هل لقاحات كوفيد 19 فعالة وآمنة؟   محاضرة لكلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت

ناقش طلبة وأعضاء الهيئة التدريسية بجامعة بيرزيت وأفراد من المجتمع الفلسطيني، أنواع اللقاحات المستخدمة للوقاية من وباء  كوفيد-19  من حيث الأمان والفعالية وطريقة البحث العلمي. بمشاركة استشاري التخدير في مستشفى ساوث إند الجامعي في المملكة المتحدة د. يوسف الحاج يوسف، وأخصائي الأعصاب والباحث في مستشفى جامعة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية د. فوزي أبو خليل.

جاء ذلك في ندوه رقمية بحضور 120 مشارك، يوم السبت  16 كانون الثاني 2021،  بعنوان: "بعد مرور عام، لقاحات فيروس كورونا: الحقائق، الآمال والمخاوف". ضمن سلسلة المحاضرات العامة  لكلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت، بهدف زيادة وعي الطلبة والمجتمع الفلسطيني تجاه فيروس كورونا وسبل الوقاية والعلاج للحد من استفحال وانتشار هذا الوباء.

افتتح الندوة أخصائي تنظيم  العلاج الدوائي وعضو في الهيئة التدريسية في دائرة الصيدلة  في جامعة بيرزيت  د. عبد الله أبو خليل ، مقدماً شرحا لخصائص فيروس كورونا من حيث الشكل والأجزاء وطريقة  الدخول إلى خلايا الجسم وطرق التكاثر والانتشار، مبيناً أن معرفة هذه الخصائص تشكل المحور الأساسي  للعلاج الدوائي والتطعيمات. 

 وأشار أن الفيروس يحتوي على هياكل بروتينية على سطحه تسمى "سبايك بروتين" تساعد بدخول الفيروس إلى الخلايا البشرية والتكاثر والانتشار اللاحق، وشكلت هذه البروتينات محاور البحث العلمي لاكتشاف وتصنيع اللقاحات،  حيث قامت عدة شركات باستخدام تقنية جديدة أو طرق مستخدمة سابقا لاستخراج الشيفرة الجينية لهذه البروتينات، ونقلها إلى جسم الإنسان كتطعيمات، حيث يتعرف جهاز المناعة في الجسم على بروتينات الفيروس بعد الحقن ويبدأ بإنتاج الأجسام المضادة التي تمنع العدوى في المستقبل.

من جهته أوضح  د. الحاج أن مرض كوفيد -19 يمثل أزمة صحية عالمية أدت حتى الآن إلى وفاة أكثر من مليوني شخص،  وقال إن اللقاحات عادة ما تستغرق سنوات للفحص واجتياز التجارب السريرية في ظل الظروف العادية، إلا أنه قد تم  الوصول إلى لقاحات  كوفيد 19 في ظل ظروف استثنائية، مستفيدين من الأبحاث السابقة على فيروسات كورونا الأخرى، مثل تلك التي تسببت في جائحة السارس الأصلي في عام 2003 أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في عام 2012.

من ناحيته ركز د. أبو خليل في عرضه التقديمي على الاختلافات بين اللقاحات المتاحة حاليًا،  والتي حصلت على ترخيص مؤقت من منظمات الصحة العالمية  لاستخدامها في حالات الطوارئ - لكنها لم تجتاز طريقة البحث العلمي الكاملة من التجارب السريرية، وهي فايزر لشركة "بيو إن تك"، و "موديرنا"، ولقاح جامعة اوكسفرد، "استرازينيكا"، واللقاح الروسي"سبوتنيك في"، واللقاح الصيني "سينوفاك"، واللقاح الصيني "سينوفارم" (لقاحان).

وقال د أبو خليل إ"ن كل الدراسات السريرية مازالت قائمة، وستنتهي على الأقل بعد سنتين، حيث يتم مواصلة الدراسات للتأكد من أمان و فعالية اللقاح، وأن نتائج الفعالية التي تم الاعتماد عليها في هذه النتائج كان بناء على فترة زمنية مدتها شهرين إلى ثلاثة شهور، ما يعني أن النتائج قد تتغير مع مرور الزمن."

ومن ناحية السياسات المتبعة في التعامل مع هذه الجائحة شدد د. الحاج ود. أبو خليل على أن البروتوكولات الصحية  للتعامل مع   فيروس كوفيد -19 وقضايا الصحة العامة والأزمات، يجب أن تستند إلى الخصائص والسياق الصحي لكل بلد أو أمة، والتي هي العامل الرئيسي في اتخاذ القرارات واعتماد السياسات لمواجهة انتشار الفيروس، حيث أن الطرق المستخدمة في الغرب مبنية من واقع غربي مختلف عن طبيعة الحياة الاجتماعية و الصحية في الدول العربية،  وأن مواجهة هذا الوباء من اختيار اللقاح والخطوات الأخرى لمواجهة انتشار المرض، مثل مدة الإغلاق أو خطط دعم العمال و المجتمع يجب ان تواكب  الواقع الصحي والاقتصادي للدولة.