة عمل افتراضية خاصة حول التهجير الفلسطيني والاستعمار، حيث جمعت الأكاديميين وأفراد الجمهور لمناقشة إحدى أبرز الأزمات الإنسانية في عصرنا. نظمت الورشة من قبل برنامج الماجستير في دراسات الهجرة الدولية واللاجئين، وتهدف إلى تناول القضايا المحورية المرتبطة بالهجرة القسرية، خصوصًا في ظل التصعيدات الأخيرة في غزة. كما شهدت الورشة إطلاق سلسلة أوراق عمل خاصة بالبرنامج، تتناول موضوعات التهجير والاقتلاع وشتات الفلسطينيين والاستيلاء الاستعماري وسرديات الهجرة.

افتتحت الورشة بكلمات ترحيبية من نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عاصم خليل، الذي شكر المشاركين على التزامهم في وقت يشهد تصاعد العنف والتطهير العرقي في غزة. وأكد د. خليل على أهمية المسؤولية الأكاديمية في التعامل مع مثل هذه الأزمات، قائلاً: "كجامعة، وكجماعة من الأكاديميين، وكأفراد يقدرون حقوق الإنسان والحرية، نحن مطالبون بالاستجابة – ليس فقط بالتعاطف، بل بالتحليل العلمي والتساؤلات النقدية التي تسلط الضوء على الحقيقة وتفضح القوى التي تؤدي إلى هذه الدوامات من المعاناة."

تلت ذلك كلمة المساعدة المتخصصة في الهجرة القسرية والتنمية د.عروب العابد، حيث أوضحت أهداف الورشة. وبينت د. عابد أن  سلسلة أوراق العمل الخاصة جاءت كاستجابة للتقاعس الدولي، وسعيًا لتحدي الخطاب الدبلوماسي وكشف هشاشة الأطر الدولية مثل مواثيق الأمم المتحدة التي أخفقت باستمرار في حماية المجتمعات من الاحتلال والتطهير العرقي.

بدأت الورشة في تمام الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت القدس واستمرت حتى السابعة مساءً، وجمعت جمهورًا تجاوز عدده 100 شخص من جميع أنحاء العالم، وكان من بين المتحدثين الرئيسيين الدكتورة ناهد حبيب الله، مديرة مركز أبحاث دراسات الصراع في الجامعة العربية الأمريكية، والدكتورة جنان بسطكي، أستاذة القانون المساعد في جامعة نيويورك أبوظبي. قدم كل منهما رؤى محفزة حول الجوانب المنهجية للتهجير الفلسطيني والأطر القانونية المتعلقة بالهجرة القسرية.
افتتحت الجلسة الأولى بعرض قدمه جوزيف شخلع بعنوان: "استهداف المنازل والملاجئ وطالبي المأوى: العقيدة العسكرية لإسرائيل والممارسة المنهجية." تناول شخلع كيفية تأصيل العقيدة العسكرية الإسرائيلية لاستهداف منازل الفلسطينيين وملاجئهم منذ عام 1948، كاستراتيجية استعمارية ممنهجة لتهجير الفلسطينيين.

تلت ذلك الدكتورة عروب العابد ببحثها المعنون: "تفكيك الخطاب الاستعماري حول الهجرة الطوعية في سياق الطرد القسري المستمر." حيث ناقشت كيف يتم تصوير التهجير القسري بشكل مضلل على أنه هجرة طوعية في السرديات الاستعمارية.

قدم عبدالله بياري ورقة بعنوان: "حول الإبادة الحضرية: إنتاج وتدمير الفضاء في الأجهزة الاستعمارية (غزة 2023-2024)." حيث وصف التدمير الممنهج للمناظر الحضرية في غزة كتكتيك استعماري متعمد لمحو الوجود الفلسطيني.

واختتمت الجلسة الأولى الدكتور محمد كعدان بدراسته: "إعادة التفكير في البقاء: التهريب الفلسطيني تحت الحكم العسكري (1948-1966)." حيث ألقى الضوء على أفعال المقاومة اليومية للفلسطينيين في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي، معيدًا تأطير البقاء كفعل تحدٍ وإثبات للهوية في وجه الإزالة المنهجية.

بدأت الجلسة الثانية بعرض من الدكتورة سارة داوود بعنوان: "احتواء قطاع غزة لحماية الأمن القومي المصري." تناولت داوود سياسات الحدود المصرية-الفلسطينية والضغوط الخارجية التي تشكل الهجرة الفلسطينية، مسلطة الضوء على تعقيد هذه الديناميكيات.

ثم قدمت سمر نخلة بحثها بعنوان: "فحص التهجير الفلسطيني من خلال الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني والقانون الدولي." تناولت سمر النظم المترابطة التي تعزز التهجير والتجزئة داخل المجتمع الفلسطيني.

واختتمت الجلسة الدكتورة ماريا دو كارمو دوس سانتوس غونسالفيس بعرض دراستها الإثنوغرافية: "سرديات المقاومة المتفرقة في البرازيل." حيث قدمت رؤى حول صمود الشتات الفلسطيني في البرازيل، مسلطة الضوء على الطرق التي تستمر فيها المجتمعات المبعثرة في مقاومة المحو من خلال النشاط الثقافي والسياسي.

اختتمت الورشة بكلمة الدكتورة جنان بسطكي، التي تناولت التداعيات الخطيرة للتهجير القسري والتدمير في غزة، مؤكدة أن هذه الأفعال تمثل إبادة جماعية مقصودة بموجب القانون الدولي. وأوضحت مفهوم النقل القسري في إطار اتفاقية الإبادة الجماعية، مشيرة إلى أن حجم الدمار غير المسبوق في غزة يعكس استراتيجية متعمدة لإخلاء الأرض من الفلسطينيين.

قدمت الورشة منصة حيوية لفحص التهجير المنهجي والاقتلاع الذي يتعرض له الفلسطينيون، وأكدت على التزام جامعة بيرزيت بتعزيز أصوات الأكاديميين حول قضايا التهجير والاستعمار. للمزيد من التفاصيل حول سلسلة أوراق العمل الخاصة، يرجى زيارة موقع برنامج دراسات الهجرة واللاجئين بجامعة بيرزيت.