دائرة العلوم السياسية تطلق معرض "غزة الباقية" بالتعاون مع المتحف الفلسطيني

افتتحت دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة يوم الإثنين الموافق 14 نيسان 2025، معرض "غزة الباقية"، وذلك ضمن فعاليات مساق "غزة ودراسات الإبادة" الذي تطرحه دائرة العلوم السياسية لأول مرة وتدرسه رئيسة الدائرة الدكتورة غادة المدبوح. جاء افتتاح المعرض بمبادرة من دائرة العلوم السياسية وبالشراكة مع المتحف الفلسطيني، وكلية الفنون والموسيقى والتصميم، ونادي العلوم السياسية في الجامعة، وبحضور رئيس الجامعة بالوكالة د. عاصم خليل، وعدد من أعضاء إدارة الجامعة، والأساتذة والطلبة.

يسلط المعرض الضوء على الحروب الممتدة التي عاشتها فلسطين، مركزًا على غزة منذ عهد الانتداب البريطاني وحتى الحرب الجارية اليوم، ويكشف عن المطامع السياسية في مواردها وإرثها الحضاري، كما يوثق الحياة اليومية لسكان غزة، متناولًا المجازر التي تعرضوا لها منذ عام 1948 وصولًا إلى حرب الإبادة الاخيرة والمتواصلة.

وقال د. خليل: "إن هذا المعرض يمثل تجسيدًا عمليًا لدور جامعة بيرزيت الوطني والتزامها الأخلاقي والتربوي تجاه قضايا شعبنا، وفي مقدمتها ما يتعرض له أهلنا في قطاع غزة من حرب إبادة ممنهجة. بيرزيت لم تكن يومًا مؤسسة أكاديمية فقط، بل منبرًا حرًا للمقاومة الفكرية والثقافية، ومساحة لإنتاج المعرفة الملتزمة بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية."

وأكدت رئيسة دائرة العلوم السياسية د. غادة المدبوح، أن المعرض يأتي على هامش مساق "غزة ودراسات الإبادة" الذي تقدمه الجامعة لأول مرة، والذي يعمل على تفكيك حقل دراسات الإبادة من منظور اجتماعي وسياسي وأنثروبولوجي، ويتناول بشكل خاص حالة غزة بتداعياتها وخصوصيتها، بعيدًا عن التناول القانوني التقليدي فقط.

وأشارت د. المدبوح أن المعرض يسعى لتفكيك الصورة النمطية التي تفصل غزة عن فلسطين، مؤكدًا على أن السياقات الاستعمارية التي أنتجت هذه النظرة يتم التصدي لها من خلال إبراز البعد الاجتماعي والثقافي للمدينة، وتوثيق الإبداع الإنساني لأهلها رغم الترويع والدمار. كما يعمل المساق والمعرض على النظر الى المجزرة الحالية كعملية مستمرة وليس كحدث منفصل. ويتوافق المعرض والمساق أيضا مع مؤتمر الكلية القادم عن الفلسطينيون وحرب الإبادة.

من جانبه، أوضح مدير المتحف الفلسطيني الفنان عامر الشوملي، أن هذا المعرض هو النسخة الـ177 من "غزة الباقية" التي تم تنظيمها حول العالم وهي الأولى في البلاد، مشيرًا إلى أن المعرض بنسخته الرقمية أتاح للمستخدمين في أنحاء مختلفة من العالم تحميل المواد وعرضها في المنازل، الجامعات، المقاهي، والشوارع. ولفت إلى أن الهدف هو خلق مساحات تتيح للمتضامنين الوصول إلى محتوى غني بصريًا ومعرفيًا حول غزة، ضمن سياقها الفلسطيني الأوسع.

فيما أكد مساعد عميد كلية الحقوق والإدارة العامة د. محمود علاونة، أن تنظيم المعرض يأتي ضمن جهود الكلية لتسليط الضوء على معاناة أهلنا في غزة، من خلال مبادرات أكاديمية وثقافية، منها هذا المساق، بالإضافة إلى الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي "الفلسطينيون وحرب الإبادة على غزة" قريبًا في الجامعة.

ويستمر المعرض حتى كانون الأول القادم ٢٠٢٥. ويشكّل مساحة للتفكير الجماعي، والمساندة، والاطلاع على تاريخ غزة المقاوم، وحاضرها الصامد، وإرادة أهلها في الحياة.

كما وتخلل المعرض كلمات للطلبة في مساق غزة ودراسات الابادة وقام الحضور بجولة حول المعرض.