أحمد صلاح.. رائد جديد في مجال العمل التعاوني في جامعة بيرزيت

"دوماً كنت أتمنى أن أدرس في جامعة بيرزيت، كنت أنوي دراسة هندسة الحاسوب وليس علم الحاسوب، التحقت بتخصص علم الحاسوب كخطوة أولى نحو التحول لدراسة هندسة الحاسوب، ولكني لم أتوفق في ذلك بسبب شروط التحويل الصعبة للغاية. عامي الأول في جامعة بيرزيت كان يتلخص فقط في الدراسة، لم تكن لدي أي أنشطة أخرى، من المحاضرة للمنزل ومن المنزل للمحاضرة، علاقاتي في الطلبة كانت محدودة للغاية، لم أكن أحتك بالطلبة لأني أتيت من مدرسة حكومية إلى جو وبيئة جديدين. ومن التحق من أصدقائي بالجامعة معدودون، وكانوا يدرسون تخصصات أخرى. وجدت مشكلة في الاندماج بالحياة الجامعية في العام الأول". يقول أحمد حكم صلاح من قرية أبو شخيدم شمال رام الله.

رغم الصعوبات التي واجهته في العام الأول، إلا أنه سجل انطلاقة كبرى في سنته الدراسية الثانية، ليصبح واحدا من رواد العمل التعاوني في الجامعة ويتمكن من إنجاز 1230 ساعة عمل تعاوني، وهو ما زال طالباً بعد.

مع أن برنامج العمل التعاوني في الجامعة يتيح إنجاز ما مجموعه 120 ساعة عمل تعاوني داخل وخارج الجامعة لإتمام متطلبات التخرج بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية وتطوير الذات.

شكّل أول نشاط جامعي لأحمد نقطة التحول الكبرى في حياته الجامعية، وكان ذلك في بداية عامه الدراسي الثاني، وعن ذلك قال "تعرفت على صديقي الحالي باسل جابر في دورة الدفاع المدني والإسعاف الأولي التي نظمتها عمادة شؤون الطلبة، وتعرفت على مسؤولة العمل التعاوني غادة العمري عن طريقه، وبدأت رويداً رويداً بالانخراط في هذه الأنشطة حتى تخطيت حاجز 1000 ساعة عمل تعاوني خلال أقل من 4 سنوات. وفي رصيدي اليوم 1230 ساعة".

روح التطوع والعمل التعاوني كانت موجودة لدى أحمد ولكنه لم يكتشفها سابقاً، كان يحتاج إلى محفز خاصة أنه لم ينخرط في البداية في أجواء الجامعة، وهو ما وجده لاحقاً في صديقه باسل الذي عمل معه على إنشاء مركز للدفاع المدني في الجامعة للطلبة المتطوعين. وبين أحمد أن "فكرة مبادرة الدفاع المدني والإسعاف جاءت من دورات كانت تنظمها عمادة شؤون الطلبة بالتعاون مع الدفاع المدني في بلدة بيرزيت بهدف نشر ثقافة الإسعاف والدفاع المدني في أوساط طلبة الجامعة، طرحنا أنا وباسل على العمري فكرة إنشاء مركز للدفاع المدني في الجامعة للمتطوعين الذين شاركوا في الدورة، ومن ثم رفعنا كتاباً لإدارة الجامعة، وجاءنا الرد بالموافقة على الاقتراح، وحالياً في المركز 67 متطوعاً".

"العمل التطوعي أضاف لي الكثير على المستوى الشخصي، فقد ساهم في تطوير وبناء شخصيتي كثيرا. كنت خجولا انطوائيا ولكن هذا الواقع تغير، الآن أحب الخروج في أي نشاط أو رحلة حتى لو لم يكن فيها أحد من معارفي، بل على العكس أفضل هذا الأمر، وبالإضافة إلى ذلك، رفع العمل التعاوني من روحي المعنوية وساعدني في نسج الكثير من العلاقات" يضيف أحمد.

"في الكثير من الأحيان أفضل الالتحاق بنشاطات العمل التعاوني المهمة على حساب المحاضرات، أشعر أن بعض النشاطات مثل مخيم العمل الدولي لا تعوض، فيما يمكن تعويض المحاضرات بطرق عدة، علماً بأن ذلك أثر بشكل نسبي على تحصيلي الأكاديمي، ولكني دائما ما أسعى للموازنة بين هذا وذاك من خلال الاتفاق مع الأساتذة على تعويض هذه المحاضرات" يقول أحمد

ولدى سؤاله عن التحديات التي واجهها في طريق الـ 1000 ساعة عمل تعاوني وأكثر أجاب: "عندما أنظر إلى الخلف أرى أن انجاز 1230 ساعة عمل تعاوني على مدار 4 سنوات وأقل أمر سهل وصعب التحقيق في آن معا، سهل لأن في الجامعة الكثير من النشاطات والفعاليات التي يمكن لأي طالب المشاركة فيها وبشكل شبه يومي، وصعب لأنك ستضطر للتضحية بأشياء أخرى مثل حضور بعض محاضراتك ولقاء أصدقائك في أوقات الفراغ".

واختتم حديثه "أنصح كل طالب وطالبة باستثمار وقت فراغهم في المشاركة بأنشطة العمل التعاوني والعمل على خلق حالة من التوازن مع الدراسة، ففي الوقت الذي تنتج فيه الجامعة الطالب أكاديمياً، تعمل أنشطة العمل التعاوني على تحضيره اجتماعيا".