دراسة حول أوقاف القدس في السياسة الخارجية للدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر للدكتور موسى سرور

شارك أستاذ التاريخ والآثار د. موسى سرور، في كتاب محكم باللغة التركية بعنوان: "ماضي وحاضر القدس" والذي مؤخراً صدر في تركيا من قبل جامعة إسطنبول مدنيات وبالتعاون مع مؤسسة البراق وبلدية إسطنبول، وبتحرير مجموعة من الأكاديميين الأتراك وبمشاركة مجموعة من أكاديميين عرب وأتراك. ويتكون الكتاب من 416 صفحة. 

وقدم د. سرور دراسة بعنوان: " أوقاف القدس في السياسة الخارجية للدولة العثمانية خلال القرن التاسع"، وهدفت إلى تحليل مضمون وثائق أرشيفية متنوعة المصادر واللغات عربية وعثمانية وفرنسية والمانية وانجليزية الكشف عن المستور في تاريخ القدس العثمانية؛ وذلك من خلال الكشف عن المكانة التي احتلتها عقارات القدس الوقفية خاصة الخيرية منها في العلاقات الدولية للدولة السلطانية العثمانية، وكيف شكلت هذه العقارات محور اهتمام الدول الكبرى وتنافسها وعملها جاهدة لاستحواذها مستغلة علاقاتها بالسلطنة العثمانية. 

وحاولت الدراسة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة: ما العلاقة بين السياسة الخارجية العثمانية وأوقاف القدس؟ وكيف لعبت هذه الأوقاف دورا في العلاقات الخارجية للدولة العثمانية مع القوى الأوروبية خلال القرن التاسع عشر؟ وكيف أثرت هذه السياسة على أوقاف القدس ورموزها التاريخية وقدسيتها الدينية؟  وانطلقت الدراسة من فرضية مؤداها: أن سياسة الدولة العثمانية الخارجية عكست آثارها على أوقاف القدس وساهمت بنقل ملكية مؤسسات وعقارات وقفية مهمة في القدس إلى أملاك أجنبية. وأن هذا الأمر جاء ليتماشى مع الأطماع الاستعمارية الغربية في القدس. ونتج عن هذه السياسة تغيير في معالم القدس التاريخية وهويتها الدينية. وهذا ما يعري سياسة سلاطين آل عثمان تجاه القدس وأوقافها الإسلامية، مخالفا النظرة السائدة التقليدية حول العلاقة بين الدولة السلطانية والقدس بشكل عام وأوقافها بشكل خاص.