حوارية تناقش التأثير الرقمي عبر السوشل ميديا

نظمت كلية الأعمال والاقتصاد بالتعاون مع دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، اليوم الأربعاء 25 أيلول 2019، ندوة حوارية بعنوان: "التأثير والمؤثرون على السوشل ميديا: الحدود والجدوى"، شارك فيها أستاذ الأعلام في الجامعة أ. معز كراجة، والناشط الشبابي والمؤسس لموقع events.ps أنس الأغبر، وحاورتهم عضو الهيئة الأكاديمية في كلية الأعمال والاقتصاد د. أمل نزال.

وقدم الأغبر تعريفا للطلبة بالفعل الرقمي، قائلاً: "هو أي فعل الكتروني عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، بمختلف المجالات، وينتج عنه أثر وتأثير على المتلقين".

وأضاف: " وسائل التواصل الاجتماعية جعلت من الممكن تبادل الأفكار والخواطر مع آلاف الغرباء الافتراضيين في غضون ثوان، وكل ما تحتاجه هو صياغة فكرة متماسكة، ولعل من أبرز ما أنتجته وسائل التواصل الاجتماعي هو خلق جيل جديد من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي قادرين على توصيل الرسائل التسويقية أو الاجتماعية وتحريك دفة الجمهور المستهدف بشكل كبير وأكثر مصداقية تجاه أهداف محددة. كون الكثير من هؤلاء المؤثرين يحظون بثقة كبيرة من متابعيهم على شبكات التواصل الاجتماعي."

من جهته أوضح أ. كراجة أنه يجب النظر إلى السوشل ميديا كجزء بنيوي في حياتنا، وُجِد وتَشكل في طور تطور التكنولوجيا، ليخلق ما بعد ذلك ويفرض "أنماط فعل وسلوك رقميّ" جديدة لا يمكن المناص منها بسهولة،ما أشار اليه أ. كراجة بـ "الحتمية التكنولوجية".

وتحدث أ. كراجة عن ارتباط الحياة للأفراد اليومية، مبيناً أن الجمهور لم يعد مجرَّدَ متلقٍّ للمحتوى الإعلاميّ، وإنّما امتلك أيضًا دَورَ صياغته ونشرِه وفرضِه على الأجندة العامّة. ومن ثمّ نشأتْ علاقةٌ جديدة، شائكةٌ ومعقّدة، بين الإعلام والإعلام الجديد والجمهور، لا سيادةَ فيها لطرفٍ على آخر، ولا يمكن حصرُها ضمن ثنائيّة السلبيّات والإيجابيّات.

كما وفسر أ. كراجة أن الفيسبوك، ولأول مرة، في عام 2011 دخل إلى حيز الفعل السياسي في تجربتين سياسيتين هامتين، الثورات العربية في تونس ومصر، وحركة وال ستريت في أميركا. مُنذ تلك اللحظة، أستُخدِم الفيسبوك للمُساهمة في الحشد والتنظيم كأداة مُساندة لهذه الحراكات الجماهرية. لكن هذا الاستخدام الجماهيري الفاعل للفسيوك ما بين أيدي الشباب، كوسيلة تنظيم وتواصل وحشد، لم يروق لشركة تنتمي للمنظومة الرأسمالية المُهيمنة كفيسبوك. ومن هُنا ابتدأت شركة فيسبوك بتزويدنا بمعايير، ومقاييس، وأوزان افتراضية لجميع أفعالنا على هذه المنصة الافتراضية، كالعلامة الزرقاء للصفحات الموثوقة والفاعلين على الفيسبوك، والأدوات التقيمية الأخرى لمحاولة لخلق فعل موازي افتراضيّ. وهنا تكمن خديعة فيسبوك لتفريعنا من أفعالنا في الحقل الفعلي والميدان. 

جدير بالذكر أن هذه المحاضرة هي الأولى من سِلسلة "خمسة لقاءات في دراسة مُحتوى الإنترنت" التي ستقدم خمسة مُحاضرات تفاعُليّة تتناول وتطرح أسئلة ومواضيع مُتعددة التخصص لفهم كيفية دراسة مُحتوى الإنترنت العربي الرقميّ ومساحاته الافتراضية التي نخوض فيها يوميّاً. كما وتتطرق المحاضرات للمنهجيات البحثية الرقميّة المختلفة، وصعوباتها البحثية، ومُعضلاتها الأخلاقية، وقضايا الخصوصية وحماية البيانات الرقميّة، ومواضيع أخرى.