دائرة الاعلام تنظّم ندوة حول الرقابة الذاتية على وسائل التواصل الاجتماعي

نظّمت دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع المركز العربي للإعلام الاجتماعي "حملة"، ندوة بعنوان "الرقابة الذاتية على منصات التواصل الاجتماعي بين حرية التعبير والتحديات"، وذلك يوم الأربعاء الموافق 21 أيار، في مركز تطوير الإعلام بمبنى المسروجي للإعلام، بحضور عدد من الأكاديميين والطلبة.

سلّطت الندوة الضوء على واقع الرقابة الذاتية التي يفرضها المستخدمون على أنفسهم في الفضاء الرقمي خوفا من الاعتقال من قبل سلطات الاحتلال، والذي ازدادت وتيرته بعد الحرب على غزة قبل أكثر من عام ونصف، إلى جانب أشكال التقييد والملاحقة القانونية في الفضاء الرقمي.

عُرِضت في بداية الندوة نتائج استبيان أُجري على عينة من طلبة الإعلام في جامعة بيرزيت، تحت إشراف الأستاذ ناصر الخصيب. وقد أظهرت النتائج أن نسبة كبيرة من الطلبة يتجنبون نشر محتوى سياسيا أو اجتماعيا خشية التعرض للانتقاد أو الملاحقة. وأن الرقابة الذاتية ترتبط لدى معظم المشاركين بالخوف من تبعات التعبير الحر، وأهمها الاعتقال والتنكيل على الحواجز الاحتلالية، أكثر من ارتباطها بالمسؤولية أو النضج الرقمي.

وأوضح أستاذ القانون الخاص في جامعة بيرزيت ومساعد عميد كلية الحقوق والإدارة العامة في جامعة بيرزيت د. محمود علاونة أن الاحتلال يُجَرّم الكثير من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وفق قانون الطوارئ المعمول به. وشدد على أنها قوانين لا تتماشى مع معايير القانون الدولي.

من جانب آخر، أكد أ. جلال أبو خاطر، مدير المناصرة في مركز "حملة"، أن الرقابة الذاتية التي يمارسها الطلبة المستطلعة آراؤهم ليست الحل لتجنب اعتقال الاحتلال لهم، بل إنه من المهم فهم آلية عمل لوغاريتمات وسائل التواصل الاجتماعي، وأشكال صياغة محتوى ذكي يعبر عن الواقع دون إعطاء مبرر للاحتلال لمعاقبة الأشخاص الذين ينشطون على المنصات الإلكترونية.

ورداً على سؤال عن دور المناهج الأكاديمية في التوفيق بين حرية التعبير والتوعية بمخاطر النشر الرقمي وسط تصاعد الرقابة الذاتية على المنصات أجاب الدكتور بسام عويضة، رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، أن هذا يتحقق من خلال التركيز على تدريس مساق قوانين وأخلاقيات الإعلام، الذي يُعنى بتعليم الطلبة كيفية إيصال المعلومة بدقة ومسؤولية، مع تجنب الوقوع في المحظورات أو الأخطاء التي قد تضر بهم أو بالآخرين. وشدد على أهمية استخدام المصطلحات بعناية عند النشر، مثل عبارة "مقاومة الاحتلال"، لتكون بصياغة تأويلية ومدروسة تضمن وضوح الرسالة دون تعريض الطالب أو الصحفي للمساءلة أو التشويه، مؤكدا أن هذه التوعية تمكّن الطلبة من التعبير عن آرائهم بحرية ضمن حدود القانون والمسؤولية. 

واختُتمت الندوة بفتح باب النقاش، حيث طرح الطلبة مجموعة من الأسئلة على المتحدثين، تمحورت حول كيفية تجنب انتهاك الاحتلال لحق الفلسطينيين بالتعبير الحر في الفضاء الرقمي، ودور المؤسسات الأكاديمية والمجتمعية في حماية المساحات الرقمية.