دائرة العلوم السياسية تنظم محاضرة حول الانتخابات الإسرائيلية

عقدت دائرة العلوم السياسية /كلية الحقوق والإدارة العامة يوم الثلاثاء الموافق 22 تشرين ثاني 2022، محاضرة عامة بعنوان: نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة: قراءة واستشراف". قدّمها الخبير في الشؤون الإسرائيلية د. مهند مصطفى (مدير مركز مدى الكرمل-حيفا) وأدار النقاش أستاذ العلوم السياسية في د. صالح عبد الجواد.

اشار المحاضر إلى أن أبرز نتيجة للانتخابات هو أنها حسمت الانتخابات لصالح اليمين الديني الشعبوي الذي يختلف عن اليمين التقليدي. وقال إن موضوع الانتخابات الأساسي دار بالتحديد حول مكانة العرب في إسرائيل وليس مكانة القضية الفلسطينية بشكل عام. ورغم أوجه الشبه بين اليمين الشعبوي في أوروبا والولايات المتحدة واليمين الشعبوي في إسرائيل فهناك فارق يتمثل في أن الأول هو يمين شعبوي قومي يُضمن خطابه مفردات دينية، في حين أن الثاني هو يمين شعبوي ديني يًضمن خطابه مفردات قومية religious nationalism.

وأضاف: "لغايات فهم اليمين في إسرائيل فإنه مر ب 4 مراحل منذ الييشوف وقيام دولة إسرائيل: المرحلة الأولى، وهي مرحلة هامشية اليمين التي تميزت بهيمنة التيار الصهيوني الاشتراكي الذي بنى الدولة على ملامحه، أما   المرحلة الثانية، وهي مرحلة الانتقال من الهامشية للحكم (بعد فوز اليمين بزعامة الليكود للمرة الأولى في الانتخابات الاسرائيلية عام 1977)، غير أن اليمين كان يحكم خلال هذه الفترة ولا يؤثر. وخلال هذه الفترة لم يحكم اليسار إلا لفترات قصيرة، والمرحلة الثالثة، هي مرحلة سيطرة اليمين وآفول اليسار النهائي، وتبدأ مع مطلع عام 2001 وهي مرحلة يحكم فيها اليمين ويسيطر dominance بشكل كامل،   أما المرحلة الرابعة والتي توجتها هذه الانتخابات فهي مرحلة هيمنة اليمين الكاملة ليس فقط على النظام السياسي الإسرائيلي فحسب بل وعلى المشهد الثقافي والحيز العام وكانت نقطة البداية في هذه المرحلة قانون القومية الذي اقره الكنيست في تموز 2018، ونوه المحاضر إلى أن هناك تطابق تام بين كثير من البنود التي وردت في هذا القانون وبرنامج "حزب الصهيونية الدينية" (حزب عوتسما يهوديت بقيادة بن غفير وسموترتش).

وأشار مصطفى إلى أن واحد من مصادر قوة الشعبوية في إسرائيل (وجاذبية خطابها للناخب الإسرائيلي) انه يجد ان مقولاتها ليست جذابة فحسب بل فعالة وناجحة. فاليمين قال سنفعل سلام مع العرب بدون حل للقضية الفلسطينية وهو ما حصل عندما طبع العرب واستسلم العالم، وقال سنكثف الاستيطان ولن يعاقبنا أحد أو يقطع علاقاته معنا وهذا ما جرى.

وقال إن برنامج اليمين الشعبوي يتلخص في 4 نقاط: هي: الاستيطان المكثف في الضفة الغربية والقدس، وضم  مناطق إضافية من الضفة الغربية لدولة إسرائيل، و اضعاف مكانة فلسطيني 48، واضعاف دور السلطة القضائية في إسرائيل عندما يتعلق الامر بالحريات والحقوق المدنية

وفي نهاية المحاضرة، شكر د. عبد الجواد د. مصطفى على محاضرته القيمة، ونوه إلى ضرورة الانتباه إلى التطابق في المواقف السياسية لليمين الديني غير الصهيوني (الحريديم ممثلين بحزبي شاس واحدوت هاتوراة) اليمين الصهيوني الديني، وإن إسرائيل اليوم وبعد أكثر من سبعين سنة من قيامها تنتج فكرها العنصري بمعزل وبعيدا عن جذورها الفكرية التي جاءت بها من اوروبا.