دائرة الإعلام تنظم ندوة بعنوان: "الربيع العربي الواقع والاستعارة" - أخبار

حذر رئيس دائرة الاعلام في الجامعة د.وليد الشرفا من الخطورة التي تنطوي
عليها صناعة الإستعارة للتاريخ الحديث، منوهاً إلى أن الربيع العربي هو جزء من الاستعارة  التي تصنع التاريخ  وتخلق حقيقة اجتماعية، وقد تطور  دور الإعلام في هذه الاستعارة مع التطور
التكنولوجي انطلاقا من حتمية إعلامية مفادها من يملك التقنية يستطيع خلق واقع معاش.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها دائرة الاعلام في قاعة الشهيد كمال ناصر في
الجامعة  يوم الثلاثاء 6كانون الأول
2011،  بعنوان: "الربيع العربي الواقع
والاستعارة"، بمشاركة كل من المتخصص في شؤون الإتصالات والمعلوماتية د.صبري صيدم،
و مدير عام منتدى الشرق الأوسط ومركز القدس د.محمد حمزة، وأستاذ العلوم السياسية أ.سميح
حمودة، وبتعقيب من د.الشرفا.

في قراءته
التقنية لواقع الثورات العربية، أكد د. صيدم على
أهمية التقنيات في الحياة اليومية، مستعرضاً العديد من الاحصاءات التي تؤكد ذلك، وتأثيرها
على رموز الحكم، حيث ان التطور الهائل في استخدام التكنولوجيا جعل من النظر الى القضايا
الجوهرية والمصيرية مثل البطالة والفقر والفساد الاداري من اهم القضايا التي عبر بها
الشعب عن اضطهاده من خلال رسم خارطة جديدة للمنطقة، ربما تشمل دولا عربية او غربية
او ثورات داخلية.

وأوضح
أن الربيع الفلسطيني يستلهم دروسه من الشارع العربي على خلاف العقود الماضية، إلا ان
المحاولات الكثيرة لخلق الربيع الفلسطيني قامت في الاساس ضد الانقسام أولا، ثم الاحتلال
ثانيا، إلا ان ظاهرة الفصائلية تطغى على السطح الافتراضي أيضا، واتسم الحراك الفلسطيني
بتوجهات حزبية اكثر منها شبابية للوصول الى الربيع العربي الفلسطيني.

من جهته
اكد د. حمزة في ورقته التي أثارت جدلاً واسعاً ،على أن مصطلح "الربيع العربي"
ليس مشتقاً من الواقع العربي وإنما هو مترجم من الثقافة الغربية، وهذا يدل على سيادة
العقل العربي الناقل، والذي يعتبر من أكبر اشكاليات الثورات، وحذر حمزة من خطورة تغلب
النقل على العقل عند المواطن العربي.

وبين أن
الثورات العربية تشترك في أنها جاءت ضد الفساد السياسي وإقصاء الجماهير عن المشاركة
السياسية، إلا أن المنطقة العربية تظل بقعة سوداء تخلفت عن جميع الثورات التي شهدها
العالم، وان الدول التي تشهد ثورات حاليا تقوم بترتيب أجندتها الداخلية والخارجية،
وقد يتغير اهتمامها للتركيز على الوضع الداخلي لديها خصوصا في مصر.

وأشار
حمزة إلى أن القضية الفلسطينية وبعد استكمال هذه الثورات ستعود إلى المقدمة بزخم أكبر
لأنه لم يعد من الوارد حاليا أن يقوم أي حاكم عربي باتخاذ قرارات منفردة بمعزل عن الشعوب،
والأهمية الكبرى للثورات أنها أدخلت العامل الشعبي والجماهيري في صلب القرار السياسي،
وهذا يعني تبني موقف الشعب، مما يعني ان التراجع في الاهتمام بالقضية الفلسطينية هو
تراجع نسبي وتكتيكي، نتيجة ترتيب جدول اهتمامات الثورات العربية.

من جانبه
رأى حمودة أن الاستعمار استطاع
أن يفرض الدولة القطرية العربية المتخلفة على العالم العربي، الذي عاش صراعات بين قواه
وتياراته الفكرية المنقسمة. كما واستعرض تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي في قراءةٍ
سياسية للثورات العربية.

وأوضح
ان الهوية الوطنية في اسرائيل تأخذ وعيا وبعدا تاريخيا من قبل السياسات الصهيونية من
خلال التركيز على رموز تاريخية (شخصيات –اماكن) وبثها في التنشئة الثقافية والتاريخية،
فالدولة الاسرائيلية تقوم على انتاج وتطوير نفسها في المقابل نرى ان مشروع الدولة القطرية
هو الغالب جراء تقسيم الدولة العثمانية، فكان التخلف والفقر والاستبداد هو السمة البارزة
على هذه الدول بينما نشأت اسرائيل على تعاليم الديمقراطية من داخلها.

وبين ان
الثورات التي حصلت في تونس ومصر اعطت دافعا للشعوب العربية الاخرى للانتفاض على حكامها
كما حصل في ليبيا واليمن على الرغم من الفروقات بين حالات تلك الدول، فقد كسرت هذه
الثورات حاجز الخوف لدى الشعوب من الانظمة وهذه اهم نقطة لان الشعوب سابقا كانت تخاف
مواجهة الأنظمة، فالإنسان يحيا بالحريات والكرامة التي هي من الامور الاساسية في حياة
الشعوب.