تبحث عن حلول تغذوية مبكرة وبسيطة لأمراض مزمنة حنين ذويب.. خريجة جامعة بيرزيت الحائزة على جائزة لوريال- اليونيسكو

"لدي الكثير لأقدمه للوطن بعد أن أنتهي من دراسة الدكتوراة، وأتشوق لأرى ماذا سيقدم الوطن لي عند عودتي". هذا ما قالته حنين ذويب، خريجة جامعة بيرزيت من برنامجي بكالوريوس التغذية والحمية وماجستير الصحة العامة والمجتمعية، عند سؤالها عن مخططاتها المستقبلية بعد إنهاء أطروحتها لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB)، تحت عنوان "علاج التهاب الأغشية الدهنية المرتبطة بأمراض القلب والشرايين المبكرة في مرحلة ما قبل مرض السكري بطرق تغذوية آمنة وفعالة".

تنتظر ذويب حصولها على درجة الدكتوراة في تخصص العلوم الطبية الحيوية من الجامعة الأمريكية في منتصف عام 2021، وتستعد للسفر إلى جامعة برشلونة في إسبانيا قريباً لاستكمال جزء هام من بحثها، وذلك بعد أن حصلت على جائزة برنامج لوريـال-اليونيسكو المخصص لتكريم العالمات المتميزات في مجال العلوم ودعمهن.

في إسبانيا، ستسعى ذويب لإيجاد طرق مبكرة لعلاج التهابات الأغشية الدهنية، قبل تطورها إلى مرض السكري في مراحل عمرية متقدمة، عن طريق استهداف البكتيريا الموجودة في الأمعاء، علماً بأنه لا توجد أي طريقة علاجية أو تشخيصية للكشف المبكر. 

"منذ عمر السادسة عشرة، وأن أعلم أنني أريد أن أكمل درجة الدكتوراة في هذا المجال. نحن نعيش الآن في عصر الأمراض والأوبئة، ونحتاج إلى طرق للوقاية السريعة والتدخل المبكر للعلاج"، قالت ذويب. وأضافت: "حتى الآن، لا يوجد أي حل يعالج التهابات الأغشية الدهنية بشكل مبكر. لذا، أسعى من خلال بحثي لإيجاد تدخلات تغذوية فعالة، بأسعار متاحة للجميع، مثل الصيام العلاجي وتناول مكملات الفوسفات".

وتابعت: "أنا أومن بدور التدخلات التغذوية لعلاج الأمراض المعدية وغير المعدية، فهي طرق آمنة، ميسورة، ويمكن لكافة الأفراد الحصول عليها". فقد استطاعت ذويب من خلال طرق طبية فعالة وآمنة تعتمد على استخدام مواد طبيعية، التوصل إلى نتائج إيجابية مكنتها من الفوز بالجائزة من أجل متابعة البحث العلمي في هذا المجال.

وتُمنح هذه الجائزة المرموقة، منذ عام 1998، لتكريم النساء العالمات والباحثات المتميزات في مجال العلوم، اللواتي يتم اختيارهن من مختلف مناطق العالم لاكتشافاتهن غير المسبوقة في التخصصات العلمية.

لم يكن حصول ذويب على هذه الجائزة سهلاً، بل جاء بعد سنوات طويلة من الكدّ والجِدّ والتعب، فقد التحقت ذويب بكلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت في برنامج بكالوريوس التغذية والحمية عام 2008. وعلى الرغم من أن التخصص كان حديثاً، ولم يكن هناك عدد كافٍ من المختصين للتدريس آنذاك، إلّا أن ذويب تؤكد أنها لم تتردد في الالتحاق بهذا التخصص، لأنها تدرك قدرة بيرزيت على تقديم مستوى عالٍ من التعليم. 

وبعد انتهائها من درجة البكالوريوس، لم تتردد في الالتحاق مرة أخرى ببرنامج ماجستير الصحة العامة والمجتمعية في جامعتها بيرزيت، على الرغم من أنها كانت تعمل في مشفى بدوام كامل في بيت لحم حيث تسكن، "مع أنني من مدينة بيت لحم، وأعمل في مستشفى هناك لخمسة أيام في الأسبوع، اخترت أن أكمل دراستي في جامعة بيرزيت، على الرغم من وجود جامعات أقرب على مكان سكني. أردت أن أحافظ على المستوى العالي من العلم الذي حصلت عليه من جامعتي".

ووصفت ذويب العامين اللذين قضتهما في دراسة الماجستير في جامعة بيرزيت بأنهما "عامان من الجهاد"، ولكن الجامعة قدرت تعبها ودعمتها بنصف منحة في أحد الفصول، كما شاركت مع مجموعة من الزملاء والأساتذة في عرض شفوي عن نقص فيتامين B12 لدى أطفال المدارس، وذلك في مؤتمر اللانسيت، وهو مؤتمر سنوي لشبكة ائتلاف لانسيت الذي يهدف إلى توسيع الكتابة العلمية الدولية والمحلية لتطوير السياسات الخاصة بالأوضاع الصحية للفلسطينيين.

وفي هذا السياق، عبّرت ذويب عن أهمية نظام المنح الدراسية ومنح الطلبة المتفوقين (Honor List) في البكالوريوس، الذي يحفز المجتهدين على مواصلة اجتهادهم وسعيهم للبقاء على هذه اللائحة، وهو ما حصل معها فعلاً. 

إن اجتهاد ذويب والتزامها مكنها من الوصول إلى أماكن مرموقة على مستوى فلسطين والعالم، بعد أن واجهت العديد من المعيقات، فحسب موقع اليونيسكو، لا يزال تمثيل النساء من مجمل الباحثين حوالي 28%، و11% من المناصب الأكاديمية العليا.  

 إلّا أن حصول ذويب على جائزة لوريال- اليونيسكو مع خمس باحثات شابات من الأردن والعراق ولبنان، يحفزها أكثر كامرأة فلسطينية لمواصلة سعيها، ومقاومتها لكافة المعيقات والتحديات الاجتماعية، والمالية، والسياسية، التي تواجه النساء العربيات، والفلسطينيات بشكل خاص.

واختتمت: "سأعود إلى فلسطين، وأتمنى أن أدرِّس في جامعة بيرزيت. أريد أن أقدّم للطلبة الكثير.. أريد أن أدعمهم".