جامعة بيرزيت تعقد مؤتمراً دولياً حول الابتكار في الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص - أخبار

عقدت دائرة إدارة الأعمال والتسويق في  كلية التجارة والإقتصاد في الجامعة،
مؤتمرها الدولي الأول بعنوان: "الابتكار في الشراكة بين الجامعات والقطاع
الخاص"، يوم السبت الخامس عشر من تشرين الأول 2011، في قاعة المؤتمرات في
مبنى سعيد خوري للتنمية، وذلك بالشراكة مع شركة فلسطين للتنمية والاستثمار
المحدودة (باديكو القابضة) والـمجلس الثقافي البريطاني. حيث
ركز المؤتمر على دور الشراكة بين الجامعات
والقطاع الخاص في تحفيز النمو وتصعيد الابتكار، وتطوير رؤية اجتماعية تنموية بين
الطرفين على هذا الصعيد.

افتتح المؤتمر رئيس دائرة الأعمال والتسويق أ. أنطون سابيلا،
مؤكدا على أهمية المؤتمر في تعزيز المساهمة وخلق جو تفاعلي يحثّ الأطراف على المشاركة
بالأفكار والخبرات، وتطوير برامج شراكة حيوية بين الجامعات والقطاع الخاص، مما يسهم
في النهوض بالاقتصاد المحلي بشكل عام وتحسين أداء القطاع الخاص والجامعات الفلسطينية
بشكل خاص، وقدم أ. سابيلا شكره لشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو القابضة)
والـمجلس الثقافي البريطاني لتقديمهم الدعم لعقد هذا المؤتمر الهام.

من جهته تحدث رئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي عن الدور
المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في تمويل جهود التطوير والإبداع في الجامعات،
وتوجيه البرامج والمناهج بما يضمن ويوثق صلتها بالحاجات الحقيقية للسوق،
كما أنه من خلال هذه الشراكات يمكن أن تقدم الجامعة للقطاع الخاص العون لحل
المشاكل التقنية والتنظيمية لدفع عجلة النمو والتطوير والابتكار، حيث يمكن للطرفين
معاً أن يقوما بجهود منسقة متكاملة لإنشاء منظومة للتدريب، بحيث تقوم الجامعة
بدورها الأساسي في التربية وتوفير مدخلات التدريب، بينما يقوم القطاع الخاص
والروابط المهنية بالدور الأساسي في التدريب ورفع القدرات ومواءمتها لسوق  العمل.

وفي
ذات السياق أضاف د. هندي: "لقد قطعنا شوطاً كبيراً مع راعي هذا المؤتمر، شركة
باديكو القابضة، في تصميم حزمة من مشاريع الدعم الأكاديمي لجامعة بيرزيت، نأمل أن تشمل
سلسلة محاضرات في القيادة من أجل النجاح، وبرنامجاً لتدريب خيرة طلبة سنة التخرج
على مهارات القيادة، أو ربما أيضاً كرسي أستاذية في واحد من موضوعين يهمان شركة
"باديكو" هما أخلاقيات الأعمال وحوكمة الشركات، على أن يقوم كرسي الأستاذية
بإشاعة وتعميم العمل الأكاديمي التدريسي والبحثي في أي من هذين الموضوعين، أو
كليهما في جامعات الوطن."

من جانبه
أكد الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة السيد سمير حليلة على أهمية تطوير مفهوم
المسؤولية المجتمعية، بحيث تراعي انسجام رؤيتها المهنية مع الجهود الهادفة لتحقيق
التنمية المستدامة، وتمارس دوراً أساسياً تجاه الاقتصاد والمجتمع على حد سواء،
وتعمل وفقاً لرؤية استراتيجية موحدة وشاملة تضم كافة القطاعات، من أجل تمكين
الخريجين والشباب وتجهيزهم لمتطلبات سوق العمل.

وأضاف:
"نحن مطلعون على الصعوبات والتحديات التي يواجهها شبابنا في الحصول على فرص
التوظيف والعمل، وذلك بسبب وجود فجوة بين إمكانيات الخريجين ومتطلبات سوق العمل،
وعلينا معالجة هذه الفجوة، حيث أن نجاح الشراكة بين القطاع الخاص والجامعات الفلسطينية
سيؤدي إلى نجاحنا في معالجة التحديات في ايجاد فرص العمل وتمكينهم من تولي دورهم
في بناء الدولة."

