حلقة حوارية تناقش تحديات قطاع التعليم في القدس

 

نظمت كلية التربية يوم الثلاثاء 18 نيسان 2017 حلقة حوارية ناقشت التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع التعليم في مدينة القدس، تحدثت خلالها مسؤولة ملف التعليم في القدس بوزارة التربية والتعليم السيدة ريما السمان، والباحث في موضوع التعليم بالقدس د. يحيى حجازي، ومديرة مدرسة المولوية في القدس سابقا نهى الغول، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة فيصل الحسيني أ. عبد القادر الحسيني، بحضور عدد من مدراء مدارس القدس.

وقال مساعد رئيس الجامعة د. عبد العزيز شوابكة أن الجامعة تدرك جيدا خطورة الواقع التربوي بمدينة القدس، موضحاً بأن حلقة النقاش هدفت للوقوف على المخاطر التي تواجه المدينة ومساعدة صناع القرار على انقاذها تربويا، وأكد أن سلطات الإحتلال تنظم هجمة مدروسة ومنظمة لطمس جميع المعالم الفلسطينية في الكتب المدرسية، وذلك من خلال سن العديد من القوانين والتشريعات التي تعزز الرواية الإسرائيلية في المناهج التعليمية.

وأشار إلى أن بلدية الإحتلال بالقدس عملت على فرض المناهج الإسرائيلية على بعض المدارس الفلسطينية، وأن عدد الطلبة الفلسطينيين الذين يدرسون المناهج الإسرائيلية في ارتفاع متزايد، مؤكداً على ضرورة العمل على اتخاذ خطوات فاعلة لتعزيز صمود الطلبة والمعلمين في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية، وبيّن بأن الجامعة وضعت مسألة التعليم بالقدس نصب أعينها حيث شكل طلبة القدس وموظفيها في الجامعة نسبة كبيرة على مدى السنوات، كما خصصت الجامعة عددا من المنح الأكاديمية لطلبة القدس إنطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاههم.

من جانبه قال عميد كلية التربية د. حسن عبد الكريم أن هذه الحلقة تشكل الباكورة لسلسلة من الحلقات الحوارية التي ستتناول موضوع التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والقدس، مشيرا إلى أهمية هذه الندوات والحلقات بكشف الضغوطات والصعوبات التي يعاني منها قطاع التعليم في القدس، في محاولة لإيجاد حلول عملية ومفصلية للإنتهاكات الإسرائيلية بهذا الخصوص.

بدورها أكدت السمان أن قطاع التعليم في القدس يخوض معركة تاريخية وتراثية حقيقية لا يدرك بعض الفلسطينيين مدى صعوبتها وأهميتها، وأكدت أن قطاع التعليم هو القطاع الأخير الصامد حتى اللحظة أمام هجمة التهويد والسقوط بشكل كامل.

وأوضحت أن دولة الإحتلال استهدفت ثلاثة عناصر رئيسية للإطاحة بوعي وثقافة الجيل الفلسطيني الجديد تمثلت بمهاجمة الطلبة والمعليمن والمناهج الأكاديمية، من خلال سلسلة من الإجراءات كان أهمها منع بناء مدارس جديدة أو ترميم القديمة منها، بالإضافة لرفض إعطاء معلمي الضفة تصاريح للعمل في مدارس القدس مما انعكس سلبا على نوعية التعليم، وأكدت بأن الوزارة تعمل جاهدة على مساندة قطاع التعليم وخصصت 10% من منحها الأكاديمية لطلبة القدس.

 من جانبه شدد د. حجازي على أهمية تنظيم العمل الأهلي والحكومي من أجل القضاء على شعور الإغتراب لدى المقدسيين تجاه السلطة الفلسطينية، وأكد على أهمية دعم مدارس القدس الفلسطينية ماديا بهدف جذب الطلبة إليها وتخفيض نسبة الفلسطينيين في المدارس الإسرائيلية، وأوضح بأن منع سلطات الإحتلال للفلسطينيين من بناء مدارس جديدة داخل مدينة القدس عمل على سيطرة الشركات الخاصة على بناء مدارس خارج حدود جدار الفصل العنصري مما انعكس سلبا على نوعية وجودة التعليم، وأكد أن تعدد المظلات المسؤولة عن قطاع التعليم في المدينة ساهم بتفاقم المشكلة وتطورها.

فيما ركزت الغول على ضرورة تغيير نظرة الشعب الفلسطيني السلبية تجاه الطلبة والمعلمين في المدارس التابعة لسلطات الإحتلال بالقدس، وأكدت أنهم سعوا دائما لإثبات هويتهم الفلسطينية من خلال أنشطتهم وفعالياتهم المختلفة، وكشفت بأن السلطة الفلسطينية لم تقدم لهم الدعم الكافي ولم تسعى لإشراك المعلمين بدورات وورش تدريبية بهدف ضمان تسيير المناهج الفلسطينية، وبيّنت بأن إرتفاع أقساط المدارس الخاصة ساهم بنفور الطلبة منها، وأشارت إلى أن منح الوزارة تذهب دائما لمن لا يستحقها.

 بدوره قال الحسيني أن التجارب السابقة للشعب الفلسطيني تعلمنا ضرورة الإبتعاد عن اتهام الآخرين وتخوينهم، وأكد بأن الإحتلال يهدف لإسقاط منظومة التهويد على قطاع التعليم في القدس بهدف منع الفلسطينيين من صنع قادة حقيقيين قادرين على الإرتقاء بالأوضاع السياسية والمجتمعية والإقتصادية الفلسطينية، مشدداًعلى أهمية تضافر الجهود وتوحيدها من أجل إخراج قطاع التعليم من دوامة التهويد وسيطرة الإحتلال عليه.