جامعة بيرزيت تعقد مؤتمراً دولياً حول الثورات العربية - أخبار

عقد
في جامعة بيرزيت يوم الأحد الثاني عشر من حزيران، مؤتمر دولي بعنوان:"
الثورات العربية في عصر نهاية التاريخ"، بتنظيم من كلية الحقوق والإدارة
العامة. هذا المؤتمر جاء بهدف تسليط الضوء على الثورات العربية، وتقديم التأملات لحاضر
ومستقبل الثورة من منظور علمي.

افتتح
المؤتمر نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د.عدنان يحيى، حيث أشار إلى أن عقد المؤتمر
في هذا الوقت بالذات، يعكس أهمية ما يجري في المنطقة، ورغبة الجامعة في مواكبة التطورات
في البيئة المحيطة ومحاولة تحليل وفهم الواقع، وربما استخلاص العبر فيما يتعلق بالوضع
الفلسطيني. وأكد د. يحيى على أن ما يحدث في المنطقة العربية حالياً يعكس حيوية الإنسان
وديمومة عوامل التجديد و التفاعل، كما أن الطبيعة النابعة من الذات للحراك العربي تعزز
مبدأ التغيير.

وفي
كلمته أشار عميد كلية الحقوق الإدارة العامة د.صالح عبد الجواد، إلى أن الثورات وحركات
الاحتجاج الشعبية العميقة تمثل عملية مازالت في طور التشكل و التطور، سواء أكانت تلك
التي نجحت في الإطاحة برموز نظم سابقة، أو تلك التي مازالت تكافح من أجل تغيير حقيقي،
منوهاً إلى أن هذه الشعوب مازالت وستظل تكافح من أجل تغيير يمس جوهر النظام.

انعقد المؤتمر في ثلاث جلسات، حملت الجلسة الأولى عنوان:
"الثورات الاجتماعية والسياسية العربية: مداخل نظرية"،
تحدث د. لوران جان بيير من جامعة باريس الثامنة عن العناصر و المسببات التي آلت
إلى قيام الثورات في العالم العربي، منوهاً إلى أن الغرب لم يستطع أن يتوقع حدوث
مثل هذه الثورات.

كما
وأكد بيير على أن التفسيرات البنيوية تصب في أسباب تقليدية من فقر وبطالة أدت إلى
قيام الثورات، مشيراً إلى أن الدول العربية تعاني من عقدة العسكرة.

وفي
السياق ذاته تحدث د. صالح عبد الجواد من جامعة بيرزيت، عن أن الغرب لم يتوقع
الثورات لوجود مفاهيم قديمة منعت أي استقراءات جديدة، حيث إن كل ما يجري يقاس
بمقاييس قديمة عفا عليها الزمان.

أما
أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت د. أباهر السقا فقد قسم مداخلته إلى ثلاثة
محاور تحدث في المحور الأول عن سبب عدم قدرة العلماء الأجانب على استشراف مستقبل
الثورات العربية، ثم قرأ الثورات العربية من خلال مفهوم تملك الفضاء العام، ليختم
مداخلته ببعض التصورات العامة عن ملامح الثورة. وأشار الأستاذ في جامعة كاليفورنيا
د. مارك ليفين إلى تأثير بعض المفاهيم على ثقافة الشباب و مقاومتهم واحتجاجاتهم
العربية.

في الجلسة الثانية، وتحت عنوان "تأملات عامة حول الثورات
العربية"، قدم أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. مراد شاهين، مداخلة
بعنوان:"تداعيات ثورات الشباب العربية على النظام الإقليمي العربي"،تحدث
د. شاهين عن غياب الشعارات القومية في هذه الثورات، وبروز الشعارات القطرية، وعزى
أسباب الغياب إلى قناعة سكان الدولة العربية بأن القومية العربية أصبحت ضرب من
الماضي، هذا بالإضافة إلى فشل الأطر الإقليمية العربية عن تحقيق أي انجاز يشهد
لها.

