في ذكرى النكبة/ د. بشارة دوماني

  • رسم الفنان اسماعيل شموط

يحيي شعبنا الفلسطيني هذا العام الذكرى الـ 74 للنكبة، وهي مناسبة أخرى لنؤكد ونذكر أننا هنا باقون، نحافظ على هويتنا حية نابضة، ونعمل جميعاً بكل السبل الممكنة، جيلاً بعد جيل، لكي نحقق حلم شعبنا المشروع بنيل الحرية التي نستحق، فنحن شعب لا يقبل الاستسلام أبداً، ما يجعلنا على ثقة تامة بأن دولة الكيان الصهيوني ستفشل في تحقيق أهداف مشروعها الاستعماري الاحلالي.

لقد كانت نكبة عام 1948 محطة رئيسية في مشروع استعماري بُنيوي وممنهج، نعيش آثاره في حياتنا كل يوم، ولعل آخره تجلياته ما قام به الاحتلال الصهيوني من اغتيال للصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، محاولاً طمس الكلمة الحرة وتغييب الرواية الفلسطينية الصادقة، ولم يكتف بذلك بل عرقل وقمع تشييعها وحاول أيضاً خطف جثمانها وسرقة الحزن من أهل مدينتها، إلا أنه فشل في ذلك تماماً كما فشل في تكريس مشروعه الاستعماري عموماً.   لقد باتت مقاومة الاحتلال ورفض مشروعه الاستيطاني، منهج حياة بالنسبة لنا كفلسطينيين، فالجنازات ووقفات التضامن التي شهدناها في الأيام الاخيرة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مظهر وحدة سياسية وجغرافية، تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، الرافعة الأساسية لمشروعنا الوطني، وليس من قبيل الصدفة أن القدس كانت عنوان هذه الوحدة.

وتعزيزاً لهذا المنهج، يجب أن تكون جامعة بيرزيت المساحة الحرة لنقاش جميع القضايا التي ستسهم في بناء وحدتنا والحفاظ على هويتنا، لتكون جامعة كل الفلسطينيين أينما تواجدوا، ويجب أن تكون جامعتنا جزءاً أصيلاً من معركة التحرر والبناء لكي تكون نموذجاً لفلسطين التي نريد، حيث أن هوية الجامعة تكمن في انتاج المعرفة المميزة، الالتزام الوطني، والتشاركية الاجتماعية، وإعداد جيل متعلم واعٍ يعرف من هو وماذا يريد وكيف يصل لهدفه.

 

رئيس الجامعة

د. بشارة دوماني