حلول عملية ومبادرات بيئية للحفاظ على نظافة جامعة بيرزيت

"إزالة كوب قهوة شربناه أو بقايا طعام أكلناه أو مخلفات أوراق جامعية لن ينقص من قيمتنا كطلبة، بل هو مسؤولية قيمية وأخلاقية واجبة علينا، فالحرم الجامعي هو البيئة التي نقضي بها الوقت الأطول من يومنا، ويتوجب علينا الحفاظ على نظافته كما نحافظ على نظافة بيوتنا". بهذه الكلمات تخاطب الطالبة نور البرغوثي زملاءها في الجامعة، وذلك ضمن مشاركتها في مبادرة طلابية للتوعية بأهمية الحفاظ على نظافة البيئة الجامعية.

مع بدء العام الأكاديمي 2021-2022 وجاهياً، منتصف الشهر الحالي، عجت الجامعة بما يقارب 15 ألف طالب وطالبة ملتحقين بمقاعدها، وافتتحت الجامعة 17 مرفقا لبيع الطعام داخل الجامعة ضمن رؤيتها لتوفير مرافق خدماتية متنوعة لمجتمع الجامعة، وهذا ما شكل تحدياً كبيراً لوحدات الجامعة المساندة، خاصة بتلك المتعلقة في النظافة.

ترافق ذلك مع عدد من السلوكيات  التي فاقمت من تحدي الحفاظ على النظافة، كترك بقايا الأطعمة والمخلفات والأوراق وأعقاب السجائر في الأماكن غير المخصص لها، ما جعل الحرم الجامعي يظهر بشكل غير لائق من ناحية النظافة، وجعل الجميع يدق ناقوس الخطر من هذه المشكلة ويعمل على حلها بأسرع وقت، فانطلقت المبادرات التوعوية من الطلبة والموظفين والأساتذة، وعززت دائرة الخدمات العامة من عملها في هذا المجال.

وحول الحلول العملية لهذه المشكلة، يقول مدير الخدمات العامة سعيد نخلة: "أدت أعداد الطلبة الكبيرة التي التحقت بالدراسة وجاهياً إلى زيادة العبء في مجال النظافة، حيث كانت قد تقلصت خلال فترة التعليم الإلكتروني، كما أن تنفيذ مشاريع لتأهيل مداخل الجامعة الغربية والشرقية، أدى إلى تراكم الأتربة والغبار في المباني والساحات، وهذا ما تطلب ورديات نظافة إضافية وعلى مدار الساعة، وتم العمل على زيادة عدد عمال النظافة في الجامعة، كما تمت زيادة التنسيق مع بلدية بيرزيت، لزيادة مرات زيارتها للجامعة لنقل النفايات من الحاويات الكبيرة، علماً أن البلدية تنقل ما يقارب 10 أطنان من مخلفات النفايات من داخل الحرم الجامعي، منها أكثر من 5,000 عبوة بلاستيكية في الساحات، وهذا رقم يفوق ما تنقله البلدية من بلدة بيرزيت بأكملها عدة أيام".

وحول هذه الإشكالية، يقول أستاذ البيئة والمياه في الجامعة د. راشد الساعد: "السبب الأساسي بظهور الحرم الجامعي مؤخراً بمظهر غير مناسب من ناحية النظافة برأيي هو شح الوازع البيئي الداخلي لدى البعض، وهو لا يتغير بتوفر عدد كافٍ من حاويات القمامة أو توفر خدمة الإفراغ لمحتوياتها، ونحن بحاجة إلى طرح مساقات نوعية جديدة تعالج قضايا البيئة، ومزيد من فتح شعب لمساقات تعمل على تغذية وشحذ السلوك البيئي الداخلي لدى الطلبة يعزز مبادئ وأبجديات احترام بيئة الحرم الجامعي داخله وخارجه، فالجامعة هي أنموذج لمدينة مصغرة، وما يجري بداخلها يعكس صورة لما يحدث خارجها فيما يخص السلوك البيئي لدى الأفراد".