من ناحيته، قدم العضو السابق الفرنسي والأستاذ في جامعة
السوربون د. جاك فورنيه قراءات في الثورات العربية، ودعا إلى ضرورة التعامل بحذر
شديد مع هذه الظاهرة، مبيناً الاختلاف بين تجارب الثورات المختلفة، وعزى د. فورنيه
أسباب الثورة للفشل التنموي في الدول العربية، إضافة إلى الدور التطور الحاصل في
تكنولوجيا الاتصال.

أما
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم، ففي مداخلته
التي حملت عنوان: "الثورات العربية ومفهوم إرادة الأمة وسيادة الشعب عند
مفكري العقد الاجتماعي"، تحدث قائلا:" لقد شكلت الثورات بصورتها السلمية
نموذجاً رائداً لفرض مفهوم الإرادة العامة في شكل جديد معيداً الحيوية له، فلم يحصل
في تاريخ ثورات الشعوب أن قام الملايين بالاعتصام في الساحات والميادين العامة
مذكرين بمفهوم الديمقراطية المباشرة على الطراز الأثيني، مطالبين بحقوقهم السياسية
وأولها إعادة السيادة للشعب صاحبها بعد أن سلبت منه طوال عقود طويلة، منذ استقلال
الدول العربية بحجج وذرائع واهية، إما لمحاربة عدو متخيل داخلي وخارجي، وإما لحشد
الطاقات وراء سراب تنموي خادع وذرائع أخرى كثيرة".

 

في
الجلسة الثالثة، أعطيت الكلمة الأولى فيها ة بداية إلى د.آسيا بو طالب من جامعة باريس
الثامنة التي ألقت ورقة بعنوان "من دينامية الاحتجاج إلى عملية الانتقال السياسي:
تأملات في الحالة المصرية". الورقة ركزت على الثورة المصرية كحالة دراسية من خلال
تسليط الضوء على عدد من الخطوط العريضة الخاصة بعملية الانتقال من الاحتجاجات الغير
مباشرة للاحتجاجات المباشرة على النظام في مصر وكيفية الانتقال للمشاركة في العملية
السياسية.

أما
د.هالة يوسفي من جامعة باريس دوفين، فألقت كلمة بعنوان "الاتحاد التونسي للشغل:
في قلب الثورة التونسية". الكلمة ركزت على بيان الدور الذي لعبه الاتحاد التونسي
للشغل في أحداث الثورة التونسية، والآلية التي ساهم بها في إنجاح هذه الثورة، بوصفه
أكبر اتحاد في تونس يضم أكبر عدد من النقابات العمالية في الأخيرة،  وذلك من خلال عدد من المقابلات التي قامت بها الملقية
مع عدد من أعضائه. وأكدت د. يوسفي قائلة: أن: "الاتحاد التونسي للشغل ليس حزبا
سياسيا وليس بوقا لأي حزب من الأحزاب، ويجب أن يبقى كذلك".

الكلمة
الثالثة أعطيت للدكتور برنارد بوتيفو من معهد ودراسات العالم العربي والإسلامي IREMAM. وقد كان عنوانها "تعبير دستوري لتغيير سياسي: حالة مصر".
حاول الأخير من خلال كلمته تسليط الضوء على أهم الجوانب القانونية والسياسية للتعديلات
الدستورية الأخيرة في مصر بعد الاستفتاء، مسلطا الضوء على عدد من المحاور مثل قراءة
الدستور كتمثيل لدينامية التغيير السياسي وأهم التعديلات الدستورية على الدستور المصري
وأهم الانتقادات التي وجهت لها على الصعيد القانوني والسياسي.

وبعد
الحديث عن الحالات السابقة، أعطي الدور للحديث عن ثورة اليمن الحالية، والتي كان عنوانها
عنوان "اليمن ثورة لم تنجز بعد"، وقد قدمت من قبل د. لوران بون فوا من المعهد
الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى IFPO. ركز
المتحدث على تحليل مجموعة من العمليات الاجتماعية المتنوعة التي ظهرت بداية، مسلطا
الضوء على عدد من التحديات التي تواجه الشباب الثوري الذي يرى الجهات التقليدية تعود
للظهور والسيطرة، ومقيما دور المجتمع الدولي الغير مستعد حاليا لتشجيع التغيير السياسي
الكامل في اليمن.