دائرة التاريخ والآثار تنظم ندوة حول كتاب "فلسطين من خلال خمسين شخصية"
نظمت دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، اليوم الثلاثاء، ندوة حول كتاب فلسطين من خلال خمسين شخصية، بحضور عدد كبير من الطلبة وأساتذة الجامعة.
افتتح الندوة د. رائد بدر من دائرة التاريخ والآثار، حيث قدم للكتاب مشيرًا إلى أن فلسطين، بتاريخها الأسطوري والديني الغني، تعرضت للطمس بعد النكبة، وعُزلت قسرًا عن فضائها الثقافي والجغرافي. وأضاف أن هذا الكتاب يمثل محاولة لإعادة سرد حكاية فلسطين من خلال شخصيات، نساءً ورجالًا، عايشوا تاريخها، مشيرًا إلى أن بعض هذه الشخصيات معروفة وبعضها الآخر غير معروف.
قدم د. بدر المشاركين في الندوة، وهم صبري جيرو، سليم تماري، وطاهر اللبدي، الذين ساهموا في كتابة فصول الكتاب، مثمنًا حضورهم ومشاركتهم في هذه الفعالية التي نظمتها الدائرة.
تناول محرر الكتاب، السيد صبري جيرو، فكرة الكتاب مشيرًا إلى أن العدد "خمسين شخصية" ليس هو المحور الأساسي، بل أن الأهم هو استكشاف تاريخ فلسطين وشخصياتها. وأوضح أن أحد الأسئلة التي واجهها الباحثون المشاركون كان: عن أي فلسطين نكتب؟ وما هي حدودها؟، مجيبًا بأن الدراسات الأوروبية والتنقيبات الأثرية في القرن التاسع عشر أظهرت توافقًا على وجود فلسطين، لكن الغائب في تلك الدراسات كان الفلسطيني نفسه. وأضاف أن النكبة أحدثت انقلابًا في الوعي، حيث أُلغيت فلسطين ككيان بينما ظهر الفلسطيني كقضية، مذكرًا بقول الراحل مريد البرغوثي: "الفلسطيني ليس المشكلة، لكنه يواجه مشكلة".
أكد سليم تماري على أهمية الكتاب في تسليط الضوء على شخصيات غير معروفة عاش بعضها في فلسطين ولكنهم ليسوا منها. واستعرض تماري ثلاث شخصيات رئيسية: توفيق كنعان الذي جسد فكرة الحداثة من خلال اهتمامه بالفلكلور والإثنوغرافيا والطب الشعبي، واصف جوهرية الذي عكس تطور الموسيقى في نهاية العهد العثماني وبداية الانتداب البريطاني، وإسحق الشامي الذي أظهر تطور اللغة والثقافة خلال تلك الفترة.
أما طاهر اللبدي، فقد خص مداخلته بشخصية جورج منصور، نقيب العمال في يافا، مشيرًا إلى مقاله الذي كتب باللغة الإنجليزية عام 1937 بعنوان العامل العربي في ظل الانتداب على فلسطين. وأوضح كيف جسدت هذه الشخصية صمود العمال العرب في مواجهة الضغوط الصهيونية ومحاولات الحركة الصهيونية والهستدروت للتضييق على معيشتهم، إضافة إلى محاولاتهم لفصل العمال عن الحركة الوطنية الفلسطينية، مؤكدًا فشل هذه المحاولات.
في ختام الندوة، قدم الحضور من الأساتذة والطلبة العديد من الأسئلة والمداخلات التي أثرت النقاش وسلطت الضوء على أهمية الكتاب كإضافة نوعية لدراسة تاريخ فلسطين وشخصياتها المؤثرة عبر العصور.