أما
مديرة المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين السيدة ساندرا حمروني ، فأكدت على أن
رعاية المجلس لهذا المؤتمر تأتي إنطلاقاً من دوره في دعم مشاريع التعليم العالي،
وأعربت عن سعادتها للعمل مع طاقم أكاديمي مميز في جامعة بيرزيت، وأضافت:"
علينا جميعاً العمل على تفعيل الطاقات الشبابية لما تلعبه من دور هام وضروري في
التنمية الشاملة المستدامة في المجتمع الفلسطيني."

بدوره
أشار عميد كلية التجارة والاقتصاد د. محمد نصر، أن الدعوة إلى هذا المؤتمر تأتي
إيماناً بالمنفعة التي تعود بها هذه الشراكة على الطرفين، وبالدور الذي تلعبه هذه
الشراكة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال تحفيز الاستثمار المحلي وجذب الاستثمار
الأجنبي وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز القدرة التنافسية الفلسطينية في ظل
تحديات العولمة واقتصاد المعرفة وثورة التكنولوجيا.

وأضاف
د. نصر: "إن كلية التجارة والاقتصاد تسعى إلى إنشاء مجلس استشاري يضم قياديين
من القطاع الخاص والقطاع العام وخريجين سابقين، للمساعدة في تطوير برامج الكلية،
وتقديم المشورة حول العلاقة مع القطاع الخاص والقطاع العام، ومراجعة الأهداف
الاستراتيجية والمبادرات الجديدة بما يحقق أهدافها ورسالتها".

وقدم
البروفيسور وليم لازونيك من جامعة ماساتشوسيتس في الولايات المتحدة الأمريكية رؤية
تنموية واجتماعية للابتكار في الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، تقوم بالأساس
على تنظيم العلاقة بين المجتمع المدني والجامعات لتضمن استقرار العمل، واستثمار
جهد القطاع الخاص في تنظيم الأدوار المختلفة لصالح التنمية وتشجيع الاستثمار.

وأشار
د.لازونيك إلى أن الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص  يجب أن تقوم على علاقة متبادلة بين الجانبين،
فالقطاع الخاص بحاجة الى الجامعة للإسهام في تقديم الحلول الابتكارية، بينما يقدم
الدعم الاقتصادي والسياسي للجامعات، مما يمكنها من تقديم هذه الاسهامات.

وتضمن
المؤتمر ثلاث جلسات تناولت جوانب الشراكة بين القطاع الخاص والجامعات، حيث ناقشت
الجلسة الأولى التحديات في إنشاء علاقة صحية بين الجامعات والقطاع الخاص، تحدث
فيها كل من: البروفيسور مايكل كيتسسون من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وأستاذ
الإقتصاد في جامعة بيرزيت د. باسم مكحول، والرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة السيد
سمير حليلة، فيما أدارت الجلسة رئيسة برنامج ماجستير إدارة الأعمال في جامعة
بيرزيت د. غريس خوري.

وفي
الجلسة الثانية التي عقدت تحت عنوان "طرق بديلة للابتكار في بناء علاقات
الشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص"، تحدث رئيس جامعة بيرزيت د. خليل هندي،
والبروفيسور جورج توفستيغا من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، وأستاذ الهندسة في
جامعة بيرزيت د. أحمد أبو هنية، ومدير عام شركة دار الشفاء للأدوية السيد باسم
خوري، وأدار الجلسة الأستاذ في دائرة المحاسبة أ. ميرابو شماس.

أما الجلسة
الثالثة فكانت عبارة عن نقاش حول الممارسات الملائمة لشراكة الجامعات والقطاع
الخاص في فلسطين، أدارها أستاذ الدراسات الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت د. روجر
هيكوك، وتحدث فيها كل من البروفيسور وليم لازونيك، البروفيسور مايكل كيتسون،
البروفيسور جورج ترفستيغا، السيد مروان ترزي، السيد سمير حليلة، السيد باسم خوري، د.محمد
المبيض، و د. سهيل سلطان.

وفي
ختام الجلسة فتح باب النقاش والتساؤلات للحضور، وقدم المشاركون اقتراحات وتصورات
للعلاقة والشراكة بين الجامعات والقطاع الخاص، مؤكدين على ضرورة اتخاذ خطوات عملية
لمأسسة هذه العلاقة وتطويرها.