"في الهوية الفلسطينية".. يوم دراسي في جامعة بيرزيت

قال نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل إن الجامعة دأبت كصرح وطني وأكاديمي وبحثي على خلق فهم معرفي أعمق لأشكال الشرذمة والاستعمار الاستيطاني، وما يرافقها من عمليات وسياسات ترمي لإعادة إنتاج البنية الاستعمارية وبأشكال أخرى أكثر ملاءمة للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تحويل المناطق الفلسطينية لمدن وقرى ومناطق معزولة بعضها عن بعض رمزيًا وعمليًا.

جاء ذلك في كلمة خليل التي ألقتها عنه مديرة مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت ناهد سمارة خلال افتتاح اليوم الدراسي الذي نظمه المركز ، السبت 21 نيسان 2018، بعنوان "في الهوية الفلسطينية".

وأضاف خليل: "يأتي تنظيم الجلسات الحوارية هذه كجزء من جهود الجامعة، عبر نشاطات مركز دراسات التنمية، نحو فهم معمق لدور الاستعمار في خلق جغرافية سياسية مشرذمة ومقسّمة تنعكس وتؤثّر بدورها على الواقع اليومي المعيش".

وأكد أن الهدف من هذا اليوم هو "تعميق الحوار والجدل في الجوانب المختلفة للقضايا التي يعمل عليها المركز بشراكة وبقيادة شبابية، على المستوى المعرفي، ومقاربتها مع الواقع المعيش في فلسطين التاريخية، والاطلاع بعينٍ نقدية على مجمل القضايا الفلسطينية ووقائعها التاريخية واللحظية، وإلقاء النظر عميقاً على مجمل القضايا التي تؤثر على الحياة الفلسطينية اليوم، وعلى الإلمام بالحاضر للسعي نحو فهمه ثمّ تغييره". وأكد على كون جامعة بيرزيت الحاضنة التي تفتح أبوابها دومًا أمام الكلّ الفلسطيني عبر كلّيّاتها وتخصّصاتها المختلفة.

بدورها، قدمت منسقة مجموعة "معا من أجل التغيير" مرح خليفة تعريفاً بالمجموعة قائلة إنها شبابية فلسطينية مستقلة، تسعى للمساهمة في تعزيز الهوية الوطنية في أوساط الشباب الفلسطيني لخلق وعي قادر على تحدي الشرذمة والتجزئة المفروضة عليه بواقع الاستعمار. وأضافت أن "المجموعة تنطلق من خلال العمل على موضوعة الذاكرة الجمعية الفلسطينية من خلال استحضار ذاكرة ووجدانية المخيم الفلسطيني، حيث إن المخيم هو تجلٍّ لنتائج الحالة الاستعمارية الصهيونية".

وتتركز أنشطة المجموعة، وفق خليفة، في بسطة قهوة تجوب كل فلسطين، وأيام دراسية ونقاشات وحوارات تتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية، ورسومات على جدران فلسطين، وجمعات فلسطينية شبابية.

وانقسم اليوم الدراسي إلى ثلاث جلسات، كانت الجلسة الأولى حول "الهوية الفلسطينية والسياق الاستعماري" وأدارتها فاطمة حرب وتحدث فيها المحاضر في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية رامي سلامة عن فعل التفكير فلسطينياً والباحثة لينة ميعاري عن السياق الاستعماري الاستيطاني في فلسطين. أما الجلسة الثانية، فكانت بعنوان "سؤال العمل" بإدارة نوران عباسي وتحدثت فيها سلمى رشدان حول كيفية العمل من الخارج للوصول للداخل ومثنى خميس عن تجربة مجموعة "نبض الجامعة" ومهند عبد الباري عن حراك "شارك شعبك" وخليل غرّة عن حراك برافر. وكانت الجلسة الثالثة بعنوان "الشرذمة: جدلية السياسي والثقافي" بإدارة شروق الحجار وشارك فيها عماد أبو رحمة عن الهوية الفلسطينية بعد أوسلو: جدل السياسي والثقافي. وقدم معز كراجة تعقيباً واستخلاصات.