جامعة بيرزيت.. اهتمامات أكاديمية وعملية بالطاقة النظيفة والمتجددة

ماجستير في إدارة الطاقة المتجددة

انطلاقاً من رؤية جامعة بيرزيت لأهمية الطاقة المتجددة، وضرورة الحفاظ على البيئة الخضراء، وللأهمية الكبيرة لدراسات الطاقة، التي تعد أمراً حيوياً وقضية ملحة ومطلوبة في مختلف بلدان العالم المتقدمة والنامية، طورت الجامعة برنامج ماجستير في إدارة الطاقة المتجددة وحصلت على اعتماده من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، حيث سيبدأ تدريسه مع بداية الفصل الثاني من العام الأكاديمي الحالي 2020-2021.

وتأتي أهمية البرنامج مع استمرار التقلص في مصادر الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري (البترول ومشتقاته). يتوجه العالم بخطى حثيثة نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي وغيرها. وفلسطين، مثل غيرها من الدول، تعاني من مشكلة انحسار مصادر الطاقة، وهي أيضاً بحاجة إلى التوجه نحو الطاقة المتجددة لتلبية احتياجات المجتمع البيتية والصناعية والزراعية. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة إلى كوادر متخصصين في إدارة الطاقة المتجددة لتلبية احتياجات هذا القطاع وتنمية مصادر وأنظمة الطاقة المتجددة.

يقول رئيس لجنة البرنامج د. أحمد أبو هنية "يهدف برنامج ماجستير إدارة الطاقة المتجددة إلى تطوير وتطبيق علوم وتكنولوجيا الطاقة المتجددة والمساهمة في تقدم المجتمع الفلسطيني، وذلك بإكساب الخريجين المعارف العلمية والمهارات الفنية والبحثية، ما يؤهلهم للريادة في مجالات الطاقة المتجددة، والانضمام إلى أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية. علاوة على كل هذا، سيزيد هذا البرنامج اهتمام ومساهمة المجتمع الفلسطيني في حل أزمات عالمية متفاقمة كظاهرة الاحتباس الحراري".

 

مشاريع تطبيقية في الطاقة المتجددة

قبل ما يزيد على 25 عاماً، بدأ التوجه للاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في جامعة بيرزيت ب. فبدأت الجامعة منذ ذلك الوقت ب بتطبيق عملي على أرض الواقع من خلال تسخين المياه في مبنى راشد بن سعيد آل مكتوم من الخلايا الشمسية. واستمر الحال على ما هو عليه حتى تم تنفيذ مشروع تجريبي عام 2013، تمثل بإنشاء أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية باستخدام الخلايا الشمسية فوق مبنى سميح دروزة بقوة 50 كيلو واط، واتخذ قرار بالتوسع في هذا المجال.

وقامت الجامعة مؤخراً بتشغيل محطتين لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية ليصل عدد المحطات في الحرم الجامعي حالياً إلى 6 محطات، بقدرة إنتاجية تبلغ 684 كيلو واط، ومن المتوقع أن يتم تشغيل المحطة السابعة "حديقة الخلايا الشمسية" قريباً، والتي يتم تنفيذها حالياً على مساحة تقدر بحوالي 15 دونماً لإنتاج ما يقارب 1 ميجا واط من الكهرباء، وبتشغيل هذه المحطة، ستكون الجامعة قادرة على توليد ما يزيد على 50% من كمية الكهرباء التي تستهلكها مرافق الجامعة سنوياً من مصادر نظيفة وصديقة للبيئة. 

وتأتي هذه الخطوة لتوفير استهلاك الكهرباء بحيث تكون مباني الجامعات أكثر صداقة للبيئة، وتوفّر في ميزانية المدفوعات لاستهلاك الكهرباء والوقود.

 

جامعة خضراء

كانت جامعة بيرزيت من أولى المؤسسات التعليمية في فلسطين التي اهتمت بالمباني الخضراء، وشرعت بتصميم مبانيها على أسس مدروسة تتوافق مع معايير المباني الصديقة للبيئة، وشجعت طلابها وطواقمها على الممارسات البيئية

وتشكل حماية البيئة والمحافظة عليها محوراً رئيسيّاً في سياسة جامعة بيرزيت، واهتمام الجامعة بالشؤون والقضايا البيئية وتطبيقاتها يمثل انعكاساً حقيقيّاً لاستراتيجية جدية نحو رفع مستوى الوعي البيئي لدى مجتمع الجامعة. وينصب تركيز الجامعة على اعتماد أهداف وآليات متطورة وحلول متكاملة لمشاريع إدارة المياه والطاقة. وتتضمن هذه الاستراتيجية عدة محاور يتم تطبيقها من أجل ترشيد استخدام الموارد المتاحة والتنمية والتطوير في مجالات أخرى لتفعيل مفهوم التنمية المستدامة من خلال استثمار كافة أدوات التنمية بجانب المحافظة على البيئة المحلية.

ولبيرزيت تجربة واعدة في مجال الإدارة البيئية والبناء الأخضر كمثال واقعي في المجتمع الفلسطيني، إذ تسعى إلى تبني مفهوم الإدارة البيئية واستدامة المباني، وتتبنى تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في مبانيها، وتعزز وعي قطاع الإنشاءات بفوائدها.

وتنفذ الجامعة مجموعة من النشاطات التي تسعى من خلالها للحفاظ على البيئة وترشيد الاستهلاك من الموارد اللازمة لتشغيل المباني للتوفير والحد من الهدر. ويمكن تقسيم النشاطات البيئية في الجامعة إلى: استخدام تدفئة المباني، والعزل الحراري، والمياه، والطاقة الكهربائية، والطاقة الشمسية، والمخلفات الصلبة، وحدائق الجامعة، وخدمات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.