دائرة العلوم السياسية ومؤسسة الدراسات الفلسطينية تنظمان ندوة وورشة عمل حول الأرشيفات

عقدت دائرة العلوم السياسية /كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت ومؤسسة الدراسات الفلسطينية يوم الأربعاء 8 أيار 2024 ندوة بعنوان " الأرشيفات كشاهد: عن إبادة مصادر الرواية الوطنية وسبل مواجهتها"، وتلا الندوة ورشة عمل لطلاب دائرة العلوم السياسية والعلاقات الدولية على مدار ثلاثة أيام 13، 20، 22 أيار 2024.

هدفت الندوة التي شارك بها الباحثان في المؤسسة د. سليم تماري، والأستاذ أحمد أسعد، إلى الإضاءة على الأرشيف والمصادر الأرشيفية في ظل الاستهدافات الاستعمارية، باعتبارها شاهدا وراويا للوقائع السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وهدفا استراتيجيا للسلب والمحو. هذا وقد تطرق تماري في مداخلته التي حملت عنوانا: "الحرب العظمى في فلسطين وبلاد الشام: قراءة التاريخ الاجتماعي من أرشيف مذكرات الجنود" إلى محطات من الحرب العالمية الأولى في فلسطين من خلال مذكرات ثلاثة جنود إحسان الترجمان، عارف العارف، محمود كرديلي، وشرح تماري كيف يمكن للمذكرات واليوميات والأوراق الشخصية أن تكون مصدرا أساسيا لكتابة التاريخ الاجتماعي والسياسي لفلسطين.

وتناول الأستاذ أسعد في مداخلته التي حملت عنوانا "محو الأرشيف / محو الذاكرة: الأرشيف الفلسطيني وبدائل التاريخ " عملية محو الشعوب الأصلانية وأرثهم المادي والثقافي ماديا ورمزيا باعتبارها المنطق الناظم للاستعمار الاستيطاني، ومنها إبادة الذاكرة ومصادرها التي يشكل الأرشيف فيها مصدرا أساسيا للمعرفة والبحث، كما واستعرض الجهود التي تبذلها مؤسسة الدراسات الفلسطينية لتوثيق حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

هذا وتلا الندوة ورشة عمل، قدمها فريق وحدة الأرشيف في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ممثلة بتسنيم القاضي، سماح جرادات، روز طه وحسناء عبد الهادي على مدار ثلاثة أيام. تجدر الإشارة هنا إلى أن طاقم التدريب هم خريجات جامعة بيرزيت.  هذا وتطرقت الندوة في اليوم الأول إلى الأرشيف كمفهوم مبين الغرض من الأرشفة، والفرق بين التوثيق والأرشفة، كما قدمت نبذة تاريخية عن أرشيف مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجولة في المجموعات الخاصة في الموقع الإلكتروني لأرشيف التاريخ الاجتماعي في فلسطين. وتخلل اللقاء نقاشات تفاعلية بين الطاقم ورئيسة الدائرة الدكتورة غادة المدبوح مع الطلاب حول أهمية التوثيق والأرشفة في السياق الفلسطيني وكيف يكون الأرشيف مصدرًا للمعرفة وطريقًا للمقاومة والنضال وخاصة في ظل حرب الإبادة الحالية على غزة.

 بينما ركزت الورشة في اليوم الثاني على الأرشيف كمصدر للبحث العلمي، تحديدًا للأبحاث في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية. وقدم فريق الأرشيف عروضا تقديمية لخمس مجموعات منتقاة من أرشيف التاريخ الاجتماعي، هدفت لتسليط الضوء على موضوعات محددة، منها نضال الحركات الطلابية، والحراكات الاجتماعية، والدور السياسي والوطني لمؤسسات المجتمع المدني. وتخلل اليوم الثاني نقاشا مع الطلبة حول استخدام الوثائق الأرشيفية لاستكشاف مواضيع للبحث، وتدريب عملي لقراءة ووصف وثيقة أرشيفية. فيما تم تخصيص اليوم الثالث لاستعراض مواضيع بحثية قام الطلاب باختيارها وصياغتها بناء على الوثائق والمجموعات الأرشيفية من أرشيف التاريخ الاجتماعي في فلسطين، ونقاش المواضيع البحثية مع الطاقم ورئيسة الدائرة لمحاولة تطويرها لسؤال بحثي وربطها أحيانا بمشاريع تخرج الطلبة في الدائرة.