فضاءات تجريبية للتعبير والإبداع في كلية الفنون والموسيقى والتصميم

"سنبذل جهدا مضاعفا عن العادة لإنجاح العملية التعليمية في كلية الفنون والموسيقى والتصميم في هذا الظرف الاستثنائي والغريب، لكن بالمقابل عليكم أيضا أن تبذلوا جهدا مضاعفا للاستفادة بأكبر قدر من هذا الفصل الدراسي، ورغم كل الألم والظروف السيئة التي نعيشها منذ تفشي فايروس كورونا، تأكدوا أنه في المستقبل القريب سيصبح الأمر من الماضي، وسيكون ما مررتم به قصصا تروى لأطفالكم". بهذه الكلمات بدأ أستاذ التصميم عامر الشوملي كلامه لطلبة مساق مبادئ التصميم، في أولى المحاضرات الوجاهية مع الطلبة.

في هذا المساق، تنهمك جود أبو الحمص وزملائها، في تكوين عمل فني جديد "كولاج" من قصاصات الصحف والجرائد، والصور الفوتوغرافية والورق الملون، لتصنع مشهدا للفرح والأمل.  فتقول جود: "أشعر أنني محظوظة لدراستي التصميم، فجزء من مساقاتي سيكون وجاهيا وسأحظى بفرصة القدوم للجامعة والتواصل مباشرة من أساتذتي وزملائي في الجامعة، وهذه الميزة لا يتمتع بها كل طلبة الجامعة في ظل هذه الظروف التي نعيشها". 

وتضيف: "أأمل أن تنتهي هذه الجائحة، وأن نعود جميعا إلى مقاعدنا الدراسية، ونعيش حياتنا الجامعية كما رسمناها سابقا".

فيما يرى الطالب غازي فريد أنّ التعليم عن بعد باستخدام الوسائل التكنولوجية وبرامج الانترنت المتنوعة يعد وسيلة جيدة للتدريس، على الرغم من عدم كفايتها لإتمام الدروس بالشكل المطلوب، وهذا ما يتوجب التعليم المدمج، كما يجري حالياً في كلية الفنون والموسيقى والتصميم".

وفي قاعة دراسية أخرى، وبالتزام كامل بإرشادات السلامة العامة للوقاية من فايروس كورونا، تساعد أستاذة الفنون البصرية ريم مصري طلبة مساق الرسم في مزج الخطوط بأقلام الرصاص، ليرسموا على لوحاتهم البيضاء مشاهد وعناصر تظهر أمامهم بدقة وابداع. 

وتتحدث مصري عن تجربتها الحالية والاستثنائية في تدريس الفنون البصرية، فتقول: " تعد برامج الفنون من أصعب البرامج للتدريس عن بعد، فهي بحاجة إلى احتكاك مباشر وتعامل عن قرب، ومن هنا كان قرار كلية الفنون والموسيقى والتصميم إلى اللجوء للتعليم المدمج، حيث أن حضور الطلبة ليومين بالأسبوع سيسهل موضوع التدريس والتواصل، كما أن المحاضرات الالكترونية وتسليم المهمات الوظيفية والمشاريع الفنية عبر البرامج الإلكترونية، أتاح للطلبة إمكانية البقاء على تواصل مع المُدرسين والزملاء، خاصة أن تعلم الفنون بحاجة إلى مواظبة ومتابعة مستمرة".

ولا يخفي أستاذ الموسيقى يعقوب حمودة سعادته بكون معظم مساقاته في تدريس الموسيقى هي مساقات عملية، لحساسية تعليمها وتعلمها، ويتحكم ضعف الإنترنت، وصدى الصوت والبيئة المحيطة في سريان المحاضرة والتدريب العملي بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى العزف الجماعي بين الطلبة، والذي من الصعب تنفيذه بشكل ممتاز عبر الإنترنت.

ويضيف: "منذ عودة الطلبة إلى الكلية ضج المبنى بالموسيقى، وعلت أصوات الغناء بالممرات، فعاد التفاعل والحيوية للطلبة، سنعمل وطلبتنا على المحافظة على إجراءات وسبل الوقاية، ونأمل أن تعود الحياة لطبيعتها قريباً".

جدير بالذكر أن كلية الفنون والموسيقى والتصميم تقدم ثلاثة برامج أكاديمية لطلبة البكالوريوس هي: الموسيقى العربية، وبرنامج الفنون البصرية المعاصرة، وبرنامج التصميم، وتسعى الكلية للمساهمة في النهوض بالحالة الثقافية والفنية في فلسطين وخلق فضاءات تجريبية للتعبير والإبداع وتشجيع التفاعل مع الجمهور داخل الجامعة وخارجها، رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجه الشباب الفلسطيني.