حوارية حول "اضطرابات وتحديات سلاسل التوريد في فلسطين"

عقد برنامج ماجستير إدارة سلسلة التوريد حوارية بعنوان: "اضطرابات وتحديات سلاسل التوريد في فلسطين" كأول نشاط لبرنامج الماجستير الأول من نوعه في فلسطين، والنادر إقليمياً.

استهلت الحوارية بكلمة افتتاحية من عميدة كلية الاعمال والاقتصاد د. غريس خوري، والتي أكدت بدورها على أهمية إدارة سلاسل التوريد في العملية الإدارية والإنتاجية، وأهمية وضرورة برنامج ماجستير أكاديمي مُتخصص في إدراة سلسلة التوريد واللوجستيات في فلسطين. وتلى ذلك، كلمة مديرة البرنامج د. أمل نزال التي أكدت أنه في فلسطين، وتحت وطأة الاحتلال والتبعية الاقتصادية، ومحدودية الحركة، والأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة المتلاحقة، تعاني سلاسل التوريد في فلسطين من تحديات مضاعفة ومكثفة في قطاعات الإنتاج، والاستيراد، والتوريد، والبيع بالجملة أو بالتجزئة. ومن جانب أخر، أكدت د. أمل نزال على اهتمام القائمين على البرنامج ولجنته الاستشارية بتقديم محتوى أكاديمي تخصصيّ وعمليّ في برنامج إدارة سلسلة التوريد من خلال إعطاء مساقات مُتخصصة من ذوي الخبرة الأكاديمية والعملية، ومن خلال إنشاء اتفاقيات تفاهم ما بين جامعة بيرزيت وجامعات أخرى، كالإتفاقية الأخيرة مع الجامعة الألمانية الأردنية، وتوطيد العلاقة من الشركات الخاصة والمؤسسات.

حاورت د. أمل نزال كل من الأستاذة لينا توتنجي، متخصصة المشتريات في البنك الدولي، والأستاذ عماد رجوب مدير مصنع في شركة الرويال، والأستاذ عبد الله شحادة مدير سلسلة التوريد في شركة يونيبال. استهلت الحوارية التحديات والصعوبات التي واجهتها المؤسسات الدولية والشركات الفلسطينية أثناء فترة كورونا، والتدابير الإداريّة إما في تغير وتيرة الإنتاج، أو الاستيراد والتصدير، من خلال وقفها لفترة من الزمن أو تخفيض وتيرة عملها، كمحاولات للنجاة من تحديات محتومة.

أعربت الأستاذة لينا توتنجي عن أهمية إدارة المُشتريات الحكومية بشكل شفاف وكفؤ، فالمشتريات الحكومية تشكل 30% من موازنة السلطة الفلسطينية، أي ما يقارب 1 مليار دولار سنوياً. كما وفسر أستاذ عماد رجوب، أنه وفي مطلع عام 2019، تسببت جائحة كورونا في إغلاقات واسعة للأنشطة الاقتصادية في فلسطين، حيث تسببت الظروف الطارئة لعرقلة العديد من الصناعات الإنتاجية والقطاعات الخدماتيّة وإضعاف نشاطها الاقتصادي مثل شركة رويال التي توقف مصنعها لمدة 40 يوم أثناء الجائحة. أشار أستاذ عماد أن جائحة كورونا كشفت وفاقمت بوتيرة عالية، الكثير من نقاط ضعف الموجودة أصلاً في سلاسل التوريد، وبأن التكونولوجيا ساعدت وما زالت تساعد الشركة في تطوير عملها ونشاطها التشغيلي.

أكد الأستاذ عبد الله شحادة أن فترات الإغلاق الطويلة التي اتُخذت في فلسطين عام 2020 كنوع من التدابير الوقائية لاحتواء جائحة كورونا كانت سبباً في كبت الطلب على عدد كبير من المنتجات خلال العام، أبرزها السلع الرأسمالية والوسيطة ومدخلات الإنتاج. بينما ارتفع الطلب على منتجات استهلاكية وتقنية خاصة عبر منصات التسوق الإلكتروني وأدوات الشراء الرقمية المختلفة.

كما وأكد مدير سلاسل التوريد في شركة يونيبال، الاستاذ عبد الله شحادة، أن ما ضاعف من حدة تلك الأزمة في سلاسل الإمداد والتوريد هو اشتعال الحرب الأوكرانية-الروسية قبل مرورعام واحد على استعادة الأنشطة الاقتصادية عافيتها. تلك الحرب كانت آثارها التضخمية مرتكزة على اضطراب سلاسل التوريد وحدوث فجوة كبيرة بين العرض والطلب نتج عنها ارتفاع المستوى العام للأسعار من خلال تمرير الزيادة في أسعار منتجات الطاقة المختلفة إلى سائر الصناعات والأنشطة الاقتصادية، وتمرير ارتفاع تكاليف الإنتاج، والنقل، والشحن، والتخزين إلى المستهلك، حتى لا يتحمل المُنتِج وحده الخسائر كلها.

في النهاية، بينت د. أمل نزال أن معظم الشركات أكدت على زيادة استثمارها للتكنولوجيا في سلاسل التوريد مثل استخدام الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات الروبوتية، وإعادة تدريب العمال على استخدام التكنولوجيا، للوصول إلى سلاسل توريد مُرقمنة ومستقلة.